بريزبين (أستراليا), 28-5-2014 (أ ف ب) -ينبغي أن تكون أستراليا أكبر من حجمها الكروي الطبيعي للتأهل الى الدور الثاني في مونديال 2014 لكرة القدم، بعدما وقعت في مجموعة نارية تضم حامل اللقب ووصيفه.
جاءت القرعة موجعة للاستراليين، فوقع المنتخب المصنف 59 عالميا في مجموعة واحدة مع اسبانيا بطلة العالم وهولندا وصيفتها وتشيلي القوية.
ابتعد نجوم الجيل السابق هاري كيويل ولوكاس نيل والحارس مارك شفارتزر وبريت هولمان وبريت ايمرتون عن الساحة، لذا ستكون مهمة استراليا اصعب في تكرار انجاز بلوغهم دور الـ16 في المانيا 2006، في ظل استدعاء تشكيلة شابة الى العرس الكروي.
لكن المدرب أنجي بوستيكوغلو يقوم بكل ما في وسعه كي يبقى متفائلا، معتبرا ان خصومه الاقوياء سيواجهون ضغوطات اكبر من فريقه: “أحاول ان أضع نفسي مكانهم، وعندما يواجهون استراليا سيقولون: يجب ان نفوز”.
وتابع: “الدول الثلاث الباقية تتوقع التأهل، وكي يحصل ذلك يجب ان يتغلبوا علينا وهذا يلقي الكرة في ملعبهم. اذا لعبنا بقوة جسدية وأحبطناهم، سترتفع حدة الضغط اذا لم تجر الامور كما يشتهون في الدقائق التسعين”.
اعلن شفارتزر (41 عاما) اعتزاله الدولي في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، تاركا المنافسة على مركز الحراسة بين مات راين (بروج البلجيكي) وميتشل لانغيراك (بوروسيا دورتموند الالماني)، فيما اعتزل كيويل (35 عاما) الشهر الماضي بعد مسيرة عطلتها الاصابات، اما لوكاس نيل (36 عاما) فقد ابلغ انه لن يكون في عداد الرحلة البرازيلية لعدم خوضه مباريات كافية هذا الموسم.
استدعى بوستيكوغلو عددا كبيرا من اللاعبين المحليين في تشكيلة تدور حول كايهل، الشاب توم روغيتش (ملبورن فيكتوري) ومايل جيديناك (كريستال بالاس الانكليزي).
وفي تشكيلته الاولية المؤلفة من 30 لاعبا قبل تقليصها الى 23 لاعبا في 2 حزيران/يونيو، سمى بوستيكوغلو 10 لاعبين محليين، استدعى اثنين لاول مرة، و19 خاضوا اقل 10 مباريات دولية وبمعدل اعمار يبلغ 5ر25 عاما.
وشارك ثمانية لاعبين فقط في مونديال 2010 هم كايهل، وجوش كينيدي (ناغويا غرامبوس الياباني) ومارك ميليغان (ملبورن فيكتوري)، جيديناك، مارك بريشيانو (الغرافة القطري)، لوك ويلكشير (دينامو موسكو الروسي)، يوجين غاليكوفيتش (اديلايد) وداريو فيدوزيتش (سيون السويسري)، وخمسة فقط ممن شاركوا في المانيا 2006.
لم تسجل استراليا اي هدف في باكورة مشاركاتها في مونديال 1974، برغم تعادلها مع تشيلي بتشكيلة من الهواة، وانذاك خسرت امام الالمانيتين الشرقية والغربية صفر-2 وصفر-3 على التوالي، لكن في المانيا 2006 وبعد انتظار 32 سنة، تأهلت الى الدور الثاني وكادت تحرج الطليان الابطال لولا هدف فرانشيسكو توتي القاتل من ركلة جزاء في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع احتج عليها الاستراليون. حاولت تكرار نتيجتها في جنوب افريقيا، لكنها ودعت مبكرا بفارق الاهداف مع سقوط كبير امام المانيا برباعية نظيفة.
خاضت استراليا تصفياتها الثانية في قارة اسيا باحثة عن تأهل سهل الى البرازيل، لكن طريق الامازون كانت وعرة، فوز ضيق على تايلاند وخسارة امام عمان دقت جرس الانذار، ثم افتتح الاوقيانيون السابقون الدور النهائي بخجل، فتعادلوا مع عمان واليابان وسقطوا امام الاردن، لكن الفريق الاصفر والاخضر قوم مسيرته وحجز بطاقة تأهل مباشرة الى مونديال 2014.
المدرب: أنجي بوستيكوغلو
استلم بوستيكوغلو (48 عاما)، مدرب منتخب الناشئين السابق، مهامه في تشرين الاول/اكتوبر الماضي بعد اقالة الالماني هولغر اوسييك اثر خسارتين ساحقتين 6-صفر امام كل من البرازيل وفرنسا.
حمل بوستيكوغلو، الذي قاد بريزباين رور الى لقب الدوري الاسترالي، مسؤولية الانتقال من “الجيل الذهبي” الى حقبة جديدة.
خاض بوستيكوغلو ثلاث مباريات وية مع كوستاريكا (1-صفر) والاكوادور (3-4) وجنوب افريقيا (1-1)، ويلتقي كرواتيا ايضا، قبل مباراته الافتتاحية في كويابا في 13 حزيران/يونيو.
قال بوستيكوغلو: “قد تكون كأس العالم الاخيرة لي ولا اريد ان اهدرها. اذا حصلنا هناك على فرصة خلق اي مفاجأة سنستغلها”.
ولد في اليونان وهاجر الى استراليا مع اهله بعمر الخامسة، فنشأ في ملبورن، قبل ان يتدرج وصولا الى المنتخب الاول.
حصل على عقد لخمس سنوات وهو اول استرالي يعمل بدوام كامل منذ تسع سنوات، بعد نجاحه باحراز اللقب المحلي مرتين مع بريزباين رور، واشتهر بطريقة لعبه التي تعتمد على السرعة، الشراسة والتمرير.
يقول بوستيكوغلو الذي حمل الوان استراليا اربع مرات قبل ان تنهي اصابة بالركبة مسيرته مبكرا: “كأس العالم تجربة جيدة لنا، لكني لا اريد فريقا يكتفي بالمشاركة فقط. اريد من هو قادر على صنع الفارق… استراليا بلد رياضي، ولا نشارك ابدا في مسابقة الا ونحن نفكر بالفوز، وكرة القدم لا تشذ عن هذه القاعدة”.
وبعد انتقاد المدرب الهولندي بيم فيربيك لاعتماده اساليب دفاعية في مونديال 2010، يريد بوستيكوغولو تغيير هذا المشهد بغض النظر عن خصومه في البرازيل: “النشوء في هذه البلاد يعطيك فكرة عما يتوقعه الناس من المنتخبات الوطنية. نريد من كل فرقنا ان تكون هجومية، وهذه فلسفتي: اللعب بطريقة هجومية وشرسة”.
يبحث المدرب الشاب عن تحضير فريق جاهز لخطف لقب كأس اسيا على ارضه في 2015 ولكأس العالم في روسيا 2018.
نجم الفريق: تيم كايهل
لا شك بان تيم كايهل هو نجم استراليا الاول بعد تسجيله 31 هدفا، وهو رقم قياسي، لذا يتوقع ان يقود الهجوم الاسترالي في البرازيل.
يخوض لاعب وسط ايفرتون السابق، الذي يحمل الوان نيويورك ريد بولز الاميركي، النهائيات الثالثة له في المونديال، لكن ابن الرابعة والثلاثين يأمل تعويض النسخة الاخيرة عندما طرد امام المانيا (صفر-4) في بداية مشوار انتهى في الدور الاول، علما ان كايهل عاد بعد ايقافه امام غانا وسجل خلال الفوز على صربيا (2-1) للمونديال الثاني على التوالي.
اصبح كايهل الناجي الوحيد من الجيل الذهبي الذي ضمه الى جانب شفارتسر وكيويل والهداف مارك فيدوكا.
اقترب لاعب الوسط الهجومي الايرلندي الجذور ولاعب منتخب ساموا تحت 20 سنة، من اسدال الستارة على مسيرة طويلة.
ظهر كايهل، المولود في سيدني لوالدة من ساموا، على الساحة مع ميلوول الانكليزي المتواضع وشارك في قيادته الى نهائي كأس انكلترا 2004، ما سمح له بالانتقال الى ايفرتون، حيث امتاز برأسيات قاتلة قضت مضاجع الكرة الانكليزي برغم قامته العادية (78ر1 م).
اصبح في 2006 اول استرالي يسجل في كأس العالم وفي 2007 اول استرالي يسجل في كأس اسيا، وفي اذار/مارس الماضي، اصبح افضل مسجل في بلاده مع 31 هدفا في 67 مباراة دولية بعدما هز شباك الاكوادور مرتين (4-3) في مباراة ودية.
وعن هذا الانجاز، علق: “هذا حلم يتحول الى حقيقة. اللعب مع بلدك شيء وتحطيم الرقم القياسي لعدد الاهداف شيء آخر. كان فخرا حقيقيا لي”.
عندما كانت اليابان تتقدم استراليا 1-صفر في المباراة الاولى للطرفين في مونديال 2006، سجل كايهل هدفين في الدقيقتين 84 و89 قبل الثالث من جون الويسي في الوقت الضائع، لتحقق اول فوز لها في تاريخ المونديال.
سيخوض كايهل موندياله الثالث والاخير، بعد 6 مباريات خاضها في 2006 و2010، باحثا عن تعزيز رصيده كافضل مسجل في تاريخ البلاد ولاستراليا في كاس العالم (3)، وبالتالي الانضمام الى قلة من اللاعبين سجلوا في ثلاثة مونديالات على التوالي.