الأسد :النتائج المتوقعة من لقاء موسكو غير مضمونة

أبدى استعداده للتحاور مع المعارضة المعتدلة –

دمشق -(أ ف ب): – أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أن نجاح لقاء موسكو يتوقف على ما ستقدمه المعارضة، محددا المواضيع التي سيتم التطرق إليها في الاجتماع المقرر في نهاية الشهر وأبرزها مكافحة الإرهاب.

وبدا الأسد في مقابلة نشرتها أمس صحيفة «ليتيرارني نوفيني» التشيكية، ونقلت ترجمتها كاملة إلى العربية وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، حذرا بالنسبة إلى النتائج المتوقعة من اللقاء الذي حددته موسكو بين 26 و29 يناير، والذي أعلنت شريحة واسعة من المعارضة عدم المشاركة فيه.

وأجرى ممثلون من النظام والمعارضة جولتين من المفاوضات المباشرة برعاية الأمم المتحدة ضمن ما عرف بجنيف 2 قبل سنة من اليوم، من دون تحقيق أي تقدم على صعيد إيجاد حل للنزاع الدامي والمتشعب المستمر منذ منتصف مارس 2011. وتمسك الوفد الحكومي في حينه بوجوب القضاء على الإرهاب أولا في سوريا، رافضا البحث في مصير الأسد، بينما أصرت المعارضة على تشكيل حكومة انتقالية من دون الأسد وأركان نظامه.

وقال الأسد للصحيفة التشيكية، بحسب سانا، «إننا ذاهبون إلى روسيا ليس للشروع في الحوار وإنما للاجتماع مع هذه الشخصيات المختلفة لمناقشة الأسس التي سيقوم عليها الحوار عندما يبدأ، مثل: وحدة سوريا، ومكافحة المنظمات الإرهابية، ودعم الجيش ومحاربة الإرهاب، وأشياء من هذا القبيل».

وأضاف «فيما يتعلق بما أتوقعه من هذا الاجتماع، أعتقد أن علينا أن نكون واقعيين، إذ أننا نتعامل مع شخصيات، بعضها شخصيات وطنية وبعضها ليس لها أي نفوذ ولا تمثل جزءاً مهماً من الشعب السوري، وبعضها دمى في يد بعض الدول وبالتالي لا تعمل لمصلحة بلدها، وهناك شخصيات أخرى تمثل فكراً متطرفاً».

وأشار إلى أن نجاح اللقاء يتوقف على ما ستقدمه هذه الشخصيات المعارضة، وقال «من السابق لأوانه الحكم على إمكانية نجاح هذه الخطوة أو فشلها، رغم ذلك، فإننا ندعم المبادرة الروسية، ونعتقد أنه ينبغي لنا الذهاب كحكومة لنستمع إلى ما سيقولونه (المعارضة)».

وتابع «إذا كان لديهم ما هو مفيد لمصلحة الشعب السوري ولمصلحة البلاد فإننا سنمضي قدماً في ذلك، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإننا لن نتعامل معهم بجدية».

ووجهت روسيا دعوة إلى 28 معارضا سوريا للاجتماع في موسكو مع ممثلين عن الحكومة، وينتمي المعارضون إلى تيارات وأحزاب مقبولة من النظام موجودة في الداخل السوري وأخرى منضوية ضمن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.

وأعلن الائتلاف رفضه المشاركة، بينما أعلنت بعض الشخصيات في الداخل مشاركتها وتريثت أخرى.

وذكرت هيئة التنسيق لقوى التغيير الديمقراطي، أبرز قوى المعارضة السورية في الداخل، لوكالة فرانس برس أمس الأول أنها ستتخذ قرارا حول المشاركة غدا.

وقال المعارض البارز هيثم مناع، العضو في الهيئة والمقيم في جنيف، «من مهمة الطرف الروسي (الراعي للقاء) توفير معايير النجاح له»، لافتا إلى أن «التمثيل السوري ليس وازنا من جهة المعارضة».

في المقابل، سيمتنع تيار «بناء الدولة» الذي يعتقل النظام رئيسه لؤي حسين، عن المشاركة في اللقاء.

وقالت نائبة رئيس التيار منى غانم ردا على سؤال لفرانس برس «نحن لا نقبل بأن نوهم السوريين بآمال نعرف مسبقا أنها غير موجودة مما قد يفقدهم الثقة بأي عملية سياسية».

وطالبت موسكو بالعمل على «إحداث تغيير، ولو بسيط، في مواقف السلطة وسلوكياتها»، لا سيما على صعيد «إطلاق المعتقلين والتوقف عن الاعتقالات التعسفية التي تنتهك حقوقهم».

في المقابل، ذكرت سهير سرميني، الأمين المساعد لحزب الشباب الوطني السوري المرخص من السلطات، لفرانس برس أنها ستشارك «من أجل التأسيس لحل سياسي سوري يقوده السوريون وإيجاد مقومات له يساهم بالاستقرار ووقف نزيف الدم».

وفي رد على انتقاد المعارضة لروسيا التي وجهت دعوات إلى معارضين بصفتهم الشخصية وليس إلى تيارات، أجابت «الشخصيات المدعوة، لها مرجعيات».

وكان رئيس الائتلاف المعارض خالد خوجة قال بعد انتخابه قبل حوالي أسبوعين، «لا يمكن الجلوس مع النظام إلى طاولة واحدة، إلا في إطار عملية تفاوضية تحقق انتقالا سلميا للسلطة وتشكيلا لهيئة انتقالية بصلاحيات كاملة».