مقاه نيجيرية تطمح لأن تصبح «ستاربكس القارة الإفريقية»

لاجوس «أ.ف.ب»:- رجال ببذات رسمية يطلبون قهوة كابوتشينو… شبان بملابس عصرية يجلسون على ارائك مريحة وامامهم اجهزة حاسوب خلال جلسة عصف فكري لا تحلو من دون القهوة بالحليب والكريما على وقع موسيقى الجاز.

هذا المشهد الصباحي قد يبدو عاديا جدا في نيويورك ولندن وباريس، لكن ثقافة المقاهي تمثل ظاهرة جديدة في لاجوس كبرى مدن نيجيريا التي كان ايجاد مقهى يقدم قهوة لذيذة فيها حتى زمن ليس ببعيد مهمة شاقة. فقد تم تصميم مقهى «كافيه نيو» على جزيرة فيكتوريا في لاغوس ليلبي مختلف اذواق سكان هذه المدينة.

وأنشأ نجوزي دوزي وشقيقه شيحوكي سلسلة المقاهي هذه مستهدفين بشكل اساسي النيجيريين العائدين من الخارج، وذلك لعلمهما بأن السنوات الطويلة التي يمضيها هؤلاء خارج بلدهم تغير نظرتهم واذواقهم وتوقعاتهم. حاليا يأمل الشقيقان في أن تغزو شبكة المقاهي التي اسساها كبرى مدن افريقيا مع ما تقدمه من قهوة إفريقية مائة في المائة في مواجهة سعي عمالقة في هذا المجال مثل «ستاربكس» الى حجز مكانة اكبر في هذه السوق.

وقال نجوزي لوكالة فرانس برس ان «الطلب (في لاجوس) مرتفع جدا. ثمة اقلية وازنة من الناس يحبون القهوة ويريدون تناولها لكن لم يكن لديهم امكانية للحصول عليها».

وهذه «الاقلية الوازنة» تضم أشخاصا درسوا وعملوا في الخارج ثم عادوا من الولايات المتحدة او اوروبا بعد التدابير التقشفية الصارمة التي شهدتها هذه البلدان جراء الازمة المالية العالمية.

وعندما كان هؤلاء المهاجرون خارج بلادهم، أصبحت نيجيريا- اكبر دولة افريقية من حيث التعداد السكاني مع حوالى 170 مليون نسمة- الاقتصاد الاول في القارة السمراء وبلدا يقدم الكثير من الفرص الاقتصادية.

وترافق النمو الاقتصادي مع توسع الطبقة الوسطى في البلاد اذ ازداد عدد افرادها ست مرات بين 2000 و2014 ليصل الى 4.1 مليون اسرة، بحسب دراسة حديثة لمصرف «ستاندرد بنك».

وتضم نيجيريا حاليا عددا من شبكات المطاعم العالمية التي تلقى رواجا متزايدا في هذا البلد مثل «كاي اف سي» و«دومينوز بيتزا»، وذلك على الرغم من الاكلاف الباهظة المترتبة على الشركات الراغبة في العمل في القطاع التجاري في نيجيريا.

وترغم البنى الأساسية المتردية أو غير الموجودة أصلا أصحاب الشركات على الاعتماد على مولدات خاصة للكهرباء لتشغيل محالهم خلال فترات انقطاع الكهرباء الطويلة التي قد تصل إلى 12 ساعة يوميا في بعض الاحيان. وأراد الشقيقان ان يغزوا بشبكة المقاهي التي أسساها السوق النيجيرية قبل «ستاربكس» التي تملك اكثر من 20 ألف مقهى في 65 بلدا حول العالم لكنها غير موجودة البتة في بلدان افريقيا جنوب الصحراء. نجوزي دوزي لم يبلغ عامه الاربعين بعد وهو من فئة الشبان النيجيريين الذين غادروا بلادهم للعيش في الخارج ثم عادوا اليها في وقت لاحق. وقبل الانطلاق بمغامرته التجارية، كان يعرف اصدقاء قادرين على جلب اكياس من القهوة من الولايات المتحدة.

وقال انه استلهم تجربته من شبكة «كافيه كوفي داي» التي غزت السوق الهندية على رغم الانتشار الكبير لعدد من شبكات المقاهي العالمية من بينها البريطانية «كوستا كوفي» والأمريكية «ستاربكس».

واشار نجوزي دوزي الى ان «الهند تمثل نموذجا مذهلا مع شبكة «كافيه كوفي داي»، لافتا الى ان «هدفنا تحقيق امر مشابه» لهذه التجربة الهندية.