مع قرب انطلاق النسخة الخامسة من سباقات الطواف العربي للإبحار الشراعي الذي سيكون من مسقط بتاريخ 15 فبراير 2015م، وعقب تأكيد كل من فريق بنك إي.أف.جي حامل لقب البطولة وفريق ديلفت تشالنج الهولندي مشاركتهما، أعلن فريق البحرية السلطانية العُمانية عن جاهزيته للمشاركة في النسخة القادمة للعام الثالث على التوالي، وتأهّبه لخوض المسار العكسي الجديد للسباق لمسافة تزيد على 700 ميل بحري، متسلحين بخبرتهم ومعرفتهم الواسعة بالبحار المحلية والظروف الجوية المحيطة، حيث ستكون مشاركتهم في هذا السباق فرصة لتدريب البحارة وتأهيلهم لمشاركات دولية أوسع.
ويهدف الطواف العربي للإبحار الشراعي الذي أسسه مشروع عُمان للإبحار عام 2011م ويحرص على تنظيمه سنوياً بالتعاون مع الشركاء المحليين والعالميين والأشقاء الخليجيين إلى إبراز منطقة الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية كوجهة سياحية ورياضية واقتصادية مفضلة تزخر بكافة الإمكانات اللازمة لاستضافة الفعاليات بمقاييس عالمية، كما يعتبر الطواف منصة فريدة للشركات للاستفادة من الحزم التسويقية وإبراز علامتهم التجارية في الأسواق الخليجية التي يمر بها مسار السباق. ومن ناحية رياضية يعدّ الطواف فرصة فريدة تتيح لمحبي رياضة الإبحار للاستمتاع بهذه الرياضة وممارستها بأسلوب احترافي، واستكشاف التنوّع الجغرافي الطبيعي الذي تتمتع به سواحل دول الخليج، خصوصاً في هذا الموسم الشتوي الذي تعتدل فيه درجات الحرارة مقارنة ببقية أنحاء العالم.
سينطلق فريق البحرية السلطانية العمانية بتشكيلة عُمانية بالكامل بقيادة الربّان الملازم أول بحري عمر بن سالم الإسماعيلي بدلاً من النقيب عبدالعزيز الحسني الذي يقوم هذا العام بالإشراف العام على الفريق. والملازم صاحب خبرة بحرية كبيرة في الإبحار الشراعي حيث تولى منصب ملاح على متن سفينة شباب عمان في رحلتها إلى أوروبا عام 2013م، كما أن له مشاركات قوية في سباقات السفن الطويلة التي تنظمها منظمة الإبحار الشراعي العالمية. وسيضم الفريق كذلك كلا من محفوظ الزرافي، ومبارك الفارسي، ومحمد اللاهوري، ومحمود الشيزاوي، ومحمد العلوي.
وعن مشاركة البحرية السلطانية العُمانية في نسخة هذا العام من الطواف العربي، أعرب النقيب عبدالعزيز الحسني: «قد يكون شبابنا مبتدئين في عالم السباقات الشراعية حين تقارنهم بالبحارة المحترفين المشاركين في هذا الطواف، ولكنهم فخورون وشغوفون بالمشاركة فقد كانوا ينتظرون انطلاق نسخة هذا العام بفارغ الصبر. وحين تحتدم المنافسة مع بحارة مخضرمين في هذا النوع من السباقات، لا نتوقع من شبابنا تربع الصدارة، ولكننا نأمل أن نتقدم على بعض الفرق وأن نختم السباقات في منتصف لائحة الترتيب العام بفضل الخبرة التي يتمتع بها الملازم أول عمر الإسماعيلي ومعرفته بالظروف الجوية في بحر عمان والخليج العربي، ونتوقع أن يتعلم فريقنا كثيراً من الفرق الأخرى».
وبالرغم من تعرض قارب الفريق لأضرار جرّاء العاصفة الرعدية في شهر نوفمبر الماضي، إلا أن الفريق كان عازماً على المشاركة في هذا الطواف، فبعد شهرين من الإصلاحات واستبدال بعض قطع الغيار، أصبح الفريق جاهزا لاستئناف التدريبات، وهو يأمل في وضع بصمة طيبة في السباق وفي المحطات السبع التي سيمر بها المسار بدءا من مسقط ومرورا بولاية صحار، ومن ثم إمارة رأس الخيمة وإمارة دبي وإمارة أبوظبي في دولة الإمارات العربية المتّحدة، ومن ثم العاصمة القطرية الدوحة وصولا إلى العاصمة البحرينية المنامة التي ستشهد حفل التتويج بتاريخ 28 فبراير 2015م.
ويعلق النقيب عبدالعزيز على استعداد الفريق ويقول: «كان القارب جاهزاً للانطلاق بعد تنظيفه وتجهيزه بكل التجهيزات اللازمة، ولكن العاصفة التي هبت في شهر نوفمبر الماضي تسببت في إلحاق أضرارٍ جسيمة بالقارب وأخذت منا شهرين للإصلاح، لذا تأخرت تدريباتنا بعض الشيء، ولكننا استأنفنا التدريب وما زلنا عازمين على المنافسة بقوة، خصوصاً بعد الانطباعات الإيجابية التي تركتها مشاركة الفريق في الأعوام الماضية، حيث نجد ترحيباً ودعماً كبيراً باعتبارنا فريقاً عمانياً بالكامل، ونحن سعداء وفخورون بهذه الانطباعات الإيجابية، وسنبذل قصارى جهدنا لتقديم أداء جيد هذا العام، فهدفنا لا يكمن في المراكز الأولى، ولكن يكمن في المشاركة وإحياء هذه الرياضة بإمكانيات وسواعد عمانية».
وتعليقاً على الظروف الجوية المتوقعة خلال السباق يقول عبدالعزيز: إن الرياح ستكون شمالية إلى شمالية غربية في أغلب الأحيان، لذلك ستكون الفرق المشاركة في مواجهة الرياح مع المسار العكسي الجديد للسباق مما يعني سرعة أقل في التقدم ومزيداً من التحديات البدنية والذهنية مقارنة بالمسار الذي كان يبدأ من المنامة في الأعوام الماضية، وسنضع ما تعلمناه من سباقات العامين الماضيين في يد هؤلاء البحارة وسيبذلون كل ما لديهم لتحقيق أفضل النتائج».