مقتل 160 طفلا في هجمات على مدارس بسوريا عام 2014

تحذيرات من «كارثة طبية» مع نقص في الأطباء والأدوية –

جنيف – (أ ف ب) – (أ ف ب) : أعلنت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أمس في جنيف ان 160 طفلا على الاقل قتلوا في هجمات على مدارس في سوريا عام 2014 في حين اضطر حوالي 1.6 مليون طفل لوقف تعليمهم بسبب النزاع.

وقال الناطق باسم اليونيسيف كريستوف بوليراك خلال مؤتمر صحفي «ما بين يناير وديسمبر 2014 حصل 68 هجوما على الاقل على مدارس وأدت الى مقتل 160 طفلا واصابة 343 اخرين».وأوضح ان هذه الارقام «اقل بالتاكيد من الواقع بسبب صعوبة الاطلاع على المعلومات».

وبحسب اليونيسيف، فإن ما بين 2.1 و2.4 مليون طفل سوري لا يمكنهم الذهاب الى المدارس بسبب انعدام الامن في البلاد.

وقالت ان «المدارس يجب ان تبقى مناطق سلام وثقة بالنسبة للاطفال بدون الخوف من التعرض لإصابة او الموت».

من جهة اخرى عبرت اليونيسيف عن قلقها ازاء الوضع في بعض المناطق الخاضعة لسيطرة جزئية او كاملة لتنظيم – داعش- خصوصا محافظتي الرقة ودير الزور والمناطق الريفية في حلب.

وقال بوليراك ان حوالي 670 الف طفل معنيون» في هذه المناطق حيث المدارس تكون احيانا مقفلة.

في السياق حذر اطباء سوريون مجتمعون في باريس من «الكارثة الطبية والانسانية» في بلادهم التي تشهد حربا مستمرة منذ نحو اربع سنوات، مع نقص في الاطباء والمعدات والادوية وعودة ظهور امراض سبق ان تم استئصالها.

وخلال لقاء مع الصحافة مساء امس الاول في وزارة الخارجية الفرنسية، قال عبيدة المفتي الطبيب الفرنسي السوري العضو في اتحاد المنظمات الطبية الاغاثية السورية، وهو شبكة من الاطباء من داخل وخارج سوريا مدعومة من عدة بلدان ولا سيما فرنسا، ان «الوضع لا يحتمل، كارثي، ولم يعد هناك وجود طبي في العديد من المناطق السورية».

وفي حلب ثاني مدن سوريا، وحدها خمسة مستشفيات لا تزال تعمل ثلاثة منها بشكل جزئي، في الشطر الشرقي الخاضع لسيطرة المعارضة والذي يقيم فيه 360 الف شخص تحاصرهم قوات النظام. وقال الدكتور عبد العزيز الطبيب الحلبي الذي لم يكشف سوى عن اسم عائلته لدواع امنية :لم يعد هناك سوى ثلاثين طبيبا على اختلاف اختصاصاتهم.

والى جرحى الحرب، نرى عودة لأمراض مثل شلل الاطفال والسل والجرب والتيفوئيد.

ووصف طبيب اخر الوضع بأنه «لا يحتمل» في الغوطة الشرقية بريف دمشق وهي منطقة تحاصرها القوات النظامية منذ اكثر من سنتين و«ليس هناك اي امكانية لإدخال المساعدات الانسانية».

وفي مناطق سيطرة تنظيم – داعش- قال احد الاطباء انه «بوسع الاطباء العمل لكنهم لا يحظون بأي دعم من المنظمات غير الحكومية لأنها غادرت جميعها هذه المناطق».

وأوضح في هذا السياق انه في الرقة، معقل التنظيم في شمال سوريا البالغ عدد سكانه 1.6 مليون نسمة، «ليس هناك اي قسم للتوليد والامراض النسائية وطب الاطفال، والاقسام محدودة للغاية».

وقال عبيدة المفتي ان 80% من عمليات التوليد في سوريا باتت تجري في المنازل وقسم كبير من الاطفال لم يعد يتم تلقيحه. ويحاول اطباء اتحاد المنظمات الطبية الاغاثية السورية الذي يعد اكثر من 300 مركز طبي و12 مستوصفا موزعة على كامل الاراضي، للعمل في جميع المناطق سواء التابعة منها لدمشق او التي تسيطر عليها المعارضة او تنظيم – داعش-.

وأكدوا «اننا محايدون لكننا نتعرض للعنف من الجميع ولا احد منا يحظى بضمانة من اي جهة كانت».ووضع الاتحاد قائمة بـ250 طبيبا قتلوا منذ ثلاث سنوات.

وقال الطبيب توفيق شمعة ممثل الاتحاد في سويسرا ان «هذه الحرب تسببت بأضرار وبقتلى مدنيين – يتراوح عددهم بين ثلاثين وستين – كل يوم» منددا بـ«الصمت» الدولي عن معاناة السوريين اليومية. وقال مستنكرا «لم تعد وسائل الاعلام تتحدث سوى عن التطرف وعن – داعش -، وليس عن النساء والاطفال القتلى والاجساد الممزقة والبطون المشقوقة وكل ما يترتب علينا التعامل معه يوميا بصفتنا اطباء».