أصدقاء في ميدان المواجهة الساخنة

ستكون المواجهة بين ألمانيا والولايات المتحدة اليوم الخميس في ريسيفي في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة السابعة لمونديال 2014، عنوان للقاء بين صديقين قديمين هما يورجن كلينسمان ويواكيم لوف.

تربط بين الاثنين علاقة قديمة، فقد عملا سويا في منتخب ألمانيا من 2004 الى 2006 عندما كان كليسنمان مدربا للمانشافت ولوف مساعدا له. ومنذ رحيل كلينسمان على اثر المشوار الرائع لفريقه في مونديال 2006 وحلوله ثالثا، استلم لوف المشعل.

أما كلينسمان فاستلم تدريب المنتخب الأمريكي في أغسطس عام 2011، وأحاط نفسه بمعاونين ألمان أبرزهم بيرتي فوغتس مدرب منتخب ألمانيا في التسعينات وآخر مدرب توج المانشافت معه بلقب كبير وتحديدا في كأس أوروبا عام 1996.

كما استعان كلينسمان بلاعبين أمريكيين يلعبون في الدوري الألماني أمثال جونز، غرين، جونسون وبروكس وبعض هؤلاء ولد من أب أمريكي وأم ألمانية.

منذ أن ترك كليسنمان منصبه مدربا لمنتخب ألمانيا، استمر التواصل بين الاثنين عندما كان كلينسمان مدربا لبايرن ميونيخ (2008-2009)، وتواصل أيضا في كل مرة ياتي فيها كلينسي الى ألمانيا لمتابعة مباريات دولييه حيث يستغل المناسبة لارتشاف القهوة مع «الصديق» لوف.

لم يكن «جوغي» مساعدا عاديا لكلينسي، بل شريكا في اتخاذ القرارات، «فهو الذي كان يدير الحصص التدريبية في حين كان الإشراف العام لي» بحسب كلينسمان الذي يعيش في ولاية كاليفورنيا منذ 16 عاما ومتزوج من أمريكية.

وأضاف «كان خليفتي الطبيعي في تدريب المنتخب الألماني لأنه اعتمد على ما كنا قد قمنا به».

ويتفق كثيرون انه من دون لوف، لما كان كلينسمان نجح في قيادة المانشافت الى نصف نهائي مونديال 2006، ومن دون كلينسمان لما كان لوف حل بدلا منه على رأس الجهاز الفني للمنتخب الألماني لأن الأخير دعمه بشكل كبير.

ولم يكن لوف قد حقق أي شيء على الصعيد التدريبي في صفوف الأندية التي اشرف عليها (كارلسروه، اضنة سبور، اوستريا فيينا) ويقول لوف «لقد تعلمت الكثير بالعمل مع كلينسمان الذي يملك نظرة صحيحة وأفكارا محددة. عملية التغيير التي قام بها مع ألمانيا أتت ثمارها ومنحت نفحة جديدة للكرة الألمانية».

وهناك قواسم مشتركة عدة بين كلينسمان ولوف، فكلاهما لم يصب نجاحا في بداية مسيرته التدريبية، الأول مع بايرن ميونيخ والثاني في كل ناد عمل معه قبل أن يحققا انطلاقة جيدة كمدربين لمنتخبين وطنيين.

وإذا كان لوف متعلقا بجذوره حيث لا يزال يعيش في الغابة السوداء في ألمانيا، فإن كلينسمان عبر الأطلسي حيث تزوج أمريكية منذ اعتزاله اللعب عام 1998 ويقول الأخير «اشعر بأني نصف المأني ونصف أمريكي. على أي حال، إذا نجحت ألمانيا في تسجيل هدف في مرمى الولايات المتحدة، أتمنى ألا تكون ردة فعلي الاحتفال!».

والتقى المدربان مرة واحدة وجها لوجه في مباراة دولية ودية انتهت بفوز الولايات المتحدة على المانشافت 4-3 الصيف الماضي.

وكان كليسنمان انشد النشيدين الوطني الألماني والأمريكي قبل انطلاق تلك المباراة وعلى الأرجح سيتكرر السيناريو في مباراة الغد.

ويعترف كلينسمان «اعترف باني كنت أريد تحاشي مواجهة ألمانيا قبل عملية سحب القرعة. هذه المباراة ستكون مليئة بالعواطف الجياشة. هدفنا هو تخطي الدور الأول وإيجاد المتاعب للمنتخبات المرشحة. لكن عندما يخرج فريقي من المنافسة، فسأصبح أول مشجعي ألمانيا».