لماذا يحلم الغزيون بالسياحة – مايكل لونكو، مع الوعود التي بذلت بصرف أربعة مليارات ونصف مليار لغزة في أعقاب حرب الصيف السابق يمكن إحياء مواسم السياحة في غزة. والغزيون يخططون لذلك منذ زمن، عندما ذهبت للزيارة في 2012 أراني رئيس الجامعة الاسلامية بغزة قسم الهندسة نماذج طلبته لتصاميم فنادق راقية على ساحل البحر الأبيض المتوسط، البعض يشبه ما هو موجود في تاهيتي وليس الأراضي الفلسطينية في ذلك الحين قال لي: (عندنا البحر. ولكن ليس لدينا طريق لتنمية السياحة. نحن نحلم على الأقل. نحن لا نستطيع تنفيذ هذه المشاريع ولكن على الأقل نشجع التلامذة للابتكار والفنون).ربما لم يعد هؤلاء التلامذة بحاجة للاستمرار بالحلم برغم الحرب التي قامت في الصيف الماضي بين إسرائيل وحماس فقد حصلت الحكومة الفلسطينية على وعود بتسلم قرابة خمسة بلايين دولار لإعمار غزة أي بواقع بليون ونصف بليون دولار اكثر مما طلبوا وبذلك صار من الممكن نقل المشروع من على لوحات التلاميذ إلى الواقع بفضل هذا المبلغ. الأكثرية يتكلمون عن تطور غزة وساحلها على البحر الأبيض المتوسط وهو المركز الاقتصادي القريب من الأماكن التي يستطيع الصيادون الغوص فيها للحصول على أرباح الصيد ولكن على المدى الطويل ربما على الغزيين إنعاش الفنادق العالية والفخمة على الشواطئ للحصول على النمو المتواصل حيث إن هذه الفنادق كانت محببة من قبل الإسرائيليين والسياح الأجانب إلى وقت الانسحاب في 2005. ولا شك في أن هذه المباني أصابها التخريب ولكن أساساتها ما زالت قائمة ولم تتهدم ، أخبرني مسؤول عن العلاقات العامة لوزارة السياحة والآثار في غزة أن هنالك العديد من الفنادق التي تدمرت في الحرب الأخيرة وبقي عشرون فندقا منها في حالة عمل واستقبل العديد منها الصحفيين أثناء الحرب وربما ذلك ما أنقذهم. حتى بدون الحرب مع غلق غزة لهذه الفنادق أصبحت بعيدة عن الجميع ما عدا الذين معهم تأشيرات دخول أو دخلوا خلسة عن طريق الأنفاق من مصر، مواد البناء للفنادق الجديدة تأتي بنفس الطرق وهذا يسبب البطء والتكلفة العالية، هذه كانت الحالة مع فندق المضاف والذي افتتح في 2011 حيث بقيتُ هناك خلال زيارتي.
تفقدت الفندق مع مالكه وجدته مع مدخله الزجاجي ومتحفه الأثري الخاص لم يتضرر قط، مالكه يأمل أن الحكومة الإئتلافية ستستغل الأموال بذكاء بحيث يكون مفتاحا لخطط البناء وهو مثل طلبة الهندسة أيضا له حلم قائلا: (إنه من حقي أن أحلم أن يكون لدينا مدينة مفتوحة ومتصلة بالعالم وتعود غزة بالتواصل مع العالم).
غزة كانت ملتقى طرق والبعض يأملون أن تكون كذلك ثانية بما فيهم الصندوق العالمي للآثار والذي وضع بقايا كنيسة (القديسة هيلاريون) تحت الحماية عام 2012، الصندوق العالمي للآثار عمل مع آخرين على استقرار ومراقبة البقايا خاصة الأرضية الرخامية التي ستكون وجهة يمشي إليها أي سائح خلال رحلته، إذا استطاعوا الوصول إلى غزة. ولكن حتى التفاؤل بخريطة صحيحة صعب جدا غير أنه مع بليون ونصف بليون دولار ربما سيحدث شيء ما. نعم الصواريخ عليها بالتوقف ونعم يجب الوصول لحل سياسي دائم للسلام والحاجة للنمو المستمر لإخراج غزة من الفقر والبطالة وببساطة الخروج من دائرة الاستسلام واليأس وسيكون تأمين إعادة السياحة ونموها جزءا من الحل لأن ذلك من شأنه إعادة ربط غزة بأجزاء العالم مرة اخرى.