زحام الشاحنات في طريق الباطنة .. حوادث مميتة وتأخر على الدوام !

الانتهاء من طريق الباطنة السريع هو الحل الأمثل –

تحقيق: نايف بن علي المعمري –

بصرف النظر عما تحمله من فوائد اقتصادية جمة تعود على الدخل القومي وفق الخطط الاستراتيجية للاقتصاد الوطني، التي أوصت بضرورة نقل أعمال ميناء السلطان قابوس في مطرح إلى ميناء صحار بمحافظة شمال الباطنة، والذي ترجمته وزارة النقل والاتصالات العام المنصرم، وتم نقل تبعيات ميناء مطرح إلى ميناء صحار، إلا أن هنالك مشكلة تداولها البعض في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة، وتكمن في الاختناق المروري اليومي نتيجة الأعداد الكبيرة لسيارات النقل اللوجستي التي تستخدم ذات الطريق الذي يستخدمه المواطنون من مسقط إلى صحار والعكس.

فقد أصبحت شاحنات النقل بأعدادها الكبيرة تزاحم المواطنين وتشكل خطرا جسيما على مستخدمي هذا الطريق بل أزهقت أرواحا جراء الحوادث المرورية التي كان من أسبابها الزحام.

وهو ما يثير القلق عقب كل حادث مروري يقع في الشارع العام نتيجة الاختناق المروري في الوقت الذي يتطلع فيه الكثيرون إلى الانتهاء من مشروع طريق الباطنة السريع.

ويرى البعض أن نقل تبعيات ميناء مطرح سابق لأوانه، حيث من المفترض أن يُلتفت إلى ما سيؤدي إليه النقل من آثار سلبية وحوادث مرورية فيما يرى آخرون أنه لابد من توفير وسائل وطرق بديلة ولو بصفة مؤقتة إلى حين الانتهاء من مشروع طريق الباطنة السريع.


مرايا التقى عددا من سكان محافظة شمال الباطنة ومستخدمي طريق الباطنة صحارـ مسقط، مستطلعا آراءهم حول هذا الموضوع حيث يؤكد سليمان بن محمد بن سليم العجمي أن زحام الشاحنات أصبح أمرا لا يُطاق، ويقول: في الحقيقة لم أر في حياتي زحاما مثل زحام الشاحنات في شارع المحافظة، فهذا الموضوع بالنسبة لنا مؤرق جدا ولا نعلم متى سينتهي، ومتى ستأخذ شاحنات النقل طريقها الخاص؟

وأضاف: أنا شخصيا قلق من هذا الموضوع حيث أني أستخدم هذا الشارع كثيرا ولا يوجد شارع آخر بديل الآن.


حوادث مرورية

ويقول سليمان العجمي: إن كثرة الشاحنات التي تزاحم السيارات الصغيرة في هذا الشارع تسببت في الكثير من الحوادث ومن بين هذه الحوادث اصطدام شاحنة بسيارة صغيرة واقفة خلف السيارات الأخرى التي تنتظر من رجل الشرطة السماح لها بدخول الدوار بولاية السويق، إلا أن شاحنة أتت مسرعة ولم يستطع صاحبها السيطرة عليها مما أودى بحياة المرأة التي كانت تقود السيارة الصغيرة، وهي واحدة من سكان قريتنا.


ويستطرد العجمي قائلا: كان من المفترض مراعاة هذا الجانب، فلو تمت دراسة مثل هذه المشكلات سابقا لما تقرر نقل تبعات ميناء السلطان قابوس إلى ميناء صحار إلا بعد الانتهاء من طريق الباطنة السريع.


عدم مبالاة

ويؤكد فهد بن محمد بن سليمان البلوشي أن ما يسببه زحام الشاحنات نتيجة نقل ميناء السلطان قابوس إلى ميناء صحار واضح للعيان، فكثرة الحوادث المرورية والوفيات الناتجة عن الزحام المروري على الشارع العام شيء معروف ناهيك أن بعض قائدي شاحنات النقل لا يبالون بسلامة الناس، فتجدهم يسرعون بشاحنات تحمل أثقالا كبيرة من الحمولة.

ويضيف قائلا: حقيقة لم نتوقع زحام الشاحنات وأعدادها الكبيرة بهذه الصورة، فهي تأتي من مسقط إلى صحار والعكس بأعداد تملأ الشارع يوميا وفي كل وقت.


تأخرالموظفين

ويضيف فهد البلوشي: هناك أثر آخر لهذه المشكلة وهو تأخر الموظفين في الوصول إلى أعمالهم كل صباح نتيجة الزحام الذي تسببه شاحنات النقل والاختناقات المرورية التي تجعل الموظفين يذهبون إلى أعمالهم قبل الفجر، وهذا أمر مرهق لهم بسبب عدم كفاية النوم.

ويقول: عندما تستخدم هذا الطريق فإنك سرعان ما تحدث نفسك بأنك لن تعود إليه ولن تستخدمه مرة أخرى من كثرة الشاحنات واستهتار سائقيها وتجاوزهم، ولكن ماذا عسانا أن نفعل، إذ لا يوجد طريق آخر أفضل في محافظة الباطنة من طريق صحار ــ مسقط في الوقت الحالي.


طريق الباطنة السريع


وعن استعجال مشروع طريق الباطنة السريع الذي سيسهم في الحد من الزحام، يقول البلوشي: أعتقد أن الحكومة تبذل قصارى جهدها في إنجاز هذا المشروع وبالتالي لن يتأخر إنجازه وبدوره سيضع حلولا جذرية لفك الاختناقات المرورية والتقليل من الحوادث والوفيات.


لكن عبدالرحمن بن حسن بن سعيد البريكي لا يتوقع سرعة الانتهاء من مشروع طريق الباطنة السريع بسبب بطء حركة العمل فيه.

أما نجيب بن حارب بن إسماعيل البلوشي فيرى أن زحام الشاحنات بسبب نقل أعمال ميناء السلطان قابوس إلى ميناء صحار له مشاكل أخرى، حيث يقول: أهمها عرقلة حركة السير التي تؤثر سلباً على المحلات التجارية والسوق الشعبي وشراء احتياجات أهالي المنطقة الذي يستغرق منهم وقتاً طويلاً لإنهاء عمل بسيط وأيضاً يسبب هذا الزحام مشكلة تمركز الكثير من الشاحنات على الطرق وفي المناطق السكنية الضيقة وهو إزعاج دائم لأهالي المنطقة.

ويؤكد نجيب البلوشي على الزحام الذي تسببه الشاحنات كل يوم بقوله: أنا شخصيا أنزعج كثيرا من هذا الزحام وخصوصا عندما يأتي وقت الذهاب للعمل حيث أصبحت الحركة بطيئة جدا في الشارع العام، إلى جانب الانتظار عند الدوارات وهذا التأخير موجود وبشكل يومي على مدار العام ناهيك عن التحويلات وما يحدث فيها من تعطل للشاحنات ولأن هذه التحويلات لا يوجد بها مخارج كثيره فالزحام يكون لمسافة كبيرة قد تصل لكيلومترات.

ويقترح نجيب إيجاد وسائل وطرق بديلة خاصة بالشاحنات، فعلى سبيل المثال توجد بعض الطرق المرصوفة بمعالجات سطحية في السيوح في بعض الولايات فلماذا لا يتم استغلالها كطريق للشاحنات؟


مناشدة


وتتوقع جميع أصحاب هذه الآراء استمرارية الاختناق المروري وزيادة أعداد الشاحنات ويتطلعون بشكل كبير إلى سرعة الانتهاء من مشروع طريق الباطنة السريع لإنقاذ الشارع العام الذي يستخدمه المواطنون في ولايات ساحل الباطنة بشكل مستمر، إذ أن المشكلة ستبدو أكثر صعوبة في حال لم يتم الانتهاء من المشروع مع نهاية 2017 وفق ما تم الإعلان عنه.

كما تناشد بعض الآراء المسؤولين بمنع الشاحنات من السيرعلى الطريق في أوقات محددة وخصوصا عند وقت الذروة الصباحية وعند الساعة الثانية بعد الظهر حتى لا تتسبب في مزيد من الاختناقات المرورية؛ كون هذه الأوقات يذهب ويعود فيها الموظفون من أعمالهم، كما هو الحال في منعها بمحافظة مسقط في هذه الأوقات.