تعزيز القطاع السياحي والتنمية الصناعية -
كتب: أحمد بن علي الذهلي -
تنتهي اليوم المهلة التي حددتها الحكومة كموعد نهائي لاستلام الحاويات وشحنات البضائع وناقلات السيارات والمواد اللازمة للمشاريع في ميناء السلطان قابوس بمسقط، وتاتي هذه الخطوة استكمالا لتنفيذ التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه – بتحويل ميناء السلطان قابوس إلى ميناء سياحي ونقل الأنشطة التجارية إلى ميناء صحار، وبناء على استراتيجية السلطنة لتطوير وتنمية قطاع الموانئ والنقل البحري بالسلطنة، على ان يتم تخصيص الأشهر الأربعة الأخيرة من العام الجاري لتفريغ مخازن وساحات ميناء مسقط من البضائع قبل أن يتحول إلى وجهة سياحية.
وعلمت (عمان) ان نسبة 90% من الخطوط الملاحية العاملة في ميناء السلطان قابوس قد غيرت وجهتها الى ميناء صحار وبالمقابل تعمل الحكومة ممثلة في وزارة النقل والاتصالات في تنفيذ خطتها بتطويرالميناء.
وكان معالي وزير النقل والاتصالات قد اعلن في وقت سابق ان آخر موعد لاستقبال سفن الحاويات وسفن البضائع العامة وسفن الدحرجة المحملة بالمركبات وسفن بضائع المشاريع بميناء السلطان قابوس هو 31 أغسطس الجاري، يليه فترة إخلاء البضائع المخزنة في ساحات ومخازن الميناء مدتها أربعة أشهر تنتهي في 31 ديسمبر المقبل، وعليه سيكون ميناء السلطان قابوس ميناء سياحيا بدءا من الأول من يناير عام 2015م ليصبح أول ميناء بالاستخدامات السياحية بالسلطنة.
كما ان ميناء السلطان قابوس سيقوم بالاستمرار في الأعمال البحرية والتسهيلات اللازمة لاستقبال السفن السياحية والمراكب الخشبية وسفن نقل الركاب بمختلف أحجامها وسفن الزيارات العسكرية، بالإضافة إلى الاستمرار في مناولة سفن الحبوب والغلال التي تتعامل مع شركة المطاحن العمانية عبر الميناء مع استمرار مؤقت لعمليات مناولة سفن القار السائل وسفن المواشي وسفن الصيد وسفن الزيوت الغذائية وسفن الإسمنت عبر الميناء وإلى إشعار آخر.
وأكد معاليه على أهمية قيام جميع التجار والصناع والشركات العاملة في مجالات النقل والشحن البحري للحاويات والبضائع العامة والأعمال المصاحبة للاستيراد والتصدير وجميع شركات تخليص البضائع وشركات النقل والوكالات والمتعهدين الملاحيين وشركات التأمين والتخزين والتوزيع ومناولة البضائع والجهات الحكومية بالالتزام بالموعد المحدد لاستقبال آخر السفن التجارية بالميناء والعمل على إخلاء ساحات ومخازن ميناء السلطان قابوس من جميع البضائع بما في ذلك الحاويات والبضائع العامة والمركبات والآليات من ساحات ومخازن الميناء في موعد أقصاه نهاية العام الجاري.
واستجابة لهذا التصريح اكد جميع المتعاملين مع ميناء السلطان قابوس احترامهم لرؤية الحكومة وقاموا على الفور باتخاذ الترتيبات اللازمة الفورية وتهيئة شركاتهم والتنسيق مع زبائنهم لمناولة بضائعهم (الاستيراد والتصدير) عبر ميناء صحار لضمان عملية نقل سلسة للأنشطة التجارية بالتنسيق مع شركة ميناء صحار والشركات التي تدير وتشغل محطات المناولة بميناء صحار .
كما تعاونت جميع الجهات الحكومية والقطاع الخاص ذات العلاقة بتخليص البضائع وإصدار الموافقات للصادرات والواردات بميناء صحار لتسهيل مهام جميع التجار (المصدرين والمستوردين) والصناع والشركات العاملة في مجالات النقل والشحن البحري للحاويات والبضائع العامة والأعمال المصاحبة للاستيراد والتصدير وجميع شركات تخليص البضائع وشركات النقل والوكالات والمتعهدين الملاحيين وشركات التأمين والتخزين والتوزيع لاستيراد أو تصدير بضائعهم عبر محطات وأرصفة ميناء صحار الصناعي.
ويهدف هذا النقل لمعظم أنشطة شحن البضائع إلى ميناء بُني خصيصاً لهذا الغرض الى فتح مزيد من التوسعات في الميناء والمنطقة الحرة بصحار، وذلك عبر تشجيع المزيد من الاستثمارات وتطوير المرافق اللوجستية في شمال السلطنة ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى زيادة الطلب على المستودعات مع نقل أنشطة المستأجرين حول الميناء الجديد.
وستمهد هذه الخطوة الطريق للتنمية المستقبلية، كما أنها تساعد على ضمان تحقيق الفوائد الاقتصادية لتحسين البنية التحتية الخاصة بقطاعي النقل والسياحة، فضلاً عن تعزيز مكانة السلطنة كوجهة عالمية لقطاع السياحة والسفر.
ويعد هذا القرار من قبل الحكومة خطوة إيجابية لتحقيق أفضل استفادة من الميناءين، وهو ما سيصب بالنهاية في مصلحة مسقط وصحار، ويعد أمراً غاية في الضرورة لمستقبل السياحة والتنمية الصناعية”بالإضافة إلى تطوير القطاع السياحي، حيث تمتلك السلطنة استراتيجية لتطوير قطاع النقل البحري والموانئ، إذ تساعد التوسعات في صحار على جلب المزيد من الاستثمارات إلى المنطقة الشمالية في السلطنة.
من جهة اخرى توقعت بعض المؤسسات العالمية زيادة عدد السائحين إلى السلطنة بنسبة 24% وذلك بحلول عام 2018 ليصل إجمالي عدد زوار السلطنة إلى 1.35 مليون سائح سنوياً، وذلك مع الجهود المستمرة من قبل الحكومة لتنشيط قطاع السفر والسياحة. في الوقت الراهن وصلت مساهمة التقديرية لقطاع السياحة والسفر في إجمالي الناتج المحلي للسلطنة خلال احصائيات 2013 إلى 982.8 مليون ريال بحسب مجلس السياحة والسفر العالمي الذي توقع أن ترتفع هذه المساهمة بنسبة 10.2% إلى 1.08 مليار ريال في العام الجاري.
كما تمثل عملية نقل أنشطة الشحن فرصة لإعادة التنمية بهدف تحويل ميناء السلطان قابوس إلى وجهة لاستقبال السائحين تماشياً مع النمو الذي يشهده القطاع السياحي والأعداد المتزايدة لشركات السياحة البحرية التي أدرجت مسقط على قائمة وجهاتها وبموقعه المتميز في مدخل الخليج العربي وما يجاوره من مزارات سياحية وثقافية.
وفي الوقت ذاته، تساعد هذه الخطوة على تطوير وتجميل إحدى أهم الوجهات التاريخية في مسقط، كما أنها تمكن من تخفيف الازدحام المروري عبر تحويل عملية نقل البضائع من الميناء إلى خارج مسقط. الجدير بالذكر ان ميناء السلطان قابوس يعد وجهة مفضلة للأعداد المتزايدة من ركاب السفن السياحية.