وقفة – ذكرى للمحبين

سيف بن سالم الفضيلي –

عام تلو عام تتجدد مناسبة المولد النبوي الشريف على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم .. وهي ذكرى لمحبي النبي محمد صلى الله عليه وسلم لمزيد من البذل والعطاء لخدمة دين الله تعالى واقتداء بنهجه وخلقه القويم – بأبي هو وأمي – ليستنير من حولهم بهذا الكنز العظيم والسراج المنير والهدي القويم الذي بعثه الله هاديا ومبشرا ونذيرا وداعيا اليه بإذنه وسراجا منيرا.هي ذكرى للمحبين الذين يتحقق فيهم قول الله تعالى «قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ» حيث قرن الله تعالى محبته بمحبة نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام .. والذين يتحقق فيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم «لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» ، يقول الشيخ النابلسي معنى هذا الحديث أن الذي يؤثر أهله على تطبيق سنة رسول الله في أهله، والذي يؤثر ولده على تطبيق سنة رسول الله في ولده، والذي يؤثر نفسه، يعطيها هواها ولا يتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي يؤثر رضا الناس ولا يؤثر رضا رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: هذا ليس مؤمناً.

ومما اشار اليه سماحة الشيخ احمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة في احدى محاضراته حول محبة نبي الرحمة والهدى «ان محبة النبي صلى الله عليه وسلم ليست مجرد عاطفة لا تكاد تثور حتى تغور ولا تكاد تتقد حتى تخمد وانما هذه المحبة هي راسخة في النفس تدعو الانسان الى التأسي والاقتداء به.

ان التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم دليل على صدق الايمان بالله واليوم الآخر. لقد اكد الله سبحانه وتعالى وجوب متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك كان من الضرورة على كل مسلم ان يحرص كل الحرص بان يجعل النبي هو الإمام الذي يقتدي به في حياته .. علينا ان نعتز بالارتباط به صلى الله عليه وسلم والتأسي به لأن في ذلك شرف الدنيا وسعادة الآخرة».

ومن علامات عمق حب النبي صلى الله عليه وسلم في أهل هذا الوطن المبارك المسابقة الكريمة التي تفضل بها صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم على هذا الشعب «مسابقة السلطان قابوس لحفظ القرآن الكريم» التي بلغت 24 نسخة طيبة مباركة تبث أنوار القرآن في قلوب النشء والشباب والكبار تكريسا لغرس أخلاق القرآن الكريم فيهم وليقتفوا أثر النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان «خلقه القرآن».

علينا أن نعمق هذا الحب ونجدده في كل الأوقات ولعل مثل هذه المناسبات تزيد من هذا الحب وتعمقه حيث تتلى سيرته عليه أفضل الصلاة والسلام وما حوته من فضائل ومكارم وقيم وأخلاق نبوية طاهرة زاكية.

فبشرى للقائمين على بث هذه الكنوز العظيمة لنبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في قلوب المحبين الصادقين الصالحين المتقين.

اللهم ارزقنا مرافقة نبينا المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام في جناتك جنات النعيم وامنن على ولي أمرنا جلالة السلطان بالصحة والعافية ليواصل مسيرة الخير والتعمير في هذه البلاد الطيبة .. اللهم واتمم علينا نعمك ظاهرة وباطنة وليس ذلك عليك يا مولانا بعزيز.