الحكام العسكريون يعيّنون مستشارين مناهضين لـ«تاكسين» في صراع طويل على السلطة

الجيش التايلاندي يخفض حظر التجوال ليلا -

بانكوك – (أ ف ب): بانكوك -(رويترز – أ ف ب): عين المجلس العسكري الحاكم في تايلاند جنرالين متقاعدين على علاقة بالقصر مستشارين مستعينا بذلك بشخصيات قوية معادية لرئيس الوزراء الأسبق تاكسين شيناواترا في صراع طويل على السلطة.

وخفف الجيش حظر التجوال المفروض ليلا الذي طبقه بعد توليه السلطة في انقلاب يوم 22 مايو الجاري للإيحاء بأن الامور تعود الى طبيعتها ويتوقع ان يسرع جهود تحريك الاقتصاد بعد اشهر من الاحتجاجات السياسية.

وأشارت البيانات التي نشرت أمس إلى تراجع حجم التجارة وهبوط انتاج المصانع للشهر الثالث عشر على التوالي مما يظهر الأضرار التي تسببت فيها الاضطرابات السياسية وصعوبة المهمة التي تواجهها الحكومة العسكرية لتنشيط اقتصاد على حافة الكساد.

وقالت وزارة تكنولوجيا المعلومات انها حجبت موقع فيسبوك بناء على طلب الجيش لوقف الاحتجاجات. لكن الموقع عاد بعد نحو 30 دقيقة ونفى الجيش أي دور قائلا ان مشكلة فنية كانت وراء انقطاع الخدمة.

واصدر الجيش تحذيرات بشأن انتشار ما يعتبره مواد تحريضية على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويضم فريق المستشارين الذي عينه المجلس العسكري الذي يدير البلاد وزير الدفاع السابق الجنرال براويت وونجسوان والقائد السابق للجيش الجنرال انوبونج باوتشيندا.

والرجلان من الشخصيات البارزة في المؤسسة العسكرية التايلاندية ولهما علاقات وثيقة بزعيم الانقلاب الجنرال برايوت تشان أوتشا. والثلاثة من أشد المؤيدين للمؤسسة الملكية وساعدوا في الاطاحة بتاكسين – الذي مازال في قلب الازمة السياسية – في انقلاب عام 2006 حين كان رئيسا للوزراء.

وكشف تقرير لرويترز في ديسمبر ان براويت وانوبونج أيدا سرا الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي قوضت حكومة ينجلوك شيناواترا شقيقة تاكسين. وتنحت ينجلوك بموجب حكم محكمة في السابع من مايو لادانتها باساءة استخدام السلطة وأطاح انقلاب بالوزراء الباقين بعد ذلك باسبوعين.

ولم يتضح نطاق السلطات التي ستمنح للمستشارين لكن تعيينهم يشير الى ان احتمالات التوصل الى حل وسط مع الاخوين ينجلوك وتاكسين شيناواترا ضئيلة.

ومن بين المستشارين الذين عينهم المجلس العسكري بريدياتورن ديفاكولا الذي يشرف على الاقتصاد. وهو مسؤول سابق بالبنك المركزي وكان وزيرا للمالية في الحكومة المؤقتة التي أدارت البلاد بعد انقلاب 2006 عندما فرضت قيودا صارمة على النقد. وأظهرت البيانات التي نشرت أمس ان انتاج المصانع تراجع 3.9 في المائة في ابريل الماضي عما كان عليه قبل عام وهو الانخفاض الشهري الثالث عشر على التوالي.

وتحدثت وزارة التجارة عن تراجع في الواردات نسبته 14.5 في المائة في ابريل عن العام السابق حيث توقفت الشركات بسبب الغموض الذي يكتنف التطورات السياسية عن استيراد الالات واحجم المستهلكون عن الانفاق.

وسارع الجيش الى مواجهة المشاكل الاقتصادية ولاسيما الاستعداد لسداد مدفوعات لمئات الالاف من مزارعي الارز الذين لم تتمكن حكومة ينجلوك من تلبيتها.

من جهة أخرى افرج الجيش التايلاندي أمس عن قادة حركة “القمصان الحمر” التي كانت تقدم دعما قويا للحكومة التي اطاحها انقلاب عسكري.

وكان الجيش يحتجزهم في اماكن سرية. وقد اعتقل بعض منهم الخميس الماضي خلال مفاوضات اجراها العسكريون بين معارضين سياسيين، قبل الاعلان عن الانقلاب.

ومن بينهم جاتوبورن برومبان رئيس الحركة الذي تم الاعلان عن الافراج عنه على صفحته في الفيسبوك، وتيدا نتافورنست التي حلت مكانه قبل اشهر في رئاسة “القمصان الحمر”، كما ذكر مصور وكالة فرانس برس.

ويطلب الجيش الذي استدعى اكثر من 250 شخصا من الاشخاص المفرج عنهم توقيع وثيقة تلزمهم بالتوقف عن القيام بأي نشاط سياسي.

وكانت المجموعة العسكرية اعلنت امس الأول الافراج عن رئيسة الوزراء السابقة ينغلاك شيناواترا بين شخصيات اخرى افرج عنها بعدما امضت اياما في معسكر للجيش.

وكانت ينغلاك شقيقة رئيس الوزراء الاسبق ثاكسين شيناواترا الذي اطاحه الانقلاب السابق في 2006 وبقي رغم نفيه عامل انقسام في المملكة، لبت استدعاء الجمعة الماضي من النظام العسكري الجديد، غداة الانقلاب.

اما وزير التربية السابق شاتورون شايسونغ، الذي اعتقل على مرأى من الصحافة الدولية، فقد يحكم عليه بالسجن سنتين في المحكمة العسكرية، لانه رفض الامتثال لاستدعاء الجيش.

ومنذ الاعلان عن هذا الانقلاب الذي انتقدته المجموعة الدولية، علق الجيش القسم الاكبر من الدستور. وفرض حظرا للتجول وقيودا على حرية وسائل الاعلام والانترنت. وقال مكتب حماية وقمع الجرائم التكنولوجية، وهو هيئة رسمية اتصلت بها وكالة فرانس برس أمس ان 330 موقعا قد اغلق منذ الانقلاب الخميس الماضي.

واكدت المجموعة العسكرية ان مكافحة جريمة “المساس بالذات الملكية” او اي “تهديد آخر للامن القومي” على الانترنت سيكون احد اولوياتها.

وبسبب هذه التهديدات، اشتكى مستخدمو الانترنت أمس من مشاكل الدخول الى الفيسبوك في تايلاند، لكن المجموعة العسكرية قالت انها ليست مسؤولة عن هذا العطل.

وكتب احد مستخدمي الانترنت على شبكة تويتر للتواصل الاجتماعي المنافسة، “عاجل، تعليق خدمة الفيسبوك”. وقال آخر “سيكون الامر شبيها بالانتحار. البلاد بأسرها ستتظاهر”، لان شبكات التواصل الاجتماعي مستخدمة بكثافة في تايلاند.

وسارع المتحدث باسم النظام الكولونيل وينتاي سوفاري الى القول في تصريح للتلفزيون الوطني لتبديد هذه المخاوف، “لم نأمر بحجب الفيسبوك”.

وقد شهدت تايلاند 19 انقلابا او محاولة انقلاب منذ اقامة الملكية الدستورية في 1932.

ويؤكد الجيش انه اضطر الى القيام بالانقلاب بسبب عجز الطبقة السياسية المدنية عن ايجاد حل للازمة، بعد سبعة اشهر من التظاهرات المناوئة للحكومة واسفرت عن 28 قتيلا.