الجزء الثالث من سلسلة «اختطاف» –
لوس أنجلوس- «د.ب.أ»: هناك أفلام تخالف كل التوقعات، حيث يبدو للوهلة الأولى أنها لن تحقق أي نجاح، ولكنها لا تتغلب فقط على عقبة شباك الإيرادات، بل تواصل مسيرتها عكس كل التوقعات عبر عدة أجزاء مختلفة لتصبح ظاهرة عالمية، ينطبق هذا المثال على فيلم «اختطاف» أو «Taken» بطولة نجم الأكشن المخضرم ليام نيسن، وإخراج أوليفر ميجاتون، والذي تم إطلاق الجزء الثالث منه في الولايات المتحدة مطلع 2015، ويشارك في بطولته النجم الأسمر فورست وايتاكر مع ماجي جريس وفيمك جانسن.
في هذه المغامرة التي اشترك في كتابة السيناريو لها كل من لوك بيسون وروبرت مارك كامن عن قصة برايت ميلز، يتعين على عميل الاستخبارات الأمريكية السابق، أن يبرئ ساحته بعد اتهامه بارتكاب جريمة قتل ليس له يد فيها، ولهذا يجب أن يعثر على القاتل الحقيقي، مستعينا بموهبته وقدراته الخاصة، بينما يواصل الفرار من مطارديه.
يمثل الجزء الثالث من سلسلة «اختطاف» أهمية خاصة بالنسبة لنيسن/63 عاما/، حيث يرى النقاد أن نجم فيلم «قائمة شندلر»، إخراج ستيفن سبيلبرج، وبرغم مشواره الذي يتضمن العديد من الأعمال الهامة مثل «أزواج وزوجات» إخراج وودي آلن، إلا أن هذا الفيلم تحديدا، أعاد تقديمه للجمهور كنجم أكشن حقيقي، كما يبدو من سلسلة الأعمال التي قدمها بعد دوره في هذه السلسلة مثل «نزهة بين شواهد القبور» إخراج سكوت فرانك و«بلا توقف»، و«المجهول» من إخراج القطالونية جوام كوليت سيرا، وكلها من نوعية الأكشن والإثارة البوليسية.
جدير بالذكر أن بداية عرض الجزء الأول من السلسلة عام 2008، تزامن مع وفاة زوجة الفنان الأيرلندي، ناتاشا ريتشاردسون في حادث تزلج، وهي أيضا فنانة كان آخر أدوارها في فيلم «الطفل الجامح»، في حين يعتبر «اللجوء» 2005، أفضل ما قدمت خلال مشوارها، كما أنها أيضا ابنة الفنانة الشهيرة فانيسا ردجريف. الطريف في الأمر أن نيسن نفسه لم يكن واثقا من نجاح الفيلم، ومن قدرته على تحمل مسؤولية البطولة منفردا، بالرغم من ذلك حصد الفيلم إيرادات بلغت 8ر226 مليون دولار على مستوى العالم، وكان هذا أكثر من مجرد سبب كاف بالنسبة للشركة المنتجة لتحفيزها على تقديم الجزء الثاني من السلسلة عام 2010.
منذ مشاركته في هذه السلسلة قام، ليام نيسن ببطولة نصف دستة أفلام كلها من نوعية الأكشن، وهو مجال واسع لم يمنح فقط النجومية لفنان شديد التنوع، بل عاد عليه بأرباح كبيرة لم يكن يتوقعها بعد تجاوزه العقد السادس من العمر، حيث ارتفع أجر الفنان الأيرلندي في الجزء الثالث من السلسلة ليصل إلى 20 مليون دولار، وهو ما يعني أن المنتجين والمخرجين ما زالوا يعولون عليه لتقديم أعمال تطلب مجهودا كبيرا لا يتناسب مع المرحلة العمرية التي وصل إليها.
«لقد ساعدني العمل في هذه السلسلة على تجاوز محنة فقد زوجتي والصدمة التي تعرضت لها بسبب هذا الحادث»، يؤكد نيسن في مقابلة صحفية أجريت معه مؤخرا. يدرك النجم الأيرلندي حجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه ومدى أهمية الاحتفاظ بمظهر جسماني لائق لكي يتمكن من مواصلة تقديم أفلام أكشن في مرحلة ما بعد الستين، ومن هنا يأتي حرصه على الحفاظ على تطبيق قاعدة «العقل السليم في الجسم السليم».
يقول نيسن «أنا مستوعب تماما لأن الجمهور بدأ يهمس: فلنكن منطقيين، إذا كان في الثالثة والستين من عمره، فيكفيه هذا، يجب أن يتوقف الآن. وبالفعل، أفكر جديا في القيام بأدوار الأب أو حتى الجد. أتمتع بموهبة كبيرة لتقديم مثل هذه الأدوار، لكن مع ذلك أشعر بأني في كامل لياقتي وركبتاي لا تزالا قويتان وقادرتان على حملي. إنه عمل شيق وممتع تماما».
أما وايتاكر، الحاصل على الأوسكار عن دور الدكتاتور الأفريقي عيدي أمين، في فيلم «آخر ملوك اسكتلندة»، فيؤكد أن «الجمهور يميل أكثر إلى الأبطال الصامتين الهادئين». انضم وايتاكر إلى فريق عمل الجزء الثالث من «اختطاف»، حيث يجسد شخصية عميل مباحث ضمن فريق البحث الذي يتعقب نيسن، في رحلة بحثه عن القاتل لكي يبرئ ساحته من التهمة الموجهة إليه. وبخصوص العلاقة بينهما في العمل، يقول وايتاكر أنه لا توجد مشاجرات كبيرة بينهما على الشاشة، بالرغم من أنه كان يسعده حدوث ذلك «علينا انتظار الجزء الرابع لكي نرى ذلك على ما يبدو»، يعلق النجم الأسمر ساخرا، نظرا لاستحالة تقديم جزء رابع من هذه السلسلة التي وصلت بالفعل إلى نهايتها واستنفدت أغراضها، لكن في هوليوود، لا أحد يدري.