واشنطن – كابول – (أ ف ب): رفض البيت الأبيض الليلة قبل الماضية اعتبار حركة طالبان الأفغانية تنظيما «إرهابيا» بخلاف تنظيم القاعدة، مثيرا بذلك غضب الجمهوريين الذين اتهموا الرئيس باراك أوباما بأنه فقد الإحساس بالواقع.
وردا على سؤال عن ظروف عملية التبادل التي تمت بين الولايات المتحدة وحركة طالبان واطلقت بموجبها الحركة الأفغانية المتمردة سراح الجندي الأمريكي بو بيرغدال، تحاشى المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية جوش ارنست وصف الطالبان بـ»الإرهابيين». وقال ارنست ان الطالبان «لديهم تكتيكات تقترب من الارهاب، انهم يشنون هجمات ارهابية في محاولة لفرض افكارهم»، مذكرا بأن واشنطن لم تتفاوض مع الحركة مباشرة بل ان المفاوضات تمت عبر الحكومة القطرية وأفضت في مايو الماضي الى اطلاق سراح الجندي الأمريكي مقابل خمسة من قيادات الحركة كانوا معتقلين في جوانتانامو.
وأضاف: المهم هو التفريق بين طالبان والقاعدة، مؤكدا في الوقت نفسه ان «حركة طالبان منظمة خطرة جدا». ولكن محاولة البيت الابيض التفريق بين طالبان والقاعدة لم ترق للمعارضة الجمهورية التي تلقفتها واستخدمتها في الدعاية ضد الرئيس.
وقال المحافظ تشارلز كروثامر ان الطالبان «يقطعون رؤوسا، يهاجمون حافلات، يرسلون سيارات مفخخة الى اسواق تجارية، ولكنهم ليسوا إرهابيين.
صدقا، لا يمكننا ان نسخر من هذه الحكومة». واعتبر جمهوريون آخرون ان اعلان البيت الأبيض سياسي اكثر مما هو واقعي، مذكرين بعملية تبادل الاسرى التي تمت بين الادارة الامريكية والحركة الافغانية واثارت يومها عاصفة سياسية في الكونجرس.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية فرصت مؤخرا عقوبات على حوالى الفي عنصر ومسؤول في حركة طالبان، اضافة الى بعض مموليهم وداعميهم.
وتبنت حركة طالبان أمس الهجوم الذي قتل فيه ثلاثة مدنيين أمريكيين وافغاني الليلة قبل الماضية في مطار كابول ونفذه متمرد، بحسب الحركة.
واعلن مسؤول أمريكي ان الأمريكيين الثلاثة وهم مدنيون يعملون لدى وزارة الدفاع ويشاركون في برنامج تدريب لسلاح الجو الأفغاني، قتلوا باطلاق نار خلال «هجوم من الداخل» وهو التعبير المستخدم للاشارة الى هجمات يشنها جنود أفغان ضد القوات الأجنبية.
وأوضح اللفتنانت جاستن هادلي المتحدث باسم «الدعم الثابت» وهو اسم المهمة الجديدة للحلف الأطلسي في أفغانستان والتي بدات في الأول من ينايرالحالي لتدريب القوات الأفغانية على محاربة حركة طالبان «لقد قتل أفغاني أيضا في الهجوم». وأكد ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان ان «عميلا لنا يعمل داخل مطار كابول فتح النار على المحتلين». وغالبا ما يستهدف جنود أفغان عناصر من القوات الحليفة في أفغانستان وغربيين يعملون في أفغانستان.
وفي أغسطس الماضي، قتل جندي أفغاني الجنرال هارولد غرين خلال لقاء بين القوات الأفغانية وقوات الحلف الأطلسي.
وتمكن المهاجم الذي قتل في تبادل إطلاق النار من إصابة 15 عسكريا آخرين بجروح.
واتخذت قوات الحلف الاطلسي إجراءات أمنية خاصة لتفادي مثل هذه الهجمات من الداخل.
وتم تكليف عناصر خلال الدوريات المشتركة بالمراقبة لتفادي هذه الهجمات.
وغادرت غالبية قوات الحلف الاطلسي أفغانستان العام الماضي، لكن هناك قرابة 12 ألف عنصر في البلاد من بينهم 10600 أمريكي مكلفين بمهام المساعدة والتدريب.
ويأتي الهجوم على خلفية تصعيد في أعمال العنف في أفغانستان اذ يكثف المتمردون الهجمات منذ عدة أسابيع.
ويخضع مطار كابول لحراسة مشددة مع تخصيص قسم منه للرحلات التجارية وقسم آخر لقوات الحلف الأطلسي.
وانفقت الولايات المتحدة أكثر من 62 مليار دولار على قوات الحلف الأطلسي منذ 2002، وأسست من الصفر جيشا من 350 ألف عنصر.