حملة دهم واعتقالات واسعة في أوروبا –
عواصم- (أ ف ب): أعلنت مصادر في الشرطة الفرنسية أن مسلحا كان يحتجز رهينتين منذ ظهر أمس في مركز بريد كولومب، قرب باريس، اعتقل وتم الإفراج عن رهينتيه سالمتين.
وقالت هذه المصادر إن الرهينتين لم يصابا بجروح، وأضاف أحد المصادر «لم يحصل هجوم، الرجل المسلح استسلم بنفسه».
وكانت أعداد كبيرة من قوات الأمن بينها وحدات النخبة، انتشرت في المكان.
والمسلح معروف من الشرطة لارتكابه جنحا عامة، واستبعد المحققون سريعا فرضية وجود أي رابط بين هذا الحادث والاعتداءات التي شنها متطرفون ضد مقر أسبوعية شارلي ايبدو الساخرة في باريس وضد متجر أغذية يهودي ما أوقع 17 قتيلا الأسبوع الماضي في العاصمة الفرنسية.
وأشارت العناصر الأولى للتحقيق إلى أن الرجل دخل وحيدا إلى مركز البريد حوالى الساعة 11:30 ت غ وتمكن عدد من الأشخاص المتواجدين في الداخل من الفرار، واتصل الرجل بنفسه بالشرطة «وقال عبارات غير مترابطة» مدعيا أنه مسلح ويحمل قنابل يدوية وبندقية كلاشنيكوف، وفقا للشرطة، وأوضح مصدر أنه لم تسمع أي طلقة نارية.
وصرح ميشال في مؤتمر صحفي إثر جلسة لمجلس الوزراء تبنت نحو 12 إجراء لتحسين مكافحة الإرهاب، أن «الجيش سيكون مستعدا لتعزيز مستوى الأمن في بلجيكا».
وقررت الحكومة التي قد تستدعي الجيش عندما يبلغ مستوى الإنذار الدرجة الثالثة، من أصل مقياس من أربع درجات، كما أوضح وزير الداخلية جان جامبون. وهي المرة الأولى التي يحصل فيها ذلك منذ موجة الاعتداءات التي شنتها الخلايا الشيوعية المقاتلة في الثمانينات.
وقررت الحكومة مساء أمس الأول رفع مستوى الإنذار إلى الدرجة الثالثة في مجمل أرجاء البلد على الرغم من «عدم وجود تهديد محدد وملموس بتنفيذ اعتداء»، بحسب ميشال، وقال جامبون أن «فرقة من 150 رجلا على أهبة الاستعداد للانتشار في مواقع» ستحددها السلطات.
وأوضح وزير الدفاع ستيفن فاندبوت «أنها فرق شبه كوماندوز سيكون بإمكانها بالتالي حمل السلاح»، وأشار إلى أن هذا الانتشار قد يتم سريعا، أي «هذا المساء أو غدا»، ولفترة «موقتة» ستدوم «طالما ترى الحكومة أن ذلك ضروري».
وبين الإجراءات الأخرى التي كانت قيد الإعداد منذ أشهر عدة والتي تسارع تبنيها بعد اعتداءات باريس، إنشاء أماكن خاصة في سجنين، أحدهما في منطقة الفلاندر والآخر في الجانب الفرنكوفوني، بهدف «عزل» المعتقلين المتشددين ومنعهم من التأثير على باقي السجناء.
وتتضاعف العمليات ضد متطرفين منذ مساء أمس الأول في أوروبا حيث تم التدخل ضد خلية كانت على وشك التحرك «خلال بضع ساعات» في بلجيكا مع حملة مداهمات واعتقالات في الأوساط الإسلامية في برلين واعتقالات في المنطقة الباريسية على علاقة باعتداءات الأسبوع الماضي.
وفي فرنسا شهد التحقيق في الاعتداءات التي أوقعت 17 قتيلا الأسبوع الماضي في باريس تطورا جديدا مع توقيف 12 شخصا الليلة قبل الماضية في منطقة العاصمة.
وقال مصدر قضائي إنه سيتم استجواب الموقوفين حول أي «دعم لوجستي محتمل» قد يكونون قدموه لمنفذي الاعتداءات وخصوصا بالأسلحة والسيارات.
وكانت بلجيكا في حال تأهب غداة عملية عنيفة نفذتها الشرطة ضد خلية متشددة في فرفييه شرق بلجيكا قتل خلالها اثنان من المشتبه بهم بعدما ردوا على الشرطة مطلقين النار من أسلحة حربية.
وأعلنت النيابة العامة الفيدرالية في بلجيكا أن عملية مكافحة الإرهاب الواسعة النطاق التي جرت أمس الأول في بلجيكا أسفرت عن توقيف 13 شخصا ومقتل اثنين يشتبه بأنهم متطرفون في سياق تفكيك خلية كانت على وشك تنفيذ اعتداءات تهدف إلى «قتل شرطيين».
وأوضحت النيابة أن بلجيكا ستطالب بتسليم بلجيكيين أوقفا في فرنسا في إطار هذا التحقيق.
وأفادت عدة وسائل إعلام أن المشتبه بهم العائدين مؤخرا من سوريا كانوا يستعدون لتنفيذ اعتداء ضد أجهزة الشرطة «في غضون ساعات».
ونفى رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أمس أي «رابط مباشر» في المرحلة الراهنة بين اعتداءات باريس الأسبوع الماضي وعملية مكافحة الإرهاب التي جرت أمس الأول في بلجيكا، وقال فالس «لا نعتقد أن هناك رابطا مباشرا»، مضيفا أن «الرابط القائم هو إرادة الإرهابيين في مهاجمة قيمنا ومواطنينا».
وأعلن وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز لشبكة اي تيلي التلفزيونية الفرنسية أن «العمليات انتهت على الأرض» مشيرا إلى «عمليات دهم كثيرة في بلجيكا».
ورفع مستوى الخطر الإرهابي الذي وصف بإنه «خطير»في جميع أنحاء بلجيكا خلال الليل درجة إلى المستوى 3 على سلم من أربع درجات.
وفي بروكسل أغلقت مكاتب الشرطة ونفذت عملية تحقق من الهوية قبل السماح لأي شخص بالدخول. وفي مناطق كثيرة طلب من الشرطيين عدم السير في الشوارع بلباسهم الرسمي بدون اسلحة وسترات واقية من الرصاص.
وبرر وزير الداخلية جان جامبون هذا القرار موضحا أن «عملية التطهير هذه .. قد تحمل آخرين على الانتقال إلى ارتكاب فعل ما».
وعنونت صحيفة دي غازيت انتفيربن «الشرطة تحبط باريس ثانية» فيما أفادت صحيفة دي تيد الاقتصادية أن «أجهزة الأمن تلقت تهديدات جديدة» تحت عنوان «بلجيكا تخشى اعتداء جديدا».
وذكرت صحيفة لو سوار أن الشرطيين عثروا في مخبأ المتشددين على بنادق كلاشنيكوف ومواد يمكن استخدامها في صنع متفجرات وبدلات شرطة. وأكدت صحيفة هيت لاتستي نيوز الفلمنكية الشعبية حتى أن خلية فيرفييه كانت تعتزم خطف مسؤول كبير في الشرطة أو القضاء لقطع رأسه فيما بعد أمام كاميرا وبث الفيديو على الانترنت.
ولم ترد اي معلومات صباح امس حول هوية المشتبه بهم او مسارهم كما لم تكشف حصيلة المداهمات التي جرت مساء وخلال الليل ولا سيما في الأحياء الشعبية من العاصمة البلجيكية.
وكان المشتبه بهم عائدين من سوريا وكانوا يخضعون للتنصت في سياق تحقيق فتح قبل اعتداءات باريس التي نفذها الشقيقان شريف وسعيد كواشي وأحمدي كوليبالي، وشدد ريندرز على أنه «ليس هناك رابط بين اعتداءات باريس والاعتداءات المخطط لها في بلجيكا» ولا «بين الشبكتين» ولو انه جرى تبادل معلومات بين الشرطتين البلجيكية والفرنسية.
وقال الوزير إنه «ما زال يترتب الان اقناع العديد من الشركاء بوجوب تحسين عملية تبادل المعلومات هذه» في وقت تدعو بلجيكا مع دول اخرى في مقدمها فرنسا إلى تكثيف التعبئة ضد الارهاب على المستوى الاوروبي، وأضاف «الهدف هو استباق اعتداءات ومنع وقوعها».
وفي برلين جرت حوالى عشر مداهمات صباح أمس «في الأوساط الإسلامية»، وتم اعتقال تركيين أحدهما يشتبه بأنه يقود «مجموعة من المتطرفين» كانت تخطط لارتكاب «عمل عنيف وخطير في سوريا» والثاني كان يهتم بمالية المجموعة، غير أن الشرطة أشارت إلى أنه ليس لديها «أي مؤشر يدل على أن المجموعة كانت تعد لاعتداءات في ألمانيا».
ولا تزال المشاعر مشحونة في فرنسا حيث يتم تشييع ضحيتين آخرين من فريق تحرير شارلي ايبدو هما مديرها شارب والرسام اونوريه.