خواطر: نحن أم شارلي إيبدو؟

مروه حسن –

Marwahassan_16@hotmail.com –

كل فترة تفاجئنا صحيفة بنشر صور مسيئة لرسولنا الكريم وخاتم الأنبياء وسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، فبدءا من الصحيفة الدنماركية وختاما بشارلي إيبدو، وربما نجد صحفا أخرى تكرر هذا “السيناريو” السخيف الذي تقوم به تلك الصحف تحت مسمى (حرية الرأي والإعلام) وكأن القائمين على هذه الصحف -بسبب الحرية المطلقة التي يعيشون فيها- لم يجدوا شيئا جديدا يكسرون فيه الملل من كثرة ما يقومون به من حريات سوى السخرية والاستهزاء بنبي المسلمين- صلوات ربي وسلامه عليه-

وهنا أريد أن أسأل هذه الصحف والقائمين عليها: هل فرغت لديكم الأفكار حتى تستهزئون بنبي الإسلام؟ هل تجرؤون أن تسخروا من السيدة مريم العذراء أو بنبي الله عيسى-عليهما السلام- كما تقومون بذلك مع سيد الخلق أجمعين؟ هل تجرؤون أن تسخروا حتى من بوذا أومن المحرقة اليهودية “الهولوكوست”؟

هؤلاء الأشخاص الذين يعميهم الجهل والتشدق بمعاني الحرية التي لا يعرفونها حق المعرفة، أريد أن يعلق أحد منهم على رؤية شخص يتعدى الإشارة الحمراء ويقود سيارته وهو ثمل ويغضب عندما يتم القبض عليه تحت زعم ( أنا حر وأفعل ما أشاء !)

الحرية الحقيقية تنتهي عند المس بحريات الآخرين، الحرية الحقيقة تنتهي عند المس بمقدسات وباعتقادات الغير. أنا ضد ما قمتم به وما زلتم تقومون به من انتهاكات لحقوق الأخرين في احترام مقدساتهم وديانتهم.

وضد أيضا الطريقة التي تم الاعتراض بها عليكم، فالقتل والعنف وحرق الكنائس ليست الحل الأمثل لمواجهة مثل هذه الأفعال، والتطرف الفكري لا يواجه بتطرف أيضا، بل يجب أن يقابله الوجه الحقيقي لهذا الدين الذي ما زال يجتذب البشرية ولا يمر يوما دون أن يشهد العالم اعتناق شخص جديد ودخوله فيه.

ويجب أن لا نغفل أن سلوكيات بعض المسلمين وأخلاقهم البعيدة تماما عن الإسلام هي من جعلت هؤلاء لا يجدون ضيرا في المساس بمعتقداتنا وإهانة نبينا، لذا يجب أن نسأل أنفسنا هل نحن السبب وراء تلك الإهانات؟ هل هان علينا الرسول –صلى الله عليه وسلم- بحيث أصبح عيانا للعالم أجمع أن المسلمين هم أكثر من يهينون نبيهم بعدم اتباع سنته بالشكل الذي يجب أن يكون عليه؟

هل المسلمون بسبب تخاذل مواقفهم هم من جعلوا الصحيفة الدنماركية والفرنسية تتجرأ على مس أعظم البشر؟ هل نلوم حقا شارلي إيبدو أم نلوم أنفسنا قبلها على مواقفنا المخزية؟

أكاد أجزم لو أن المسلمين لديهم العزة في دينهم بحق لما جرأوا هؤلاء في القيام ولو حتى بالتلميح من بعيد لإهانة الإسلام أو القرآن أو الرسول الكريم، وهنا أؤكد أن العزة تتمثل في أمور عديدة نحتاج أن نلمسها في تعاملنا مع الدين وفي اقتدائنا بسيد المرسلين-صلى الله عليه وسلم- لذا أعتقد أن ما حدث يجب أن يكون سببا في مراجعة أنفسنا وفي التفكير مليا في إيجاد حلول عملية نواجه فيها هذا النوع من الإساءات بعيدا عن العنف وبعيدا عن التطرف ولتكن الوسطية والسماحة والأخلاق الحميدة هي عنوان المسلم الحق، وليكن أول شيء نقوم به حقا هو وقفتنا أمام أنفسنا وسؤالها حقا هل نحن من بدأ بالإساءة أم شارلي إيبدو