ماليزيا: تظاهرات حاشدة لأصحاب "القمصان الصفراء" لإجبار رئيس الوزراء على الاستقالة

كوالالمبور - رويترز-

تجمع آلاف المتظاهرين في العاصمة الماليزية كوالالمبور أمس استعدادا لمسيرة تستمر ليومين من أجل المطالبة باستقالة رئيس الوزراء نجيب عبد الرزاق لتصل الأزمة السياسية إلى الشوارع بسبب مزاعم عن تبرع بملايين الدولارات لحساب مصرفي باسمه. وصمد الزعيم الماليزي في مواجهة انتقادات مستمرة على مدى أسابيع منذ أفاد تقرير أن المحققين الذين يتولون التحقيق في إدارة صندوق تنمية ماليزيا (1إم.دي.بي) المثقل بالديون اكتشفوا تحويلا غير مبرر لما يربو على 600 مليون دولار. ويأمل المتظاهرون في كسب تأييد الجماهير العريضة للاطاحة برئيس الوزراء لكن محللين سياسيين يساورهم الشك في إمكانية اسقاطه. وجرى تشديد إجراءات الأمن مع بدء إنطلاق المسيرة وأغلقت السلطات ميدانا يعتزم المحتجون التجمع فيه. وقالت بوابة ماليزياكيني الاخبارية الإلكترونية إن عشرة آلاف شخص تجمعوا مع حلول الظهيرة لكن الشرطة تقدر أنهم نصف هذا العدد فقط. وقال شهود من رويترز إن بعض افراد الحشد شرعوا في السير إلى الميدان. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "ارحل يا نجيب... ارحل" ورددوا النشيد الوطني ونفخوا في أبواق بلاستيكية وهتفوا بكلمة "بيرسيه" التي تعني بلغة الملايو "تطهير". وبيرسيه أيضا هو اسم منظمة مؤيدة للديمقراطية تقف وراء المسيرة في كوالالمبور ومدينتين رئيستين على الجانب الماليزي من جزيرة بورنيو. وقال أحد المتظاهرين ويدعى تيناجار فيرانوجان وسط حشد أغلبه من الشباب بينما كانت تحلق طائرة هليكوبتر "نحن الماليزيين نريد تطهير هذا البلد ونرفض السياسة القذرة." وذكرت صحيفة ستار اليومية يوم الخميس إن الجيش قد يتدخل إذا خرجت المظاهرات عن السيطرة وأعلنت حالة الطوارئ. ورفض متحدث باسم الجيش التعقيب على هذا النبأ. ورفضت السلطات في كوالالمبور طلب منظمة بيرسيه منحها إذنا للتظاهر الأمر الذي أثار مخاوف من تكرار مسيرة جرت في عام 2012 عندما استخدمت الشرطة مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين. وشاهد صحفيون من رويترز عددا من عربات مكافحة الشغب ومدفع مياه قرب ميدان ميرديكا يوم السبت. وحجبت الحكومة موقعا إلكترونيا لمنظمة بيرسيه وحظرت ارتداء قمصانها الصفراء بموجب أمر يحظر أي مواد تضر بالنظام العام والأمن. ودعت منظمة الشفافية الدولية المناهضة للفساد الحكومة الماليزية إلى احترام حق المواطنين في التظاهر السلمي دون الخوف من الانتقام. وقال رئيس المنظمة جوزيه أجاز إن الحكومة "ينبغي أن تسمع لبواعث قلق شعبها."

ويقول محللون إن حركة بيرسيه من غير المرجح أن تكتسب تأييدا شعبيا كبيرا إذ أنها تفتقر إلى القيادة القوية. وقال وان سيفول وان جان الرئيس التنفيذي لمعهد الديمقراطية والشؤون الاقتصادية "ستسجل المسيرة كأكبر احتجاج. لكن من ناحية التغيير الحقيقي لا أعتقد أن أي شيء سيحدث على الفور."وقال إبراهيم سفيان مدير مركز ميرديكا المستقل لاستطلاعات الرأي إن الاستياء من نجيب الذي تولى السلطة في 2009 يتركز في المناطق الحضرية وكشف استطلاع على المستوى الوطني نظمه المركز هذا الشهر أن أغلبية ضئيلة تعارض المسيرة. وذكرت وكالة مكافحة الفساد في ماليزيا إن المبالغ التي اودعت في حساب نجيب منحة من الشرق الأوسط وقد جاءت قبل انتخابات 2013 مباشرة لكن لم يتم الكشف عن الجهة المانحة. وينفي نجيب (62 عاما) ارتكاب أي مخالفات ويقول إنه لم يأخذ أي أموال لتحقيق مكاسب شخصية لكنه شدد قبضته على السلطة من خلال سلسلة من الخطوات لتهميش أي منشقين محتملين. وأقال نجيب نائبه ووزراء آخرين طالبوا علنا بالتحقيق معه وقام أيضا بتغيير النائب العام الذي كان يحقق في صندوق ماليزيا للتنمية. وأوقفت السلطات صحيفتين وحجبت موقعا نشر أنباء عن الصندوق.