الدراما الرمضانية تنطلق بتفاصيل متباينة.. وثيمات اجتماعية

باب الحارة عاد بعد توقف والخليجي «مأساوي» -

متابعة ـ شذى البلوشية -

أظهرت الأعمال الدرامية الرمضانية في يومها الأول تنافسا كبيرا سعت من خلاله القنوات العربية لتقديم الأفضل للمشاهد، وتلبية الرغبات والأذواق المختلفة، فإلى جانب الروحانيات التي تتجلى في هذا الشهر الفضيل فإن جانب الترفيه والفائدة أيضا كان حاضرا بين يدي كل من يبحث عنه.


باب الحارة.. الترقب مستمر


وسط الكثير من الترقب والانتظار أطل المسلسل السوري «باب الحارة» في جزئه السادس بقالب جديد، بعد توقف للمسلسل مدة أربع سنوات، وعودة لأحداث الحارة وتفاصيل الحياة السورية القديمة، مع تطور واضح وملموس في مختلف التقنيات المستخدمة في تصوير المسلسل، وقد شهدت تفاصيل الحلقة الأولى من المسلسل أحداثا تتابعية للأجزاء السابقة ولكن بانطلاقة قوية وذلك بمكيدة أثارت الضجة في الحارة بفعل قام به الممثل مصطفى الخاني الذي يقوم بدور «الواوي» وهو رجل قطن «حارة الضبع» منذ فترة بسيطة، ولم يبد أية مشاكل تذكر، ولكنه قام هذه المرة بتعليق رأس خروف يقطر دما على واجهة «دكان» عصام في منتصف الليل، وتحدث ضجة في الحارة عند الصباح لما رآه الجميع، متوقعين أن هذا الفعل تهديد للجميع من خطر قادم، أو فعل يكاد أن يشكل خطرا على أفراد «حارة الضبع»، واستمرت التساؤلات هنا وهناك، عما يراد من وراء هذا الفعل، ومن تلك اليد التي تحيك الشر لهم.

يشهد المسلسل غياب حسن دكاك الذي كان يقوم بأداء دور «أبو حاتم» فقد وافته المنية، ليحل محله الفنان «سليم صبري»، ويظهر أيضا في المسلسل الفنان «أيمن زيدان» الذي يلعب دور أبو ظافر وهو رجل من حارة الضبع ولكنه عاش فترة خارج الحارة ليقوم بجمع ثروته، وقد عاد ليقطنها من جديد برفقة زوجته وابنه ظافر وابنته، يعيشون حياة مترفة تتسم بالرفاهية والجاه والمال الكثير. كما قد ظهر في الحلقة الأولى للمسلسل أن العقيد «معتز» يلازم البقاء مع رجال الغوطة، وتقوم أم عصام ونساء الحارة بتجميع المؤونة اللازمة للرجال. ربما لم تظهر الأحداث الأولى ما كان مترقبا من قبل المشاهد، فهناك تغيرات كثيرة ظهرت على المسلسل لم تكن في الحسبان، ولكن الترقب المستمر من قبل جميع المشاهدين للمفاجأة الكبرى بعودة «أبو عصام» وأحداث القصة الكبرى التي تحملها عودته.


جرح السنين.. وضاري في الغزو


وفي الإطار الخليجي فقد سجلت الأعمال حضورا جيدا في عتباتها الأولى، وظهور تفاصيل جديدة وقوية في أحداثها، وتنوع كبير في القصص التي تتناولها، فالمسلسل الخليجي «جرح السنين» كان الأبرز بأحداثه المأساوية منذ بدايته، حيث كانت البداية مع رحيل «ضاري» الذي يلعب دوره الفنان «عبدالله بو شهري» لتلبية نداء الوطن، فقد كان شرطيا التحق مع غيره لمواجهة الغزو العراقي للكويت، راحلا وسط دمعات والده «سليمان» والذي يلعب دوره الممثل البحريني «عبدالله ملك»، ووالدته «حياة» تقوم بالدور الفنانة «زهرة عرفات» وزوجته الحامل، وإخوانه الأربعة، رغم محاولاتهم المستمرة لإثنائه عن الذهاب للغزو، ولكنه أبى إلا المشاركة في تحرير البلاد من المحتل، وبعد مضي خمس عشرة سنة على رحيل ضاري، تظهر «حياة» في صورة امرأة قاسية، حادة الطباع، لا تعرف للضحك طريقا، ويصاحب هذه الأحداث أن يصاب أخ ضاري الصغير «يوسف» ـ الذي يعاني من مشاكل عقلية ـ بحادث أثناء مشاجرته مع أحد أبناء الجيران، يصاب فيه ببعض الكسور، وتعود «حياة» إلى البيت لتعتزل الجميع وتبكي وهي تحتضن صورة ضاري الذي مايئست بعد مرور السنوات الطويلة على غيابه من عودته يوما، ويحاول زوجها أن يهدئها وينصحها بأن تتخلى عن عادة البكاء على صورة ابنهم الراحل كلما حلت بهم مصيبة أو أصابتهم حادثة مؤسفة، ولكنها تعلل أن أحزانها تتالى بعد رحيل ضاري، وأنه بفقدها لابنها قد فقدت الفرح والسعادة من حياتها كلها.

كما أن أحداث مسلسل «بسمة منال» لا يقل حضوره عن غيره من المسلسلات، فالحلقة الأولى كانت تحكي قصة المحامية «بسمة» والتي تقوم بدورها الفنانة «هدى حسين» بشخصيتها القوية، وأناقتها الملحوظة، وأسلوبها المميز في التعامل، وتعيش في بيتها برفقة ابنها وزوجته التي تقوم بالدور الفنانة هند البلوشية بشخصية شرطية تتسم أيضا بقوتها وشدتها ومواجهتها للقضايا وتظهر أيضا مدى اهتمامها الكبير لحماية الوطن. كما تلعب الفنانة العمانية «بثينة الرئيسية» دور البطولة في المسلسل فهي «منال» المرأة المسجونة، وتظهر في بعض المشاهد استرجاعها لذكرياتها السابقة حيث كانت تعيش برفقة زوجها الذي يلعب دوره الفنان «أحمد إيراج»، ويشتبه في أنها هي من قامت بقتله، وتدخل في حالة مستمرة من البكاء المتواصل كلما عادت بها الذاكرة للحظات التي تعيشها برفقة زوجها، ويحدث أن يستدعي مدير إحدى الشركات ويقوم بالدور الفنان «جاسم النبهان» المحامية «بسمة» ليتحدث معها عن أكفأ موظفاته وهي «منال» التي اشتبه بقتلها لزوجها، وعبر هو عن ثقته ببراءتها، ولكن «بسمة» كانت تؤكد له أنها قضية رأي عام، وجميع الأدلة والبراهين تثبت إدانة المتهمة، ولكنه أصر على أن تمسك المحامية بسمة هذه القضية. مفارقات في أحداث تتسم بالقوة في سردها وفي إخراجها أيضا، تأخذ بالمشاهد ليستمر بمتابعتها حتى يكتشف حلول هذه القضية الشائكة وملابسات جريمة قتل محيرة.

«ثريا» أم معاناة المرأة التي لا تنتهي

وفي قصة جديدة من نوعها تتبنى الممثلة الكويتية «سعاد العبدالله» في مسلسل «ثريا»، شخصية امرأة عاشت حياتها بعد ثلاث زيجات مختلفة لم يكتب لأي منها نهاية سعيدة، عبرت عنها أولى حلقات هذه الدراما الاجتماعية، والتي تسجل معاناة المرأة الخليجية من أجل أن تعيش حياتها كما تريد هي لا كما يريد المجتمع، تذكر «ثريا» في أولى حلقات هذه الدراما الاجتماعية بداية قصتها مع العناء والتحدي عام 1982، عندما تزوجت للمرة الأولى من رجل الأعمال الثري «حمود» بضغوط من والدتها، وأنجبت منه ابنها الأول «ضرار» إلى أن أتى الوقت الذي تمردت فيه وطلبت الطلاق بعد أن أدركت استحالة الحياة مع رجل لا تحبه. وبعد أن حصلت على وظيفة «أمينة مكتبة» بجامعة الكويت، تعرفت ثريا على زميل مصري تزوجت منه رغم إرادة والدتها، فلفظتها الأخيرة وطردتها رافضة الاعتراف بهذا الزواج غير المتكافئ، ولم يمض على هذا الزواج أكثر من عام حتى تخلى عنها الزوج المصري بعد أن أنجبت منه ولدها الثاني «رشيد» وطلقها، وتتزوج بعد طلاقها منه بأربع سنوات بمستشرق أمريكي عوضها عن الحنان الذي افتقدته من الجميع، وأنجبت منه ابنتيها سينا وسبأ، وعاشت حياة مريحة إلى أن توفي في حادث سيارة بالمغرب وعادت ثريا تواجه الحياة وحيدة وهذه المرة معها 3 أطفال أجانب، اختارت بعدها ألا تعيد تجربة الزواج مرة أخرى، وقطعت عمرها وشبابها في تربيتهم لتصل بهم إلى شاطئ النجاة.

وفي الطابع البوليسي تألق المخرج المصري «محمد سامي» بعمل درامي يتسم من خلاله بالطابع السينمائي، وببداية قوية للمسلسل الذي يحكى قصة فتاة محبوسة في احد السجون اللبنانية بتهمة القتل، يظهر تعاطيها للمخدرات، وآثار العنف تظهر على وجهها، تلعب الدور الفنانة «هيفاء وهبي» والتي تحكي قصتها بلقطات متفرقة أثناء التحقيق الذي يديره محقق لبناني يلعب دوره الفنان «عمار شلق». «حبيبة» فتاة من أب لبناني وأم مصرية، كانت تعيش حياتها في إحدى «الضيعات» في لبنان، وتجرها إحدى صديقاتها للعيش في بيروت بحجة أن العمل في خياطة الملابس لن يجدي نفعا، وتأخذها لبيت «دودي» الذي يلعب الدور الفنان الراحل «حسين الإمام «، وتحكي أيضا قصة علاقتها بالطيار ناصر الذي يقوم بدوره الفنان المصري «ماجد المصري» الذي ساعدها في فتح بيت أزياء ولكنها تركته بسبب رفضه الزواج منها رغم حبهما، وتتعرف على آخر وهو مروان الذي توافق على الزواج منه رغم عدم حبها له، لتعلل ذلك بحبها لماله فقط. وتنتهي الحلقة الأولى بترك حبيبة لحفل عيد ميلاد مروان، وتذهب للبحث عن حمزة بعد عدم رده على اتصالاتها، لتجده مقتولا في كوخه.