وقف إطلاق النار بـ «حمص» تمهيدا لخروج مقاتلي المعارضة السورية

لندن تستأنف شحنات المعدات العسكرية «غير الفتاكة» إلى الجيش الحر -

دمشق-لندن- (أ ف ب) : دخل وقف لاطلاق النار حيز التنفيذ امس في الاحياء المحاصرة من مدينة حمص في وسط سوريا، تمهيدا لخروج المقاتلين المعارضين منها، في خطوة تعد نقطة اضافية لصالح النظام قبل شهر من موعد الانتخابات الرئاسية.

ويتزامن اقتراب موعد الانتخابات في الثالث من يونيو مع تصاعد الهجمات ضد مناطق سيطرة نظام الرئيس بشار الاسد وبينها ريف حماة حيث قتل امس 20 شخصا على الاقل بينهم 12 طفلا في تفجيرين انتحاريين في ريف حماة (وسط)، بينما واصل الطيران السوري قصف مناطق المعارضة في حلب (شمال)، والذي ادى الى مقتل نحو 50 شخصا خلال اليومين الماضيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

ومع استمرار القتال في سوريا بين “الدولة الاسلامية في العراق والشام” وكتائب في المعارضة المسلحة على رأسها جبهة النصرة، أمر زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري جبهة النصرة، ذراع التنظيم في سوريا، بوقف المعارك مع “الدولة الاسلامية في العراق والشام” المتطرفة هي الاخرى.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “بدأ ظهر امس (9:00 ت غ) تنفيذ وقف لاطلاق النار في الاحياء المحاصرة من حمص التي تتعرض لحملة عسكرية منذ نحو اسبوعين، تمهيدا لتنفيذ اتفاق بين طرفي النزاع”.

ويقضي الاتفاق “بخروج المقاتلين من الاحياء المحاصرة منذ اكثر من عامين، على ان يتوجهوا نحو الريف الشمالي لمحافظة حمص، ودخول القوات النظامية الى هذه الاحياء”، بحسب عبد الرحمن.

واكد عبد الرحمن ان الانسحاب لم يبدأ بعد، ويفترض بدء تنفيذ باقي البنود خلال الساعات الاربع والعشرين المقبلة.

وقال ناشط في المدينة يقدم نفسه باسم “ثائر الخالدية” لفرانس برس عبر الانترنت ان الاتفاق “هدنة ستستمر 48 ساعة بدءا من امس، يتبعها خروج آمن للثوار باتجاه الريف الشمالي”.

وبدأت القوات النظامية منتصف ابريل حملة عسكرية للسيطرة على الاحياء المحاصرة منذ يونيو 2012، ومطلع العام الجاري، اتاح اتفاق اشرفت عليه الامم المتحدة اجلاء نحو 1400 مدني منها، وخرجت في الاسابيع الماضية اعداد اضافية، وبحسب ناشطين، لا يزال حوالي 1500 شخص في الداخل، بينهم 1200 مقاتل.

وقال الناشط ان الاتفاق يستثني حي الوعر المجاور لحمص القديمة، والمحاصر بدوره، ويقطنه عشرات الآلاف من النازحين من احياء اخرى.

وفي حال تنفيذ الاتفاق، سيكون هذا الحي المنطقة الوحيدة المتبقية تحت سيطرة المعارضة في المدينة التي سميت ب”عاصمة الثورة” ضد النظام بعد اندلاع الاحتجاجات منتصف مارس 2011.

واستعاد النظام غالبية احياء ثالث كبرى المدن السورية في حملات عسكرية تسببت بمقتل المئات ودمار كبير، وأبرز هذه الاحياء بابا عمرو الذي سيطر عليه النظام مطلع 2012، في معركة شكلت محطة اساسية في عسكرة النزاع الذي اودى باكثر من 150 الف شخص.

ويأتي التطور في حمص بعد سلسلة نجاحات عسكرية للنظام الذي تمكن خلال الاشهر الماضية، بدعم من حزب الله اللبناني، من استعادة مناطق واسعة في ريف دمشق وريف حمص كانت تعد معاقل للمقاتلين.

كما يأتي قبل شهر من الانتخابات التي يتوقع ان تبقي الرئيس السوري في موقعه، والاسد هو الوجه الوحيد المعروف من 24 شخصا قدموا طلبات ترشح الى الانتخابات التي اعتبرها الغرب والمعارضة السورية “مهزلة”.

ويفترض بالمحكمة الدستورية العليا ان تعلن اسماء الذين قبلت ترشيحاتهم بشكل رسمي، في موعد اقصاه السادس من مايو.

ويقفل قانون الانتخابات الباب عمليا امام ترشح المعارضين المقيمين في الخارج، وبسبب الوضع الامني في سوريا وتقاسم السيطرة بين طرفي النزاع، لن يكون ممكنا اجراء الانتخابات سوى في مناطق سيطرة النظام.

في شمال سوريا، افاد المرصد ومصدر امني سوري امس ان القوات النظامية سيطرت على المدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب، وباتت على بعد نحو كيلومتر ونصف كيلومتر من سجن حلب المركزي المحاصر منذ اشهر من مقاتلين معارضين.

من جهة أخرى، اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيج استئناف شحنات التجهيزات العسكرية غير الفتاكة الى المجلس العسكري الاعلى للجيش السوري الحر، وذلك في بيان خطي نقل الى البرلمان.

واوضح الوزير البريطاني في بيان نشر امس الاول على موقع البرلمان الالكتروني ان هذه الشحنات التي تشمل حواسيب محمولة مع وصلها بشبكة انترنت عبر الاقمار الصناعية وهواتف نقالة ومعدات اتصال لاسلكي وسيارات رباعية الدفع ومولدات محمولة وخيما وحصصا غذائية او حتى تجهيزات طبية للاسعات الاولية بقيمة اجمالية تصل الى مليون جنيه استرليني (1,2 مليون يورو) سترسل “في اسرع وقت”.

واضاف ان “الحكومة البريطانية والمجلس العسكري الاعلى واثقان كلاهما من ضمان تسليم هذه التجهيزات سالمة”.

والشحنات الى المعارضة السورية اوقفتها لندن في 11 ديسمبر بعد سيطرة مقاتلين من الجبهة الاسلامية على منشآت للجيش السوري الحر في باب الهوى، المعبر الحدودي بين سوريا وتركيا.

واوقفت الولايات المتحدة ايضا شحنات مساعداتها التي تتضمن حصص غذاء عسكرية وسترات واقية من الرصاص وبدلات عسكرية وخيما ومناظير ومعدات للاتصال اللاسلكي وتجهيزات طبية، مما وجه ضربة معنوية الى الجيش السوري الحر.

وكتب وليام هيغ “اني ارفع الان هذا التعليق على مشاريع تسليم تجهيزات للمجلس العسكري الاعلى للجيش السوري الحر”.

واضاف ان “استئناف هذه الشحنات يشهد بوضوح على دعمنا المتواصل ومنذ وقت طويل للائتلاف الوطني السوري وللمجلس العسكري الاعلى للجيش السوري الحر اللذين يمثلان غالبية السوريين الذين يدعمون تسوية سياسية ومستقبلا ديموقراطيا متعددا لبلدهم”.

وارسلت اول شحنة في اغسطس الماضي وشملت ايضا تجهيزات للحماية ضد الاسلحة الكيماوية.