سدح.. الولاية الوادعة بين أحضان الجبال وبحر العرب تمتاز بمقومات سياحية وعيون مائية

تعتبر محطة تجارية مهمة لتجميع اللبان وتصديره إلى الهند ثم الأسواق العالمية –

سدح – محمد بن سعيد المشيخي –


سدح أو كما يطلق عليها البعض «درة الشرق»: هي تلك الولاية الوادعة بين أحضان الجبال المطلة على بحر العرب في الجنوب الشرقي من محافظة ظفار، تبعد عن مدينة صلالة شرقاً حوالي 135كم، يتبعها إداريا كل من نيابة حاسك ومركز حدبين ومركز جوفاء، تبدأ حدودها الإدارية من وادي دكع بقرية صوب غرباً وحتى نيابة حاسك شرقاً، يحدها من الجنوب بحر العرب ومن الشمال سلسلة جبل سمحان، يبلغ عدد سكانها تقريبا 4585 نسمة.

وتقع في ولاية سدح أجزاء من محمية جبل سمحان الطبيعية التي تبلغ مساحتها 4500 كم2 والتي تشتمل على عدد كبير من الأشجار والنباتات النادرة تأتي في مقدمتها شجرة اللبان كما تزخر المحمية بوجود الكثير من الحيوانات البرية العاشبة – كـ (الوعل النوبي، والغزال، والوبر الصخري) – والمفترسة – كـ(النمر العربي، والذئب العربي، والوشق، والضبع المخطط).

وتضم ولاية سدح العديد من العيون المائية التي تغذي سكان الولاية بالمياه العذبة قبل إنشاء محطة تحلية المياه بالولاية ومن هذه العيون (عين لجأ لشا بصوب، وعين لجأ شليون بجوفاء، وعين غيضت بحدبين). والتي ما زالت تمد سكان تلك المناطق بالمياه العذبة على مدار العام.

وقال عيسى بن أحمد المعشني نائب والي سدح: إن ولاية سدح قد نالت نصيبها من الخدمات التنموية خلال سنوات النهضة المباركة كغيرها من ولايات السلطنة تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه-، فمكتب الوالي بولاية سدح يعتبر السلطة المحلية والجهة الإشرافية على كافة الخدمات التي تقدمها الوحدات الحكومية المختلفة في الولاية للمواطنين وكذلك يوجد بها مستشفى مزوداً بالأجهزة الطبية الحديثة والكوادر البشرية المدربة، بالإضافة إلى ثلاثة مراكز صحية في كل من صوب وحدبين و حاسك، تقدم للمواطن الخدمات الطبية اللازمة، وفي الولاية تسع مدارس لجميع المراحل التعليمية المختلفة حيث يوجد في مركز الولاية ثلاث مدارس مدرسة حلقة أولى (1-4) وأخرى للبنات (5-12) والثانية للبنين (5-12) وفي منطقة صوب مدرسة واحدة مختلطة وفي حاسك مدرستان وكذلك في حدبين مدرستان وفي مركز جوفاء مدرسة واحدة للبنين والبنات بنظام الفترتين وأخرى قيد الإنشاء، كما يوجد في ولاية سدح فروع لجميع الأجهزة الحكومية الأخرى التي تقدم الخدمات المرجوة لأبناء الولاية.

وأضاف: إن من أبرز المشاريع التنموية القادمة للولاية إنشاء مستشفى بمواصفات تؤهله بأن يكون مرجعيا للمراكز الصحية الأخرى الموزعة على مراكز الولاية، وكذلك إنشاء مركزين للشرطة أحدهما في حاسك والآخر في مركز جوفاء ويعتبر رئسيا يقدم للمواطنين كافة الخدمات. بالإضافة إلى إنشاء ميناء بحري للصيادين في ولاية سدح ومسلخ بلدي في نيابة حاسك.

وقال المعشني: كانت سدح قديما محطة تجارية مهمة لتجميع اللبان وتصديره إلى الهند ثم إلى الأسواق العالمية الأخرى، تقع ضمن حدود مدينة سدح منطقة حوجر التي تنتج أشجارها أجود أنواع اللبان على الإطلاق (اللبان الحوجري) مشيرا إلى أن ولاية سدح تضم بقايا مدن تاريخية موغلة في القدم كمدينة المحلة الأثرية التي تبعد عن مركز الولاية حوالي 7 كم وكذلك مدينة حضبرم الواقعة في نيابة حاسك. كما يوجد في مركز الولاية حصنا قديما يتسم بالطابع العمراني العماني التقليدي، بالإضافة إلى ضريح النبي صالح بن هود بمنحدر جبل نوس الواقع بين نيابة حاسك ومركز حدبين.

من جانب آخر قال سهيل بن محمد المهري: تتمتع ولاية سدح بمناخ معتدل طوال العام مما يجعل من شواطئها الجميلة وخلجانها الهادئة وأوديتها الحصباوية وجهة سياحية يقصدها الزوار من المحافظة وخارجها للنزهة والاستجمام، ولعل من أبرز العوامل الطبيعية التي ساهمت في اعتدال المناخ في الولاية إطلالها على مياه بحر العرب وامتداد سلسلة جبل سمحان بمحاذاة جهتها الشمالية؛ مما أدى ذلك إلى حجب الرياح الشمالية الجافة خاصة في فصل الشتاء. جاعلا منها منطقة دافئة صالحة للسياحة الشتوية. إلا ان تلك المقومات السياحية التي تتمتع به الولاية لا تلقى الاهتمام الكافي من قبل وزارة السياحة حيث ينقصها الكثير من الخدمات السياحية.

ويشاركه زميله سالم بن أحمد المشيخي الحديث قائلا: تعد الثروة الحيوانية والثروة البحرية من أهم الموارد الاقتصادية للولاية فمعظم سكانها من مربي الماشية كـ(الماعز والإبل) بالإضافة إلى نشاطاتهم البحرية المختلفة الموسمية منها والدائمة وذلك لتنوع الثروة السمكية وثرائها وما تشكله من مردود اقتصادي جيد لأبناء الولاية مثل الصفيلح والشارخة (جراد البحر) وسمك السردين والأسماك الأخرى بأنواعها المختلفة القاعية منها والسطحية والزوكة: وهو حيوان رخوي يعيش داخل الصخور في الشواطئ الصخرية وبلح البحر البني (الفذك) وهو نوع من أنواع الأصداف البحرية.

وحول الثروة البحرية ووفرتها قال سعيد بن سنح حاشرون البرعمي كان البحر يعطينا بسخاء ونحن نعامله معاملة البنك متى ما احتجنا ذهبنا إليه وكان السمك والشارخة متوفرا بكميات هائلة في السنوات الماضية حيث يمكنك الاصطياد من أي مكان تشاء وفي أي وقت تريد فالغالبية العظمى من أبناء الولاية يعيشون على المواسم البحرية.

وحول الغوص ومواسمه قال: في عام 1970 كان موسم الغوص مفتوحا والعوامل الطبيعة هي من يحدد بداية الموسم وإغلاقه فلم يكن حينها للصفيلح سوق رائج فكانت تصدر فقط إلى دبي، حيث كان التجار يشترون عشرين حبة من الصفيلح بريال واحد فقط.

وأضاف: استمر هذا السعر حتى أعلن التاجر يحيى النقيب اليافعي عام 1987 إن الكيلو جرام الواحد من الصفيلح 16 ريالا وهذا ما دفع بالتجار الآخرين إلى المنافسة حتى وصل السعر في العام نفسه إلى 50 ريالا للكيلو الواحد.

وفي جوابه عن سؤالنا له عن أسباب انهيار مخزون الصفيلح وتراجع سعره في الوقت الراهن قال إن ارتفاع الأسعار في السنوات الماضية وازدياد عدد الغواصين وانعدام الرقابة الذاتية والصيد الجائر هي العوامل الأساسية في تدهور مخزون الصفيلح.