القاهرة – «أ.ف.ب»: حصل مهرجان الاسماعيلية للافلام التسجيلية والروائية القصيرة في دورته الـ 17 التي تبدأ الثلاثاء المقبل على نسخة من فيلم “ثامن العجائب” من ارشيف السينما النيوزيلندية بعد ان فقد منذ سنوات من ارشيف السينما المصرية.
والفيلم من اخراج الكندي جون فيني يسجل ملحمة نقل معبدي ابو سمبل في الستينات من القرن الماضي اثر بناء السد العالي وغرق المكان الاصلي للمعبدين تحت مياه بحيرة ناصر التي تراكمت وراء السد.
ويشير مدير المهرجان المنتج محمد حفظي الى ان فيلم “ثامن العجائب” يعتبر “واحدا من اهم الافلام في تاريخ السينما التسجيلية المصرية كونه استطاع ان يصور نقل المعبدين من مكانهما الاصلي بعد اكثر من 3000 عام على نحتهما داخل صخور الجبل الغارق تحت مياه السد العالي واستغرق تصويره 4 اعوام وشارك الفنان التشكيلي المصري الراحل حسين بيكار الذي يعتبر من اركان الحركة الفنية التشكيلية المصرية في العمل في هذا الفيلم”.
وقد حصل المهرجان على نسخة رقمية للفيلم من ارشيف السينما النيوزلندية حيث قام المخرج الكندي الذي رشح مرتين لجائزة اوسكار بإهداء الفيلم لنيوزيلندا وعثر على الفيلم شاب مصري معجب بأعمال حسين بيكار وقام بابلاغ وزارة الثقافة التي قامت عبر مهرجان الاسماعيلية والمركز القومي للسينما بالمطالبة بالحصول على نسخة من الفيلم.
وكان الفيلم تم عرضه في مهرجان برلين للأفلام التسجيلية عام 1973 ثم اختفت نسخه من ارشيف الافلام التسجيلية المصرية، بينما قام جون فيني بإهداء نسخة الفيلم الوحيدة الباقية لأرشيف السينما النيوزيلندية قبل وفاته عام 2006.
وكلف وزير الثقافة خلال فترة حكم الزعيم المصري جمال عبد الناصر، ثروت عكاشة الذي خاض معركة نقل الآثار الفرعونية من المناطق التي ستغرق تحت مياه بحيرة السد العالي، فيني باخراج الفيلم.
واشرف على انتاج الفيلم رئيس قطاع السينما التسجيلية في تلك الفترة الفنان حسن فؤاد. وشارك الفنان حسين بيكار مع فيني في كتابة السيناريو، اما الموسيقى التصويرية فهي لموسيقي ايطالي ومستوحاة من همهمات فرعونية قام بيكار بأدائها عزفا على آلة الطنبور.
ويعتبر الفيلم احد اهم واضخم الاعمال الفنية في تاريخ الفنون الجميلة المصرية، فمن خلال لوحات حسين بيكار المستخدمة بالفيلم يتم عرض قصة معبد رمسيس الثاني في ابو سمبل، حيث قام بيكار برسم اللوحات التوضيحية الملونة طبقا للمعلومات التاريخية والهندسية عن هذا الصرح المعماري العظيم واستغرق رسم هذه اللوحات اكثر من عامين زار خلالهما بيكار النوبة ومدينة الاقصر وتنقل بينهما في مركب في نهر النيل.