في زاوية حديث القدس، كتبت الصحيفة مقالا بعنوان: نتانياهو يدفع الثمن والتصعيد مستبعد بهذه المرحلة، جاء فيه:
لم يكن رئيس وزراء إسرائيل نتانياهو يتوقع أن يرد حزب الله بهذه السرعة وبهذه الطريقة على العملية التي قاموا بها في القنيطرة السورية ضد حزب الله وضباط إيرانيين. اعتقد نتانياهو، بسبب غطرسته السياسية والعسكرية، أنه قادر على مهاجمة الآخرين وأن على هؤلاء أن يسكتوا ولا يردوا.
ورأى كثير من المراقبين أن حزب الله قد يرد في مكان خارج المنطقة أو يؤجل الرد لأنه غير معني في فتح جبهة في الشمال بسبب تدخله العسكري الواسع في سوريا والتوتر المتزايد داخل لبنان نفسه.
إلا أن الرد جاء سريعا ووفق حسابات مدروسة وفي منطقة الجولان نفسها التي وقع فيها الاعتداء الإسرائيلي في مسعى لتجنيب لبنان أية مواجهة عامة. وفي الوقت الذي سارع فيه نتانياهو إلى إطلاق التهديدات بأن المسؤول سيدفع الثمن غاليا، وفي الوقت الذي عقد فيه اجتماعا عسكريا موسعا، كان الإسرائيليون في الشمال في حالة رعب وخوف وأعربوا عن آمالهم بألا تحدث مواجهة واسعة وأن يعود الهدوء إلى المنطقة سريعا، وقد زاد من مخاوفهم ما أعربوا عنه من مظاهر يلمسونها بأن حزب الله يحفر أنفاقا من جنوبي لبنان باتجاه الشمال.
وفي الوقت نفسه كان أنصار حزب الله يحتفلون ويملأون الشوارع في جنوبي لبنان وهم يطلقون صيحات الفرح بهذا الرد السريع.
ومن الواضح لدى معظم المراقبين أن الأمور لن تتطور حاليا إلى مواجهة شاملة، فليس لحزب الله مصلحة في ذلك ولا لنتانياهو الذي يعد للانتخابات القادمة، مصلحة في ذلك أيضا. كما أن الولايات المتحدة التي تحاول وقف موجات التطرف والعنف والقتل والفوضى في أكثر من منطقة، معنية بالتهدئة وليس بالتصعيد. كما أن إيران، وهي طرف رئيسي في الصراع، ليست معنية بالتصعيد وإنما بالتهدئة والبحث عن حلول لمشاكلها مع الغرب وواشنطن بالمقدمة.
ومما يدل على أن اليوم سيكون هادئا وعاديا تقريبا، أن إسرائيل أعادت فتح جبل الشيخ والشمال أمام السياح كما أن المدارس ستعمل كالمعتاد، وبهذه الحالة يكون نتانياهو قد دفع ثمن غطرسته والسماح لنفسه بالاعتداء على الآخرين والطلب منهم عدم الرد والمنطق الأعوج الذي يدعيه أن ما هو حق له ليس حقا لغيره، وذلك بعد أن قلب حزب الله المعادلة الإسرائيلية المغرقة بالتطرف والعدوانية بعد أن جاء رده سريعا.