أزهار أحمد –
رسمت هذه اللوحة التي تبعث على البهجة في عام 1837. ومن المتوقع أن النحات الدنماركي المشهور بيرتل ثورفالدسين قد أمر برسمها. كان ديتليف كونراد بلنك (1798 – 1854) يهوى رسم مواضيع حركة الحياة اليومية في فندق إيطاليا بروما حيث كان يجتمع كل من المقيمين المحليين ومجموعة من الفنانين الدنماركيين، حيث اعتاد عدد من فنانيي الدنمارك خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر السفر إلى روما لتجربة حياة مختلفة عن تلك التي في الشمال. رسم الفنان في هذه اللوحة الفنانين الدانماركيين إلى يمين اللوحة وهم يجلسون جميعهم حول طاولة واحدة ويتناولون، بسعادة، الأطايب الإيطالية.
فمثلا يظهر النحات بيرتل ثورفالدسين في نهاية الطاولة، وخلف النادل يبدو الفنان الدانماركي ألبرت كوتشلر وهو منشغل برسم العائلة الإيطالية في يسار اللوحة. أدخل بلنك نفسه في اللوحة أيضا حيث رسم بورتريها له وهو جالس بجانب جورجين سون الفنان الذي يرتدي قبعة رمادية. هذا الاندماج بين الفنانين والمواطنين يشكل نبضا مختلفا للحياة، إلا أن الفنان حاول جعله وضعا مثاليا أيضا لا يحمل أي منغصات أو تفاوت.
أجواء الازدهار والحياة السعيدة التي سادت روما خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر والتي تصور هذه اللوحة جزءا منها شملت جميع أشكال الحياة الايطالية تقريباً في ذلك الوقت، إلا أن هذه اللوحة أثبتت الشعبية الكبيرة لهذا النمط من الحياة لجنوب أوروبا. عاد بلنك إلى الدنمارك في عام 1838. وبعد سنتين أوكل إليه الملك كريستيان الثامن مهمة رسم أربع لوحات تتناول تصوير عمر الإنسان في حكاية رمزية.
لكن تظل لوحة « فنانون دانماركيون في مطعم لا جينسولا» واحدة من أكثر لوحات بلنك جمالا وبهجة.