باريس - رويترز-
قال مصدران فرنسيان أمس إن فرنسا تجري محادثات لبيع حاملتي طائرات هليكوبتر طراز ميسترال إلى مصر بعد إلغاء صفقة بيعهما لروسيا هذا الشهر. وتسعى مصر إلى تعزيز قوتها العسكرية حتى تتصدى لمتشددين ينشطون في شبه جزيرة سيناء منذ عامين كما تخشى امتداد الأزمة التي تشهدها ليبيا المجاورة إلى أراضيها. ويحرص حلفاء مصر على تحسين صورتها وسط منطقة تعاني الاضطرابات. ويتواءم بيع الحاملتين مع الاستراتيجية التي اتبعتها فرنسا مؤخرا بتفضيل التعاون مع الدول العربية ذات الأغلبية السنية سواء سياسيا أو اقتصاديا بدلا من إيران الشيعية. وقال مصدر فرنسي مطلع على التطورات "هناك بالفعل مناقشات حققت تقدما نسبيا لشراء ناقلتي الميسترال." وأضاف "إنها مصر." وقال المصدر إنه إذا أبرمت الصفقة فمن المرجح أن تشارك في تمويلها دول خليجية عربية تعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عنصرا رئيسيا في التصدي لجماعة الإخوان المسلمين التي حلتها مصر. واتفقت مصر والسعودية في نهاية يوليو تموز على العمل سويا لتنفيذ قرار الجامعة العربية بتشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة واتفقا على ترسيم حدودهما البحرية في البحر الأحمر. وتشارك الدولتان في تحالف لمحاربة المتمردين الحوثيين في اليمن. وأكد مصدر فرنسي ثان إجراء المحادثات لكنه قال إن التمويل ليس واضحا. وتشغل فرنسا بالفعل ثلاث حاملات طائرات هليكوبتر من طراز ميسترال. وقال متحدث باسم الحكومة الفرنسية يوم الأربعاء إن باريس لا تحتاج لحاملتي الطائرات وستضطر لدفع أقل من مليار يورو (1.14 مليار دولار) لروسيا مقابل فسخ العقد. وتعرف الميسترال باسم السكين السويسري في البحرية الفرنسية نظرا لاستخداماتها المتعددة. ويمكن للسفينة الواحدة حمل 16 طائرة هليكوبتر وألف جندي. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند يوم الثلاثاء إن هناك عددا من المشترين المحتملين للميسترال. وقالت مصادر لرويترز في وقت سابق هذا الشهر إن من بين الدول المهتمة بشراء الحاملة البرازيل وسنغافورة وماليزيا وكندا. وقال أولوند يوم الثلاثاء في خطاب سنوي يتعلق بالسياسة الخارجية "اختارت فرنسا أن تعتبر مصر لاعبا رئيسيا في الشرق الأوسط... استقرارها ضروري ومصر تتوقع الكثير من فرنسا." واشترت مصر العام الماضي أربع سفن حربية من طراز جويند التي تصنعها شركة دي.سي.إن.إس التي تصنع ميسترال والتي تملك الحكومة 65 بالمئة من أسهمها مقابل 35 بالمئة لمجموعة تاليس الدفاعية. كما حصلت مصر على فرقاطة فرنسية من طراز فريم في إطار صفقة قيمتها 5.2 مليار يورو لشراء 24 طائرة رافال مقاتلة في وقت سابق هذا العام.