السلطات التونسية تتحدث عن تهديدات إرهابية للانتخابات

تونس-(أ ف ب): قال وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو امس ان هناك «تهديدات ارهابية جدية» للانتخابات التي ستشهدها تونس في اكتوبر ونوفمبر وتنهي المرحلة الانتقالية، مؤكدا الاستعداد للتصدي لها، وقال الوزير في تصريحات بالعاصمة التونسية «هناك تهديدات ارهابية جدية تستهدف اساسا الانتخابات».

واضاف «ان خلية الازمة (التي شكلتها الحكومة للغرض) قامت بتوحيد الجهود بين كل الوزارات خاصة الدفاع والداخلية، كما تم تشكيل قوى مشتركة (بين الجيش والامن الداخلي) حيث بؤر التوتر خاصة على الحدود مع الجزائر حيث يتحصن ارهابيون في بعض الجبال».

واكد ابن جدو ان «جهودهم (الارهابيين) منصبة على القيام بضربات تستهدف سلامة الانتخابات»، مضيفا «وان شاء الله لن نمكنهم من ذلك».

ومع ان وزير الداخلية لن يكشف عن تفاصيل هذه التهديدات، فان احزابا وسياسيين تحدثوا عن احتمال حدوث اغتيالات، وكانت تونس مرت بفترة عدم استقرار شديد في 2013 بسبب اغتيال قياديين معارضين للترويكا الحاكمة حينها بقيادة حزب النهضة الاسلامي.

من جهة اخرى، اشار ابن جدو الى «تهديدات عند حدودنا من ليبيا» التي تشهد فوضى سياسية وامنية عارمة.

من جانبه دعا رئيس حكومة التكنوقراط مهدي جمعة في تصريحات لمناسبة اشرافه على الاجتماع الدوري السنوي للولاة، التونسيين للمشاركة في المواعيد الانتخابية القادمة مهما كانت الظروف، وقال «ندعو كل المواطنين التونسيين للذهاب للانتخابات»، واضاف «نعرف ان الوضع صعب وربما هناك شكوك في جدوى المشاركة في الانتخابات … والانتخابات لن تحل كل المشاكل، لكن يجب ان نواصل في بناء النمط (الديمقراطي) التونسي الفريد».

ويعتبر كثير من المحللين ان تونس تمثل الامل الاخير في نجاح ما اطلق عليه «الربيع العربي»، وستنظم تونس انتخابات تشريعية في 26 أكتوبر تليها انتخابات رئاسية في 23 نوفمبر، وستنتج عن هذه الانتخابات مؤسسات دائمة بعد فترة انتقالية اعقبت الاطاحة بالرئيس الاسبق زين العابدين بن علي في 14 يناير 2011.

من جانب اخر افاد مسؤول في جهاز الحماية المدنية التونسي امس ان الجثث التي تم انتشالها من البحر امس الاول في اقصى الجنوب الشرقي التونسي، تعود على الارجح لمهاجرين غير شرعيين غرقوا في حادث بحري قبالة ليبيا في بداية الاسبوع.

وقال مسؤول عن عمليات الحماية المدنية في ابن قردان (جنوب شرق) محاذية لليبيا لوكالة فرانس برس «لا يمكنني تحديد جنسياتهم لكن لا يمكن ان يكونوا الا حراقة»، وتشير عبارة «حراقة» في تونس الى كل من يحاول العبور الى اوروبا بحرا بشكل غير شرعي، واضاف انه بالنظر الى «تحلل» الجثث، فهي «على الارجح» جثث اشخاص فقدوا بداية الاسبوع اثر غرق مركب قبالة ليبيا غير بعيد من مدينة زوارة (غرب ليبيا وقرب الحدود التونسية) ملاحظا انه لم تسجل اي حادثة من هذا النوع منذ غرق ذلك المركب، وتحدث المسؤول في الحماية المدنية عما بين 15 و17 جثة.

وقال حرس الحدود الليبيين الاثنين الماضي انه عثر على جثث نحو 170 مهاجرا بعد ايام من غرق مركبهم قبالة الساحل الليبي، ويشهد المتوسط بانتظام غرق مراكب محملة بمهاجرين افارقة واسيويين وعرب يحاولون عبور البحر الى اوروبا خصوصا ايطاليا.

وبحسب المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين فقد وصل الى ايطاليا منذ بداية 2014 عبر البحر اكثر من مائة الف مهاجر غير شرعي.