إذا كانت دول وشعوب المنطقة العربية، تتأثر ببعضها البعض، إلى حد كبير، بل إن ما يحدث في المنطقة يؤثر في العالم من حولها أيضا، والعكس صحيح، وذلك لأسباب كثيرة ومعروفة على نطاق واسع، فإن جمهورية مصر العربية الشقيقة تحظى بأهمية كبيرة، وملموسة على الصعيدين العربي والإقليمي بوجه خاص، وعلى الصعيد الدولي بوجه عام، بالنظر لما يربطها من علاقات طيبة وعميقة مع مختلف الدول والشعوب العربية وغير العربية، ولما أسهمت، وتسهم به مصر الشقيقة من دور إيجابي، في محيطها وخارجه أيضا. وفي هذا الإطار فإنه لم يكن مصادفة أن تحظى التطورات التي تشهدها مصر باهتمام ومتابعة من جانب العديد من الأطراف والقوى الإقليمية والدولية، وكذلك من جانب قطاعات واسعة من الشعوب العربية، التي تدرك بعمق أن استقرار مصر وتقدمها، ونجاحها في مواجهة التحديات التي تتعرض لها، هو في النهاية نجاح لكل الأشقاء، وعلى مختلف المستويات أيضا.
وفي حين تميزت العلاقات العمانية المصرية، على امتداد العقود الماضية، بالقوة والعمق، وباستمرار التواصل بين الدولتين والشعبين الشقيقين، في مختلف المجالات، وعلى العديد من المستويات الرسمية والشعبية في مختلف الظروف، فإن السلطنة أعربت دوما عن تمنياتها لجمهورية مصر العربية الشقيقة بالاستقرار والتقدم والرخاء، كما أكدت تأييدها لخيارات الشعب المصري الشقيق، على طريق بناء حاضره ورسم مستقبله على النحو الذي يحقق له رخاءه وطموحاته وأهدافه في مختلف المجالات.
ومع انتهاء انتخابات الرئاسة المصرية، التي جرت في الأيام الأخيرة، والفوز الكبير الذي حققه المشير عبد الفتاح السيسي، بأصوات الأغلبيية الكبرى من أبناء الشعب المصري الشقيق، وثقتهم في قدرته على السير بهم لتحقيق أولويات الشعب المصري في المرحلة القادمة، فإن الكثيرين، على امتداد المنطقة العربية وخارجها، يدركون تماما أن مصر الشقيقة تدخل بالفعل إلى مرحلة بالغة الأهمية والتأثير في حاضرها ومستقبلها، ليس فقط السياسي، ولكن الاقتصادي والاجتماعي كذلك، خاصة أن تحديات كثيرة حدثت وتراكمت على امتداد السنوات الأخيرة. غير أن ما أظهرته جموع وملايين المصريين خلال الانتخابات الرئاسية، من حماس وثقة وتصميم على تجاوز التحديات والمشكلات، التي لا يمكن التقليل من ثقلها، من شأنه أن يدفع نحو تحقيق الأهداف والطموحات التي يتطلع إليها الشعب المصري الشقيق، ولا سيما أن هناك الكثير من الأطراف والقوى والمنظمات، عربية ودولية، تدرك أهمية وضرورة نجاح الشعب المصري في التغلب على تلك التحديات، وذلك بحكم ارتباط وتداخل المصالح من ناحية، وخطورة التهديدات التي تواجه كل المنطقة والعالم أيضا من ناحية ثانية، فاستقرار مصر وتقدمها ورخاؤها ليس مفيدا لها وحدها، ولكنه مفيد بالضرورة لكل المنطقة من حولها، ولذا نتمنى لها النجاح في سيرها لتحقيق ما يصبو إليه الشعب المصري الشقيق من أمن واستقرار وازدهار.