رماد – تساؤُل

عبدالله المعمري –

shinas1@hotmail.com –

حينما يولد الحزن من رحم الطّيبة، ويسجن الفرح في قفص الأنانية، وتكون السّعادة على مائدة الذئاب البشريّة، فليْس بمقْدوري حينها غير الصّمْت. حينما تجد الدّمْعة طريقها إلى الانْسكاب من كأس العفويّة، وتسْقط على طاولة المناقشات اللاإنْسانية، وتسْتنْجد بالقلْب الذي يتحكّم بخروجها من محاجر العيْن التي تذْرفها دون أن يجيبها، فحينها لا أسْتطيع أن أجْبر قلمي على الكتابة بروح ملؤها التّفاؤل.وحينما تنْكسر الأفْئدة ، وتتحطّم معها الأماني، وتموت تلْك الضّمائر التي رجوْنا لوجودها تطْبيق مبادئ السّمو، وتغْرق سفينة الأمل في بحْر الظّلْم حتّى تصل إلى قاع الحقْد البشريّ، فليْس لي خيار حينها إلا أن أقف على ناصية الأحْلام السوْداء التي تفْزع من يقْترب منْها أكْثر ممنْ يحْلم بها.

الجدْران قدْ تنْطق بما تحْتويه بيْن زواياها من مآس، شكّلتْها أطْماع بشريّة لذاتيّة ما يدْركونه لأنْفسهم ، فكمْ من حرّ طليق يعيش بيْن زوايا تلْك الجدْران بلا قضْبان ولا سجّان ، مع أنّه يمْتلك حريّة الوجود والتّمتّع بنعيم الدّنْيا ، إلّا أنّه يظلّ حبيس تلك النّفْس التي أنْهكتْها جرائم وجْدانيّة لمن يعيشون معه أو حوْله ، فكيْف لنفْس مكبّلة أنْ تجد الحريّة؟ ، ففقْدان القدْرة النّفْسية يشابه قيود جدْران السّجون وبواباتها ، ويضاهي غلْظة السّجان ونبْرة صوْته الحّادّة كحدّة السّيْف، إنْ لمْ تكن أكْثر حدّة وأسْرع في قطْع أوْصاله وتمْزيق الرّحْمة التي يرْجوها ذلك القابع بيْن جدْران سجْنه النّفْسي.فإلى متى سيظلّ يعيش بيْننا من يرْضى أنْ يغْمس يديْه في صدور من حوْله ، ويغْرقها في الدّماء ، ويقْتلع قلوب من يريدون أنْ يعيشوا بسماحة السّعادة ، بمبْدأ أحبّ لغيْري ما أحب لنفْسي ، إلى متى يسْتمرّ إطْلاق سهام الطّمع فيما يمْتلكه الغيْر ، وقذْف رصاص الجشع على من يريدون الحبّ والخيْر. ففي زماني من يمارس دوْر السّجان ويسْتمْتع بأنْ

يعيش لنفْســه ، ويكـــبّل حــريّة الوجــود لــكلّ نفـْس تحبّ أنْ تعيش من أجْل الآخرين ، فإلى متى يسْتمر الطغْيان منْ أجْل (الأنا )!.