الصناعات الحرفية تنفذ مشروعا رياديا لتطوير حرفة الخشبيات والسعفيات بالرستاق

نقل أسرار حرفة النجارة والسعف لحوالي 60 متدربا –

تنفذ الهيئة العامة للصناعات الحرفية مشروع ريادي يعد الأول من نوعه على مستوى السلطنة في تطوير حرفة الصناعات الخشبية والسعفية ويستهدف المشروع تدريب ستين متدربا ومتدربة في مجالات تصنيع ونجارة الأثاث المنزلي الخشبي بالإضافة إلى تطوير الصناعات السعفية بولايات محافظة جنوب الباطنة ، ويحتضن مركز النخلة بالرستاق فعاليات تنفيذ المشروع التدريبي والإنتاجي والذي سيستمر على مدى عامين بإدارة وإشراف من عدد من الخبرات، وسيتم خلال الفترة الأولى من المشروع تهيئة وتدريب طاقات وطنية شابة فيما تتضمن الفترة الثانية من تنفيذه مرحلة الإنتاج والتسويق، ويشتمل المشروع على تنفيذ ثلاث ورش تدريبية وإنتاجية ومتكاملة ومخصصة في الصناعات السعفية وصناعة الأثاث الخشبي.


وتضم فعاليات المشروع تنفيذ برنامج تدريبي وإنتاجي متقدم في صناعة الأثاث الخشبي والذي يشتمل على تدريب المنتسبين وفق مهارات الابتكار والتطوير على إنتاج النماذج الخشبية ذات التصميم الحديثة والمرود الاقتصادي مع الاعتماد على الخامات الطبيعية المستفادة من البيئة المحلية كما سيتم الاطلاع على احدث التقنيات المستفادة في التصنيع الخشبي وأطقم الزينة والإكسسوارات الجمالية، كما يتضمن المشروع تنفيذ برنامج تدريبي وإنتاجي في الصناعات السعفية يتم من خلال تصنيع منتجات سعفية مبتكرة بصورة تواكب الاتجاهات التسويقية الحديثة، وتشتهر ولايات محافظة جنوب الباطنة بتوفر العديد من المصادر الاولية لخامات النخيل ومشتقاتها الطبيعية كالسعف وسيعمل المشروع الذي تنبت الهيئة تنفيذه على توظيف أجزاء النخلة غير المستفادة حالياً بطرق علمية وذلك بعد معالجتها طبيعيا.

وبهدف مواكبة وتأمين مستويات من الترويج اعتمدت الهيئة تقنية التوليف الحرفي خلال تنفيذ البرامج التدريبية والإنتاجية المنفذة بمركز النخلة بالرستاق،وتتمثل تقنية التوليف في دمج عدد من الصناعات الحرفية بحيث يتم تكوين منتج حرفي متنوع من الخامات الطبيعية وذلك بهدف تأسيس ثقافة جديدة من الابتكار والإبداع والريادة الحرفية الى جانب التأكيد على محور الاستخدام البيئي الأمن، ويعد مركز النخلة أول مركز حرفي متخصص لتدريب الحرفيين في كيفية العمل على الاستفادة من الخامات المشتقة من النخيل حتى تصبح المنتجات ملائمة لمختلف الاستخدامات، كما يهدف المركز إلى إيجاد بيئة حرفية ملائمة للحرفيين يتمكنون فيها من زيادة قدراتهم وإمكاناتهم أثناء مزاولة التدريب العملي وفقا للأسس والبرامج المهنية التي تنفذها الهيئة في مجال تطوير الصناعات الحرفية المتنوعة وتعظيم العائد الاقتصادي والاجتماعي منها.


مركز النخلة

وتسعى الهيئة إلى أن يتصدر مركز النخلة أهم مراكز التدريب والإنتاج الخشبي والسعفي على المستوى المحلي في المرحلة الأولى من إنشائه، مما يضاعف من دور ومسؤولية المركز في تأسيس نواة من الأيدي العاملة الوطنية الشابة في مختلف مجالات تطوير حرف النجارة والسعف بالإضافة إلى دراسة الأسواق والتعرف عن قرب إلى احتياجاتها واختيار أنسب آليات التعامل معها من خلال الاعتماد على تقنيات وسائل حديثة قادرة على ترسيخ الثقة بالمنتج الحرفي العُماني المطور وتعزز من حصته التسويقية على المدى الحالي والمستقبلي.

ويتكون مركز النخلة من عدة وحدات إدارية وفنية بالإضافة إلى قاعات تدريب ومختبرات ورش فنية تتمثل في ورشة خاصة بالصناعات السعفية وورشة لصناعة الأثاث المنزلي والمكتبي الخشبي إضافة إلى ورشة إنتاجية خاصة بإنتاج الألواح الخشبية بالإضافة إلى قاعات للتأهيل والتدريب النظري والعملي ملحقة بكل ورشة حيث تم تخصيص مواقع للآلات والمعدات والمكابس الآلية لكل قاعة كما تم توفير نماذج مصغرة من الآلات والمعدات لمعرفة كيفية التعامل معها مع تخصيص مدربين من أصحاب الخبرة والكفاءة، ويحتوي المركز على مواقع للتهيئة والاستخدام بالإضافة إلى أماكن للطحن والتخزين وأماكن أخرى لتجميع نشارة الاخشاب إضافة إلى تخصيص أحواض مصممة للعمليات الفنية التي يتم إجرائها للاستفادة من مشتقات النخيل.

وقد روعي في تصميم مركز النخلة عدد من الآليات والمواصفات العمانية الداعمة للنمط الحضاري والتراثي العماني إلى جانب المواصفات المهنية والبيئية المعتمدة لتصميم المراكز الحرفية من أجل ضمان سلامة العاملين والمتدربين من الحرفيين، كما يتضمن المركز مكاتب إدارية للإشراف على سير العمل بالإضافة إلى وجود وحدة لقياس جودة المواد الخام المكملة لخطوط إنتاج المركز بهدف ضمان سلامة جودة وكفاءة المنتجات والمعروضات من الصناعات الخشبية والسعفية المطورة.

وبهدف رفع فاعلية الاداء التسويقي للمنتجات فإن مركز النخلة يحتوي على معرض تسويقي لمختلف لمنتجات الحرفية ذات الجودة والكفاءة العالية، وسيعمل المركز على تأمين بيئة صحية للاستخدام السليم والاستفادة من مخرجات النخلة بطرق علمية ومنهجية من خلال مراعاة كافة الجوانب البيئية والاقتصادية كما سيعمل المركز على تأسيس ثقافة الوعي بالاستفادة من جميع مخرجات النخيل إلى جانب التقليل من عملية القطع الجائر للنخيل، كما سيعمل المركز على تلبية كافة احتياجات المواطنين والمقيمين والسياح من المنتجات السعفية ، ومن المتوقع أن يسهم المشروع التدريبي والإنتاجي المنفذ بمركز النخلة بالرستاق في تعزيز القيمة النفعية للصناعات الخشبية والسعفية المحلية إلى جانب الاستفادة من مخرجات البيئة وفق آليات علمية معتمدة.