وزاري تشاوري عربي خلال يومين لبحث الأوضاع -
بغداد – القاهرة – (أ ف ب): أعلنت السلطات العراقية أمس أن قواتها قتلت 279 مسلحا في مناطق مختلفة من أنحاء العراق خلال الساعات الـ24 الماضية، بحسب ما أفاد المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة.
وقال الفريق قاسم عطا في مؤتمر صحفي في بغداد «خلال الـ24 ساعة الماضية تم قتل أكثر من 279 إرهابيا في مختلف المناطق»، معتبرا أن القوات الأمنية «استعادت المبادرة».
كما أعلن عطا عن إحراق 14 سيارة تحمل على متنها عناصر من تنظيم ما يسمى «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، ابرز التنظيمات المسلحة التي تقاتل في سوريا والعراق، خلال الساعات الماضية.
من جانبه قال الوسيط العربي والدولي السابق في سوريا الأخضر الإبراهيمي في مقابلة مع وكالة فرانس برس: إن هجوم الجماعات الجهادية في العراق كان نتيجة لجمود المجتمع الدولي إزاء النزاع المستمر في سوريا منذ اكثر من ثلاثة أعوام.
وقال الإبراهيمي الذي استقال من منصبه في مايو الماضي: بعد اقل من عامين من الجهود غير المجدية لإنهاء النزاع في سوريا الذي أودى بحياة اكثر من 160 ألف قتيل، «هذه قاعدة معروفة.
فصراع من هذا النوع في سوريا لا يمكن أن يبقى محصورا داخل حدود بلد واحد».
وأضاف: إن المجتمع الدولي «للأسف اهمل المشكلة السورية ولم يساعد على حلها وهذه هي النتيجة».
وأوضح الإبراهيمي انه أبلغ مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة وشركاءه منذ نوفمبر الماضي بقدرات ما يسمى «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وبأنها «أكثر عشر مرات نشاطا في العراق من سوريا».
وأضاف: إن «تصرفات الجهاديين في العراق مبنية على خلفية الحرب الأهلية بين الفرقاء العراقيين والانقسام الطائفي في العراق عميق للغاية.
ويرى المبعوث الخاص السابق أخيرا أن إيران التي أبدت استعدادها للمساعدة في بغداد، لديها «مكانها» في المنطقة «بحكم الأمر الواقع من خلال التعاون بين الولايات المتحدة وإيران» على العراق.
ويسيطر مسلحون ينتمون الى ما يسمى «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وتنظيمات أخرى إضافة الى عناصر من حزب البعث المنحل على مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين منذ الأربعاء، الماضي كما يفرضون سيطرتهم على مناطق أخرى في المحافظة الواقعة شمال بغداد.
ويحاول المسلحون منذ بدء هجومهم الكبير والذي تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق واسعة من شمال العراق بينها محافظة نينوى، اقتحام مدينة سامراء أدى تفجيره عام 2006 إلى حرب طائفية امتدت لعامين وقتل فيها الآلاف.
على الصعيد السياسي بدأت أمس أعمال الاجتماع غير العادي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة المغرب، الرئيس الحالي للمجلس.
ويناقش الاجتماع بندين أساسيين يتعلقان بالأوضاع الخطيرة في العراق بعد اجتياح تنظيم ما يسمى بـ«داعش» واستيلائه على عدة مدن عراقية .
وعبّر الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، في كلمته خلال الاجتماع عن قلق جامعة الدول العربية البالغ إزاء تصاعد العمليات الإرهابية ضد العراقيين، واستهداف مدنا عراقية. آملا أن تعود الأمور الى نصابها قريبا.
وأعلن العربي أن اجتماعا تشاوريا لوزراء الخارجية العرب سيعقد خلال اليومين المقبلين في جدة على هامش اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي لبحث التطورات والأوضاع الخطيرة في العراق والخطوات المطلوب اتخاذها للتعامل معها.