استعادت ايطاليا خيبة الدفاع عن لقبها في النسخة الأخيرة وخرجت من الدور الأول لمونديال البرازيل 2014 لكرة القدم بخسارتها بهدف متأخر امام الأوروجواي صفر-1 الي على ملعب «ارينا داس دوناس» في ناتال. ودفع الطليان ثمن بطاقة حمراء ظالمة للاعب وسطهم كلاوديو ماركيزيو في الشوط الثاني، فتلقوا هدفا قاتلا من المدافع دييجو جودين في الدقيقة 81 اوصل حاملة لقب 1930 و1950 الى الدور الثاني.
ورفعت الأوروجواي رصيدها الى 6 نقاط من مباراتين لتحتل وصافة المجموعة الرابعة بفارق نقطة عن كوستاريكا التي تعادلت اليوم ايضا مع انكلترا سلبا.
وستواجه الأوروجواي بطل المجموعة الثالثة (كولومبيا ضمنت تأهلها والتنافس على البطاقة الثانية ما زال قائما بين ساحل العاج – 3 نقاط – واليابان واليونان – نقطة لكل منهما). ولم يكن احد يتوقع المسار الذي سلكته هذه المجموعة التي اطلق عليها لقب مجموعة الموت بسبب ضمها ثلاثة ابطال عالم سابقين، وذلك بعد ضمان كوستاريكا تأهلها حتى قبل خوضها الجولة الثالثة الاخيرة اليوم مع انجلترا.
وسقطت الأوروجواي، التي خاضت مباراتها الخمسين في كأس العالم بعد الاولى امام البيرو في 1930 على ارضها في مونتيفيديو، افتتاحا امام كوستاريكا 1-3 قبل ان تتغلب على انجلترا 2-1، فيما فازت ايطاليا بطلة العالم 1934 و1938 و1982 و2006، على انجلترا 2-1 قبل ان مني بخسارة مفاجئة امام كوستاريكا 1-صفر. وكانت ايطاليا بحاجة الى التعادل لكي تتجنب تكرار خيبة مونديال جنوب افريقيا 2010 حين ودعت الدور الاول دون اي انتصار وتنازلت بالتالي عن اللقب الذي توجت به في المانيا 2006، وذلك لأنها كانت تتفوق على منافستها الامريكي الجنوبية بفارق الاهداف.
ونجحت الاوروجواي بالتأهل الى الدور الثاني للمرة الثانية على التوالي ومواصلة مشوارها نحو تكرار انجاز 1950 حين توجت بلقبها الثاني والاخير على الارض البرازيلية بالذات وعلى حساب صاحب الضيافة في مباراة «ماراكانازو» الشهيرة حيث ضربت العملاق البرازيلي 2-1 في عقر داره ملعب «ماراكانا» الذي سيستضيف المباراة النهائية الحالية بشكله الجديد.
وافتقدت ايطاليا الى لاعب وسطها دانييلي دي روسي الذي تعرض لاصابة في ربلة ساقه اليمنى خلال لقاء الخميس الماضي امام كوستاريكا. وشكل غياب دي روسي ضربة للمنتخب الايطالي خصوصا انه يعتبر ركيزة اساسية في تشكيلة تشيزاري برانديلي، فحل بدلا منه ماركو فاريتي لاعب باريس سان جرمان الفرنسي الذي قدم اداء جيدا في لقاء انجلترا.
ومنح برانديلي المهاجم المتألق محليا تشيري ايموبيلي فرصته الأولى بعد ان اجرى عدة اختيارات غير ناجحة في مواجهة كوستاريكا، ليلعب الى جانب ماريو بالوتيلي لاول مرة في مباراة ضمن مسابقة رسمية، معتمدا خطة 3-5-2 التي تسمح للاتزوري بتغطية منطقة الوسط ومنحه خيارات هجومية. وكان لافتا اعتماد مدرب فيورنتينا السابق على ثلاثي دفاع يوفنتوس بطل الدوري في السنوات الثلاث الماضية فزج بجورجيو كييليني، اندريا بارزاجلي وليوناردو بونوتشي. اما اوسكار تاباريز، الذي نجح في جنوب افريقيا في قيادة «لا سيليستي»الى نصف النهائي للمرة الاولى منذ 1970 وحل رابعا، والذي يعرف الكرة الايطالية كما أحال عدد كبير من لاعبيه، اذ درب ميلان (1996) لفترة وجيزة وكالياري في مناسبتين (1995-1996 و1998-1999)، وذلك في عز اسلوب «كاتيناتشو»، فلم يغير تشكيلته الفائزة على انجلترا الاسبوع الماضي معتمدا على الثنائي الهجومي لويس سواريز صاحب خمسة اهداف في مشاركاته المونديالية وادينسون كافاني. ومن ضربة حرة لقائد وسطها اندريا بيرلو سددها بعيدة وابعدها الحارس فرناندو موسليرا الى ركنية، حصلت ايطاليا على اول فرصة في اللقاء (12).
ونال بالوتيلي المشاغب بطاقة صفراء عندما اجتاح في الهواء الفارو بيريرا وهي الثانية له في الدور الاول وحتمت غيابه عن المباراة التالية في المسابقة (22).
واهدر ايموبيلي هداف الدوري الايطالي مع تورينو (22هدفا) عندما سدد كرة عالية جدا من داخل المنطقة (29). ومن كرة مشتركة بين كريستيان رودريغيز ونيكولاس لوديرو وصلت الى سواريز فسددها على جسم بوفون ثم تابعها لوديرو مهدرا فرصة الهدف الاول في اللقاء (33). وانتهى الشوط الاول بتعادل سلبي من دون نكهة، اذ لم يشهد اي فرصة خطيرة على المرميين ليتأجل الحسم الى الشوط الثاني. واجرى برانديلي تغييرا سريعا في الاستراحة مستبعدا بالوتيلي غير الموفق ومتجنبا بطاقة صفراء ثانية لمهاجم ميلان، فدفع بلاعب وسط بارما ماركو بارولو، فيما زج تاباريز بماكسي بيريرا بدلا من لوديرو. وانتظرت الاوروجواي حتى الدقيقة 58 لتحصل على اخطر فرصة المباراة بعد كرة متبادلة بين كريستيان رودريجيز لاعب وسط اتلتيكو مدريد الاسباني وسواريز، فانسل الاول بين الدفاع الازرق واهدرها برعونة منفردا امام الحارس المخضرم جانلويجي بوفون. ونتيجة للعب المتوتر المستمر منذ الشوط الاول، وجه لاعب الوسط كلاوديو ماركيزيو ركلة غير عنيفة على الاطلاق على قدم ايخيديو اريفالو ريوس، لكن قرار الحكم المكسيكي ماركو رودريجيز كان بالغ القساوة في حقه فرفع بوجهه البطاقة الحمراء لتكمل ايطاليا نصف الساعة الاخيرة بعشرة لاعبين (59). وهذا الطرد الثامن لاحد لاعبي ايطاليا في المونديال. بعد منعطف الطرد، دفع تاباريز (67 عاما) الذي يخوض غمار النهائيات للمرة الثالثة مع بلاده (قادها الى الدور الثاني عام 1990 في ايطاليا ونصف النهائي في 2010)، بقوة هجومية اضافية، فزج بكريستيان ستواني مهاجم اسبانيول الاسباني بدلا من لاعب الوسط الفارو بيريرا (63). واثبت القائد بوفون الذي غاب عن مباراة انجلترا الاولى لاصابته، علو كعبه عندما صد فرصة خطيرة لسواريز الذي سدد ارضية انقذها حارس يوفنتوس ببراعة (66). وبعد اصابة فيراتي احد ابرز لاعبي ايطاليا في اللقاء ودخول زميله في سان جرمان تياغو موتا، بدأت لعبة شد الأعصاب بالاقتراب من ثلث الساعة الاخير.
لكن سواريز كان له رأي اخر عندما استعاد نطحاته وعضاته الشهيرة فقضم كتف كييليني قبل ان يضربه الاخير داخل المنطقة الايطالية من دون ان يضبط الحكم المكسيكي المنشغل برفع البطاقات محضر الحادثة (80). بعدها بلحظات كرر قلب الدفاع دييجو جودين ما صنعه ببرشلونة الاسباني عندما سجل هدفا قاتلا منح فريقه اتلتيكو مدريد لقب الدوري الاسباني، فارتقى بين اربعة من زملائه الى ركنية لترتطم الكرة بظهره وتخترق مرمى بوفون (81). وهذا اول هدف تسجله الاوروجواي في مرمى ايطاليا في المونديال. وكاد بيرلو يدرك التعادل من ضربة حرة انقذها موسليرا الى ركنية (85)، وبحث الطليان المرهقون عن هدف ينقذهم من التوديع من دون نجاحهم بالوصول الى مرمى موسليرا. وكان المنتخبان قد تواجها الصيف الماضي في كأس القارات على المركز الثالث عندما تقدمت ايطاليا مرتين لكن الاوروغواي عادت وادركت التعادل بفضل هدفين من ادينسون كافاني، ثم احتكم الطرفان الى التمديد الذي بقيت فيه النتيجة 2-2 رغم طرد ريكاردو مونتوليفو من ايطاليا التي حسمت اللقاء في نهاية المطاف بركلات الترجيح.