أسبوع متقلب شهدته أسواق المنطقة متأثرة بتقلبات أسعار النفط، العامل الذي لا يزال يُهيمن على التداولات إضافة الى عوامل أخرى مثل نتائج وإفصاحات عدد من الشركات.
محليا لم يختلف أداء المؤشر العام خلال الأسبوع السابق كثيرا عن نظرائه سوى بهدوء تداولاته بشكل عام مما أسهم في الحد من التذبذب في الأداء.
هذه الحالة ما لبثت أن شهدت تحسنا في اليوم الأخير من التداولات على وقع تحسن أسعار النفط بسبب تراجع المخزونات الأمريكية مما أثر بدوره إيجابا على المؤشرات العالمية والإقليمية إضافة الى الأنباء المشجعة عن خطط ومشاريع بعض الشركات المدرجة المحلية.
ورغم التراجع في التداولات بشكل عام إلا أن إفصاحات الشركات فيما يتعلق بتمديد عقود مشاريع أو خطط توسعية أو مشاريع جديدة تُعتبر بحد ذاتها مؤشرا طيبا لمستقبل الشركات والرغبة بالتطور وهو الأمر الأهم من الناحية النفسية والأساسية.
وجاء الأسبوع السابق بعد إعلان السلطنة عن موازنة طموحة فيها الكثير من التحديات كون أن التوسع الإنفاقي لا يزال موجودا رغم التراجعات في أسعار النفط وهو الأمر الذي رأيناه كعامل مشترك في معظم موازنات دول الخليج.
سنقوم قريبا بإصدار تقرير شامل عن موازنة السلطنة لعام 2015.
تداعيات أسعار النفط
هذا ولا يزال المستثمرون يتابعون باهتمام أية أخبار ترد للسوق المالي من شأنها أن تساعدهم على قراراتهم الاستثمارية سواء كانت قصيرة أو متوسطة الأجل في ظل حالة تأثر المنطقة وخاصة السلطنة بتداعيات أسعار النفط وبالتالي محاولة فهم التأثيرات التي قد تحدث على قطاعات معينة وأيضا باحثين في الوقت ذاته عن الشركات التي تتميز أنشطتها وإيراداتها بأنها منتظمة وبأنها غير معتمدة على أمور تتعلق مباشرة بموازنة الدولة أو عقود مرتبطة بها.
وبكل تأكيد، سيتأثر أداء بعض القطاعات بتداعيات تراجعات أسعار النفط سواء على المدى المتوسط أو الطويل، إلا أن استمرار السلطنة في إنفاقها التوسعي رغم توجيه معظمه نحو القطاعات الخدمية، يعتبر إشارة جيدة في حد ذاته للسوق المالي إضافة الى أن حدوث بعض التقلبات في أداء السوق المالي سيوفر فرصا استثمارية حقيقية
وبناء على ما سبق، فإننا نرى أن وجود مثل هذه الفرص سيدعم من موقف المستثمرين خلال الربع الأول من العام الحالي.
كذلك فإن أداء الشركات للعام السابق والزخم الاستثماري الذي شهده العام المنصرم والذي يعد بين الأفضل خلال عشر سنوات إن لم يكن الأفضل على الإطلاق، ستكون له تداعيات إيجابية على قوة الشركات وتوزيعاتها سواء النقدية أو السهمية مما سيدعم بدوره السوق المالي وأسعار الأسهم.
وفيما عدا زيادة أسعار الغاز خلال العام الحالي وأثرها على الشركات ذات الصلة التي سبق وأعلنت بدورها على أثر هذه الزيادة مما انعكس بالفعل على أسعار أسهمها إن لم يكن حتى بشكل أكبر من الكلف ذاتها، فإنه من المبكر الحديث عن توقعات أخرى للعام الحالي خاصة ناحية الكلف التشغيلية، إن التحدي الحقيقي الذي ستواجهه الشركات هو كيفية المحافظة على هوامش ومعدلات نمو جيدة كسابقاتها لعام 2014 معتمدين بذلك على خبرات الإدارات التنفيذية في ظل مواجهة مثل هذه الظروف.
وهنا نذكّر بأن عددا من القطاعات سيستفيد حتما في حال ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي للأفراد وارتفاع مستوى الدخل لفئات عدة من هذه القطاعات شركات التمويل والبنوك والشركات الخدمية.
وبالعودة الى أداء المؤشرات، سجل المؤشر العام لسوق مسقط للأوراق المالية تراجعا خلال الأسبوع السابق بنسبة 1.57% على أساس أسبوعي الى مستوى 6253.55 نقطة بضغط من معظم أسهم البنوك وشركة اسمنت عُمان وشركة النهضة للخدمات.
وخلال الأسبوع نفسه سجل “مؤشر العربي عُمان 20” انخفاضاً بنسبة 1.58% ليغلق عند مستوى 1.127.15 نقطة بقيمة تداولات بلغت 13.62 مليون ر.ع.
وسجل خلال الأسبوع نفسه “مؤشر العربي خليجي 50” انخفاضاً بنسبة 1.23% ليغلق عند مستوى 1.200.42 نقطة.
كما سجل “مؤشر العربي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا 200” انخفاضاً أيضاً بنسبة 1.23% ليغلق عند مستوى 1.119.17 نقطة.
وسجل مؤشر سوق مسقط المتوافق مع الشريعة تراجعا بنسبة 0.6% على أساس أسبوعي ليغلق عند مستوى 960.24 نقطة.
قطاعيا
تراجع المؤشر المالي بنسبة 1.94% على أساس أسبوعي الى 7,577.46 نقطة بضغط من معظم أسهم البنوك.
وتراجع مؤشر الخدمات بنسبة 0.79% الى 3.451.52 نقطة بضغط من أسهم سيمبكورب صلالة ومؤسسة خدمات الموانئ والنهضة للخدمات.
وفي القطاع، أعلنت الشركة الوطنية العُمانية للهندسة والاستثمار ش.م.ع.ع أن شركة كهرباء مزون ش.م.ع.م قد مددت عقد أعمال قراءة عدادات الكهرباء والفترة والتحصيل المسند إلى الشركة لمدة أربعة أشهر تنتهي في 30/4/2015 بشروط العمولة السابقة نفسها.
وأضافت الشركة أنها تتوقع أن تجني من هذا المشروع أرباحاً جيدة.
كذلك أعلنت شركة عُمان للاستثمارات والتمويل عن تمديد فترة عقد تحصيل مستحقات الشركة العُمانية للإتصالات (عُمانتل) لمدة عامين تبدأ من 1 يناير 2015 وتنتهي في 31 ديسمبر2016 بنسبة العمولة نفسها وذلك بناء على تأكيد من قبل (عُمانتل) وسجل مؤشر الصناعة انخفاضا بنسبة 0.45% على أساس أسبوعي الى 8.380.6 نقطة بضغط من أسهم شركة الأنوار لبلاط السيراميك وشركة اسمنت عُمان.
وفي القطاع، اتخذ مجلس إدارة شركة المطاحن العُمانية قرارا بالمضي قدما في مشروع إنشاء مطاحن صُحار بطاقة إنتاجية تبلغ 500 طن متري في اليوم والذي ستمتلك شركة المطاحن العُمانية نسبة 60% من أسهمه.
وأشار الإفصاح المتعلق بالموضوع إلى أن المتوقع أن تبلغ قيمة المشروع حوالي 15.5 مليون ر.ع.
وأن يبدأ العمل في المطحنة الجديدة في عام 2017.
أما بالنسبة للجنسيات المتداولة، فسجل كل من الاستثمار المؤسسي الأجنبي والمحلي صافي بيع مجتمع بمبلغ 3.66 مليون ر.ع، قابله دخول للأفراد المحليين والاستثمار المؤسسي الخليجي.
التحليل الفني الأسبوعي
سيقفز المؤشر إلى مستوى 6.600 نقطة عند تجاوز مستوى الدعم الأول عند 6.435 نقطة (مستوى 38.2% في مستوى فيبوناتشي)، للمؤشر مستوى دعم أول عند 6.100 نقطة ومستوى دعم ثانٍ عند 6.000 نقطة.
نبقى في سياق التحليل الفني، حيث قمنا في الأسبوع الأسبق باستعراض بعض من أسهم الشركات التي ارتفعت أسعارها عن مستوى 30 نقطة في مؤشر القوى النسبية حيث جاء أداؤها مقارنة بأعلى نقطة وصلت اليها كما يلي: تكافل عُمان للتامين +3.13%، والشرقية لتحلية المياه -1.4%، وشركة دواجن الصفاء +9.73%، وشركة الجزيرة للمنتجات الحديدية +10%، وأسمنت عُمان -1.1% وشركة صناعة الكابلات العُمانية +7.18%.
الأخبار المحلية
وبالنسبة لهذا الأسبوع شهدت عدة شركات ارتفاعاً في أسعارها عن مستوى 30 نقطة والتي تشير الى توجه أنظار المستثمرين لها خاصة أنها في منطقة ذروة البيع الأمر الذي من المحتمل ان تعكس اتجاهها للأعلى وهي كما يلي: شركة الجزيرة للخدمات، وبنك مسقط، والغاز الوطنية، وعُمان والامارات للاستثمار القابضة، والعمانية المتحدة للتأمين محليا، وفي حدث له دلالات على سرعة تطبيق بعض المشاريع المذكورة في موازنة عام 2015، قامت الشركة العُمانية للتنمية السياحية “عُمران” بإرساء عقد إنشاء فندق كراون بلازا الجديد ضمن المخطط العام لمشروع مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض الذي يشكل أهمية للاقتصاد المحلي لمساهمته بدعم إجمالي الناتج المحلي وتوفير العديد من فرص العمل طبقا للأهداف المخططة له وفي سياق متصل، تم خلال الأسبوع المنصرم إسناد أولى مناقصات العام الحالي بمبلغ بحوالي 1.5 مليون ر.ع،والتي من أهمها توريد ورق لطباعة الصحف لعامي 2015م/2016م لمؤسسة عُمان للصحافة والنشر والإعلان.
الأخبار الخليجية
باستثناء سوق قطر التي حققت مكاسب طفيفة بنسبة 0.16% أغلقت باقي الأسواق الخليجية تداولات الأسبوع السابق على انخفاض تصدرتها سوق دبي المالية بنسبة 2.64% تليتها سوق مسقط للأوراق المالية بنسبة 1.57% ومن ثم سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 1.11%. نبقى خليجيا حيث سيتم اليوم طرح 40% من رأس مال شركة “مسار” التي تعمل في مجال النقل (العام) للاكتتاب العام في سوق أبوظبي المالي كأول اكتتاب عام خلال العام الحالي.
الأخبار العالمية
أشارت نتائج أحدث اجتماعات المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الى أن المجلس يمضي بخططه في زيادة أسعار الفائدة إلا أنه لا يستعجل تنفيذ ذلك رغم التحسن الذي يبديه الاقتصاد الأمريكي وذلك بسبب رئيسي يعود الى استمرار التضخم بتسجيل مستويات منخفضة إضافة الى الغموض الذي يكتنف التوقعات الاقتصادية المتعلقة بأداء منطقة اليورو واليابان طبقا لوكالات الأنباء.
التوصيات
نوصي المستثمرين كما ذكرنا في تقاريرنا للأسبوعين السابقين بالبدء ببناء المراكز الاستثمارية (إن لم يبدأوا بالفعل) مع الأخذ بعين الاعتبار التوقعات المتعلقة بالتوزيعات والسجل التاريخي للشركات في هذا المضمار وضرورة التنبه إلى أن بعض القطاعات سيستفيد أيضا من الإنفاق العام خاصة قطاعات النقل والمواصلات والسياحة وأية قطاعات مرتبطة بها.