ارتكبت في عام 1922 جريمة قتل مريعة في قرية بافاريا المعزولة بجنوب بألمانيا.
وبعد مضي 80 عاماً على جريمة القتل تلك التي لم يعرف الجاني فيها، تم استعادة أحداثها في رواية متخيلة بعنوان «جريمة المزرعة» للكاتبة الألمانية أندريا ماريا شينكيل التي تعتبر هذه الرواية إصدارها الأول.
نشرت هذه الرواية في ألمانيا عام 2006، وبيع منها أكثر من مليون نسخة.
وتجلى نجاح وأهمية الرواية في ألمانيا من خلال إدراجها ضمن المنهاج المقرر لطلبة الثانوية فيها، واعتمادها كوسيلة لتدريب التحريين، وتحويلها إلى فيلم أُنتج عام 2009، ولتترجم إلى 20 لغة.
وأخيراً وصلت «جريمة المزرعة» إلى الولايات المتحدة لتصدر قبل فترة وجيزة، على أمل أن تحقق الكاتبة شينيكيل نفس الاهتمام والنجاح في أدب الغموض الألماني أسوة، بما حقق الكاتب السويدي ستيج لارسون من نجاح في أدب الجريمة الاسكندنافي.
أما حقوق النشر فصادرة من شركة بريطانية حصلت على حق نشرها باللغة الإنجليزية في العالم، والتي منحت دار «كنوف» للنشر بالولايات المتحدة هذا الحق، علماً أن الرواية صدرت في بريطانيا عام 2008.
ولا يزيد عدد صفحات رواية الكاتبة شينيكيل على 150 صفحة بالإنجليزية، أما الرواية فتتمعن في جوانب مختلفة من واقع جريمة هنيتركايفيك في بافاري، وحياة مزارع وزوجته وابنتهما وولديها وخادمة والذين قتلوا جميعاً بضربات الفأس.
تشير الكاتبة شينيكيل البالغة من العمر 52 عاماً في حوار هاتفي مع صحيفة «نيويورك تايمز» عن دوافع اهتمامها بالكتابة عن هذه الجريمة، «فكرت في البدء بسرد قصة يعرفها الكثير من الناس، ولكن لأرويها بأسلوب غير مألوف».وتتابع، «لا يوجد في روايتي تحري، بل لا يوجد أي نوع من التحقيق.
والكتاب يتضمن فصولاً قصيرة، العديد منها بمثابة مونولوجات لشريحة متنوعة من القرويين الذين يشرحون لشخص غير حاضر صلتهم بالعائلة المذبوحة حتى يوم جريمة القتل».أما شهرة الرواية فبدأت عندما اختارها الناقد الألماني توبياس جوليس ذو المصداقية عند قرائه، ضمن أفضل 10 روايات في أدب الجريمة الألماني.
وأشار لها جوليس بقوله، «إنها قطعة أدبية تجذب الغالبية العظمى من السوق. ولم نحظ أبداً بمثل نوع هذه الرواية، التي تفتح الذهن. فمعظم روايات الجريمة في ألمانيا تتضمن شخصية التحري المضحكة كما هي جرائم القتل. أما هذه الرواية فهي قاتمة جداً جداً، وتعكس تعصب وضيق أفق بيئة كاثوليكية».يقول بيتر واجنر المحرر المسؤول في الدار «الكتاب كمجلة»، «يُذكر أن معظم روايات أدب الجريمة ذات الشعبية في ألمانيا منذ عام 1990، تعتمد على عنصر التشويق وتدور أحداثها في بعض النواحي من البلد، ولكل رواية مفتشها الخاص الغريب الأطوار، بالمقابل فإن «جريمة المزرعة» بسيطة جداً وسلسة ومع ذلك تحكي عن الكثير، فهي تلتقط صوت الناس». تصف الكاتبة شينيكيل انطباعها عن أصداء كتابها الأول قائلة، «كانت الزوبعة الإعلامية التي رافقت الكتاب شيقة ومخيفة في الوقت نفسه». وأشارت إلى أنها رغبت في الكتابة طيلة حياتها، لكن العائق الوحيد عدم ثقتها بنفسها أو غياب حافز التشجيع.
فهي تركت الدراسة وعمرها 16 عاماً، وعملت في شركة هواتف لسنوات عدة، ثم تزوجت وأنجبت ثلاثة أطفال.
وحينما كانت في الأربعينات من عمرها توفيت صديقتها المقربة بمرض سرطان الثدي، مما دفعها إلى التفكير وإدراك ما هي عليه وتقول، «لدي الكثير من الخطط، وإذا أردت تنفيذها جميعها، عليّ البدء الآن». وهكذا جلست وأمضيت تسعة أشهر وهي تكتب.
وحينما أرسلت مخطوط كتابها تم رفضه من قبل جميع دور النشر الكبيرة.
وفي النهاية قبلت دار صغيرة تدعى «نوتيلوس» شراء الكتاب، مع دفعة نقدية مقدماً قيمتها 1.360 دولاراً أمركياً، مع طباعة بضعة آلاف من النسخ، لتباع جميعها خلال الشهر الأول من صدورها.