أول جواز سفر إلكتروني يحمل اسم صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد

«شرطة عمان السلطانية» تدشن الجواز الأحدث والأكثر أمانا –

كتب – عامر الأنصاري –

قام معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي، وزير الداخلية، أمس، بتدشين أول جواز سفر عماني إلكتروني، يحمل اسم صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- ثم اطلع بعدها على مراحل إصداره والوقوف على خطوات استبداله، ابتداءً من أخذ البيانات ثم التقاط الصورة الشخصية والتأكد من البيانات وانتهاء باستصدار الجواز الإلكتروني الجديد. جاء ذلك عقب رعاية معاليه للحفل الذي أقامته شرطة عمان السلطانية بمناسبة تدشين جواز السفر الإلكتروني، الذي تشرفت الشرطة بأن يكون أول إصدار خاص للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله- بحضور معالي الفريق حسن بن محسن الشريقي المفتش العام للشرطة والجمارك ومعالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية إلى جانب عدد من أصحاب المعالي والسعادة، وذلك في مقر معهد الضباط الكائن في الوطية بمحافظة مسقط.


صلاحية مستمرة

وفيما يتعلق بهذا الجانب أوضح العقيد هلال بن أحمد البوسعيدي مدير عام الجوازات والإقامة أن «الجوازات الحالية تبقى صلاحيتها وتكون سارية المفعول عالمياً، وهي بالنسبة لمن هم دون سن الخامسة عشر عاما لمدة خمس سنوات من تاريخ الإصدار و10 سنوات لمن هم فوق 15 عاماً، أما في السنة الأخيرة من صلاحية الجواز فيحق للمواطن التوجه للحصول على الجواز الإلكتروني وذلك لتجنب الضغط على المحطات المعنية باستبدال الجواز».

وأضاف: «الإصدار يمر عبر ثلاث مراحل، الأولى «مرحلة التدقيق» يتم خلالها التحقق من الوثائق المطلوب إحضارها ليتم إصدار الجواز الإلكتروني، أما المرحلة الثانية فهي «مرحلة التسجيل» ويتم خلالها تسجيل بيانات المواطن في النظام بأخذ بيانات الشخص الموجودة في الوثائق وتخزينها في النظام ويتم أخذ بصمة الإصبع والتقاط الصورة مع أخذ التوقيع إلكترونيا ودفع رسوم المعاملة إلكترونياً، وأخيراً «مرحلة الإصدار» التي تتفرع إلى خطوتين، الأولى طباعة الجواز والتدقيق على جودته من قبل الموظف المختص وكذلك عن طريق الفحص الإلكتروني في محطة خاصة لذلك، والخطوة الثانية التأكد من بيانات مستلم الجواز وذلك عن طريق مضاهاة البصمة للشخص المستلم».

وإضافة إلى ذلك أشار البوسعيدي إلى أنه يتم تسجيل المواطن العماني إلكترونيا بمجرد دخول أي دولة تطبق نظام الجواز الإلكتروني، وقال: «هذا الأمر له أهمية كبيرة حيث تكون بيانات المواطن مخزنة إلكترونياً بشكل دقيق ما يوثق البيانات المطبوعة على الجواز والتي قد تتعرض في بعض الحالات النادرة إلى تشويه بأي عوامل خارجة عن الإرادة، إلى جانب ذلك فإن عمليات التزوير أو انتحال صفة الغير تكون مستحيلة ولا يمكن حتى أن تحصل في أي ظرف من الظروف ولا بأي نسبة، وذلك ما لم يحصل في الجواز الحالي إلا مرة واحدة ربما، وكانت حينها الأمور واضحةً لأفراد الشركة في المنافذ، وذلك لأن الجواز الحالي دقيق جدا، فجاء تطبيق النظام الجديد ليكون أكثر أمناً وسلامةً ومصداقيةً ويفي بمتطلبات المنظمة الدولية للطيران المدني (آيكاو) التي أعطت العالم مهلة حتى نهاية العام الحالي 2015 لتبدأ بهذه الخطوة». وأجاب العقيد على تساؤل يتعلق ببصمة العين التي تعتبر من العوامل المؤثرة بالأمن، بقوله: «بدأنا فعلا في تطبيق بصمات العين في المطارات ولكن تطبيقها محصور على أفراد بعض الدول، والشرطة تسير في خطة تطبيق بصمة العين لكافة الوافدين إلى السلطنة في مختلف المنافذ الجوية منها والبرية».كما أوضح العقيد البوسعيدي أن الشرطة تسير نحو تسهيل الاجراءات، إذ قال: «كان في السابق هناك مساران أحدهما لإصدار الجوازات في الادارة العامة للجوازات، والآخر مسار البطاقة الشخصية، أما الآن فقد أصبح هناك مسار واحد يتعلق بإصدار الجواز والبطاقة الشخصية في آن واحد، حيث خُففت الأعباء والحركة على المواطنين».

وفي ختام حديثه ركز العقيد على ضرورة المحافظة على الجواز الدقيق وعلل ذلك بقوله: «الجواز الجديد يحتوي على شريحة إلكترونية يتم حفظ البيانات عليها، وهذه الشريحة لا تُرى بالعين المجردة، فأي خلل بهذه الشريحة يؤدي إلى تلفها وقد يترتب عليها المنع من السفر، ومن أهم الصور التي قد تؤدي إلى إتلاف الشريحة سوء الاستخدام وحدوث الخدوش أو التعرض للكبس بأشياء حادة، لذلك ينبغي على حامل الجواز المحافظة عليه قدر الإمكان لتفادي الوقوع في مشاكل لا تحمد عقباها».


برنامج الاحتفال

انطلق حفل تدشين الجواز الجديد بالسلام السلطاني، بعدها استمع الحضور إلى تلاوة عطرة من سورة الرحمن تلاها الوكيل جمعة بن سالم الذيابي، وتضمن الحفل إلقاء كلمتين الأولى لشرطة عمان السلطانية، والثانية للشركة المنفذة للمشروع (جمالتو)، إضافة إلى عرض فيلم تعريفي عن الجواز الجديد، وقد أوضح الفيلم مميزات الجواز الجديد حيث انه أصبح أكثر أمنا فإضافة إلى الشريحة الإلكترونية التي تحفظ البيانات الكتابية، والمميزات الكثيرة هناك صورتين لحامل الجواز إحداها ظاهرة بالعين المجردة، والثانية غير مرئية إلا باستخدام جهاز إشعاعي خاص، فيجب أن تتطابق الصورتان، ما يجعل عملية التزوير مستحيلة، وبعد العرض المرئي قام راعي الحفل بتدشين جواز السفر الإلكتروني الذي حمل اسم صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، حفظه الله ورعاه.


كلمة الشرطة

ألقى العميد عبدالله بن محمد الجابري، مدير عام الموارد البشرية، ورئيس اللجنة التوجيهية لمشروع جواز السفر العماني الإلكتروني كلمة الشرطة بهذه المناسبة، إذ ركز خلالها على قوله: «إن السلطنة كانت الأولى على مستوى المنطقة في إصدار البطاقات المدنية الذكية عام 2004، وهي الآن تخطو خطوة أخرى إلى الأمام فتكمل إصدار الجواز الإلكتروني لتجعل سفر العمانيين حول العام أكثر أمنا وسهولة».

وأضاف: «من فوائد الجواز الجديد الرئيسية توفير أقصى درجات الأمان تجنبًا لحصول الغير على الجوازات بصورة غير شرعية والسفر بها، أو انتحال صفة الغير وارتكاب الجرائم بواسطة الخارجين عن القانون، كما تكمن أهميته في الكتابة متناهية الصغر والطباعة البارزة على سطح الأوراق والخطوط المتداخلة والحروف المائية التي يستحيل تزويرها، كما يغطي صفحة البيانات الشخصية غلاف أمني شفاف (هوليجرام)».

كما أشار إلى أن الجواز الجديد يعتبر بادرة من إحدى مبادرات شرطة عمان السلطانية ضمن حزمة الأنظمة الإلكترونية الجديدة والتي تشمل مشاريع الحوسبة الشرطية ومنظومة الإلكترونية ونظام الحوسبة الجمركية ونظام البصمات الحيوية (مشروع يقين)، وذلك في ظل استراتيجية الجهاز الرامية إلى تعزيز الأمن وتوفير الخدمات الشرطية للمواطنين إلكترونيا، جنبا إلى جنب مع تحديث أنظمتها للأغراض الشرطية العملياتية الداخلية في إطار وظيفتها الأساسية في حفظ الأمن والسكينة والطمأنينة العامة.


كلمة (جمالتو)

بدوره ألقى كلمة الشركة المنفذة للمشروع (جمالتو) الكائنة في فرنسا، نائب الرئيس الأول التنفيذي لها هشام محمد الصرفي، وقال فيها: «يعد المشروع لبنة مكملة في البناء الحضاري للسلطنة، والذي تشهد به مختلف القطاعات المتطورة والحديثة تماشيا مع رؤية صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- المتمثلة في العديد من المجالات ومنها عمان الرقمية التي تُمكن السلطنة من تبوؤ مكان بالصدارة بين الدول المتقدمة في العالم، وتوفير أرقى الخدمات لمواطنيها، إن القرار الذي اتخذته شرطة عمان السلطانية باختيار شركة (جمالتو) لتنفيذ هذا المشروع ما هو إلا تأكيد على عمق الشراكة الحقيقية التي قامت بيننا على مدار السنوات العشر الماضية».

كما أضاف الصرفي: «قد تم عقد العديد من حلقات العمل مع فريق العمل واللجنة العليا لإدارة المشروع الذين أبدوا حرصاً شديداً على تضمين الجواز الجديد أرقى المعايير العالمية والمواصفات الفنية والأمنية أنظمة السفر العالمية، وإخراج مضمون يحمل الطابع التراثي للسلطنة، أشاد بدقته الخبراء والمختصون من جهتنا بالإضافة للاستشاريين العالميين».