«خطوة حاسمة» لتخفيف العداوات –
سول – (أ ب): قالت كوريا الشمالية: إنها على استعداد لتعليق تجربة نووية بشكل مؤقت إذا ألغت الولايات المتحدة تدريبات عسكرية مع كوريا الجنوبية العام الحالي بحسب وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية أمس.
وكانت الولايات المتحدة رفضت في وقت سابق إلغاء التدريبات العسكرية مع كوريا الجنوبية، حتى في وقت ارتفعت فيه التوترات، وقالت: إن كوريا الشمالية لا بد أن تظهر مدى صدقها في نزع السلاح النووي قبل إمكانية استئناف محادثات جادة.
وأوردت الوكالة الكورية الشمالية أن المقترح يأتي في ظل توترات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة بسبب فيلم شركة سوني بيكتشرز الذي يدور حول محاولة اغتيال زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون.
وتلقي الولايات المتحدة بالمسؤولية على كوريا الشمالية في شن عملية قرصنة على سوني وبالتالي فرضت عقوبات جديدة على بيونج يانج، ما استدعى رد فعل غاضبا من قبل كوريا الشمالية التي نفت مسؤوليتها عن الهجوم الإلكتروني.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية: إن الحكومة اقترحت على الولايات المتحدة ما تسميه «خطوة حاسمة» لتخفيف العداوات وإزالة خطر الحرب، بدافع الرغبة في تمهيد الطريق للتوحيد مع كوريا الشمالية العام الحالي الذي تحل فيه الذكرى السبعون لانقسام الدولتين المتنافستين.
وقال تقرير الوكالة: إن الرسالة «تقترح مشاركة الولايات المتحدة في تخفيف التوترات في شبه الجزيرة الكورية بوقف التدريبات العسكرية المشتركة في كوريا الجنوبية والمناطق المجاورة لها العام الحالي بشكل مؤقت.
وقالت في هذه الحالة كوريا الشمالية مستعدة للرد بمثل هذه الخطوة وذلك بتعليق الاختبارات النووية والتي تثير مخاوف الولايات المتحدة.
وقال التقرير «حان الوقت للولايات المتحدة كي تتخذ قرارا جريئا من أجل السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وشمال شرق آسيا.
وأضافت الوكالة المركزية للأنباء بكوريا الشمالية: إن بيونج يانج نقلت الاقتراح إلى الولايات المتحدة أمس الأول من خلال قناة غير محددة. ووصفت بيونج يانج التدريبات الكورية الجنوبية مع الولايات المتحدة بأنها إعداد لغزو، على الرغم من أن الحليفتين قالتا مرارا إنهما ليس لديهما نوايا لمهاجمة الشمال، وأن التدريبات طبيعتها سلمية.
ويقول محللون: إن تدريبات الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تضر باقتصاد كوريا الشمالية نظرا لأن بيونج يانج تنفق موارد ذات قيمة كبيرة لتنظيم تدريباتها الخاصة ردا على ذلك.
وأجرت كوريا الشمالية تجارب نووية في الأعوام 2006 و2009 و2013.
ويمكن أن تشكل تجربة رابعة تحديا آخر للضغط الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على بيونج يانج للتخلي عن برنامجها النووي.
ويعتقد خبراء غربيون أن كوريا الشمالية تمتلك حفنة من القنابل البدائية، رغم أنه لا يعتقد أنها قادرة حتى الآن على إنتاج رؤوس حربية صغيرة بالشكل الكافي لتركيبها في صاروخ طويل المدى يمكن أن يهدد الولايات المتحدة.
ويمكن أن تضع تجربة نووية أخرى كوريا الشمالية خطوة أقرب لهدفها.
ولا تزال شبه الجزيرة الكورية منقسمة في ظل وجود أكبر حشد من الأسلحة على الحدود في العالم نظرا لأن الحرب الكورية التي استمرت من 1950 إلى 1953 انتهت بهدنة وليس معاهدة سلام. وينتشر نحو 28500 من القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية في إطار دعم ضد عدوان محتمل من كوريا الشمالية.
وفي ربيع 2013، ارتفعت التوترات بشكل كبير بعد أن أطلقت بيونج يانج سيلا من التهديدات بشن هجمات نووية على سول وواشنطن اعتراضا على عقوبات الأمم المتحدة التي تم تشديدها في أعقاب التجربة النووية الثالثة لكوريا الشمالية.