روسيا: إحلال القوات الأوكرانية قد يقوض جهود السلام

ميركل تؤيد الإبقاء على العقوبات ضد موسكو –

عواصم – وكالات: قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس إن موسكو تخشى أن تؤدي عملية تقوم بها كييف لإحلال قواتها على الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا إلى تقويض جهود السلام.

وذكر لافروف في مؤتمر صحفي «أي عمل يتعلق بالتجهيزات العسكرية لا يساعد العملية» وعبر عن أمله في ألا ينصاع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو لمن يسعون لحل الصراع عسكريا قائلا «نتمني ألا يقود كل هذا إلى…تجدد المواجهة العسكرية». وكان برلمان أوكرانيا قد أقر أمس الأول عملية إحلال القوات في الصفوف الأمامية واستئناف التجنيد بشكل جزئي بعد أن حذر مسؤول أمني من أن القوات الروسية التي تدعم الانفصاليين زادت من نشاطها العسكري بشكل كبير في الشرق.

وعبر لافروف عن أمله في أن «يسود صوت العقل» وألا يذعن بوروشينكو «لحزب الحرب» في إشارة للسياسيين الذين تقول موسكو إنهم يسعون لإنهاء الصراع عسكريا.

وتأمل جمهورية قازاخستان السوفيتية السابقة في الترتيب لقمة هذا الشهر يشارك فيها زعماء روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا لبحث الصراع في شرق أوكرانيا.

وقال لافروف إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش الوضع في أوكرانيا أمس الأول مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لكنه لم يكشف عن تفاصيل المناقشات، ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين قوله إن الرئيس التقى بأعضاء مجلسه الأمني أمس لمناقشة «التوترات المتصاعدة» في شرق أوكرانيا والتقدم في سبيل الترتيب للقمة الرباعية.

ولم يقدم تفاصيل.

وتبذل جهودا أيضا للترتيب لاجتماع في مينسك عاصمة روسيا البيضاء لما يعرف باسم مجموعة الاتصال بشأن أوكرانيا والتي تضم موسكو وكييف وزعماء الانفصاليين في شرق أوكرانيا بالإضافة إلى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

من جهة أخرى، أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن تأييدها لإبقاء العقوبات المفروضة على روسيا على خلفية النزاع الأوكراني.

وقالت ميركل في تصريحات لصحيفة «فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج» الألمانية الصادرة أمس: «العقوبات ليست هدفا في حد ذاتها لكن أسباب إقرارها مازالت قائمة…عندما تنتهي هذه الأسباب يمكننا إلغاء العقوبات».

وذكرت ميركل أن روسيا بيدها أن تجعل تلك العقوبات غير ضرورية، مؤكدة في الوقت نفسه أن زعزعة الاقتصاد الروسي ليس من مصلحة ألمانيا، ووصفت ميركل مجددا ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية بأنه انتهاك فادح للقانون الدولي.

تجدر الإشارة إلى أن الغرب يتهم روسيا بدعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا، وبحسب بيانات واشنطن، أجرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الأول اتصالا هاتفيا بالمستشارة ميركل تحدثا فيه عن تقديم دعم مالي لأوكرانيا.

وأعرب الزعيمان عن دعمهما لـ»حزمة تمويل دولية قوية» لأوكرانيا، كما أعرب أوباما وميركل – بحسب بيانات البيت الأبيض – عن قلقهما إزاء تزايد العنف من جانب الانفصاليين في شرق أوكرانيا.

ميدانيا، أعلنت السلطات الأوكرانية مقتل ستة جنود وأحد الأشخاص خلال 24 ساعة في شرق أوكرانيا الذي شهد تصعيدا للعنف منذ قرابة أسبوع، في حين قتل أربعة أشخاص في دونيتسك التي يسيطر عليها الانفصاليون.

وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني اندري ليسينكو «قتل ستة من جنودنا في مواجهات خلال 24 ساعة وأصيب 18 آخرون بجروح»، ثم أعلن عن مقتل مدني في قصف استهدف حاجزا للجيش الأوكراني، وقبل ذلك أعلنت سلطات دونيتسك عن مقتل أربعة مدنيين في المدينة، وتجري معارك منذ أمس الأول في منطقة مطار دونيتسك ذي الاهمية الاستراتيجية رغم انه بات مدمرا، حيث نفذ الانفصاليون هجوما صدته القوات الأوكرانية.

وقال يوري بيريوكوف مستشار الرئيس الأوكراني على صفحته على فيسبوك إن الانفصاليين «شنوا هجوما جديدا صباح أمس.

هناك جرحى في صفوفنا.لا معلومات حول سقوط قتلى. المعارك ساخنة والوضع هو الأسوأ منذ نهاية سبتمبر».

وأسفر النزاع الأوكراني عن مقتل أكثر من 4800 شخص منذ أبريل ويشهد منذ أسبوع تصعيدا لأعمال العنف رغم التوصل الى اتفاق لوقف لإطلاق النار بداية سبتمبر.