الأمم المتحدة اعتبرته انتهاكاً لاتفاقية فك الاشتباك عام 1974 –
عواصم (د ب أ)-(أ ب): أعلنت إسرائيل حالة التأهب القصوى تحسباً لأي هجوم محتمل من حركة حزب الله اللبنانية المسلحة في أعقاب ضربة جوية على مقاتلي الحركة في سوريا، وفق مسؤولي دفاع إسرائيليين أمس.وعززت إسرائيل نشر القبة الحديدية، وهي منظمة دفاعية جوية مضادة للصواريخ، على طول حدودها الشمالية المتاخمة لسوريا ولبنان، كما صعدت من أنشطة الاستطلاع بالمنطقة، وفق المسؤولين.
ومن المقرر أن يجتمع مجلس وزراء إسرائيل الأمني المصغر لمناقشة تصعيد محتمل في أعمال العنف، بحسب ما ذكروا، مشترطين تكتم هوياتهم لأنهم غير مخولين الحديث عن النقاش الأمني علنا.
ويزعم حزب الله أن إسرائيل شنت هجوم الأحد على الجانب السوري من هضبة الجولان، الذي أسفر عن مصرع مقاتل بارز من مقاتلي الحزب وجنرال إيراني بارز، وخمسة من عناصر الحزب. ولم تؤكد إسرائيل أو تنف دورها في الضربة.
المقاتل القتيل البارز هو نجل عماد مغنية، القيادي في حزب الله الذي يقال إنه مؤسس البنية الأساسية للعمليات العسكرية للحركة والرجل الثاني فيها.
واغتيل في 2008 في دمشق بتفجير قالت الحركة: إنه من تدبير جهاز استخبارات الموساد الإسرائيلي.
وسار آلاف المشيعين في جنازة جهاد مغنية في بيروت الاثنين، هاتفين «الموت لإسرائيل».
من جهته كشف رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قتلى حزب الله وإيران في الجولان السوري كانوا «يتحضرون لعمل أمني في الجولان ضد أهداف إسرائيلية»، وأوضح في تصريح لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية نشرته امس أن مقاتلي حزب الله والخبير الإيراني «كانوا يتحضرون لعمل أمني في الجولان ضد أهداف إسرائيلية»، مستندا إلى أن «القيادات التي قتلت في العملية، تعد من الخبراء والقادة العسكريين»، ولفت إلى أنه «على الأغلب تمت العملية نتيجة رصد إسرائيلي دقيق لتحركاتهم، بعد الحصول على معلومات عن تحرك هذه المجموعة». وأشار إلى أن القوات النظامية السورية «خفضت أعداد الضباط السوريين منها، وتسلم حزب الله زمام الميدان فيها بعد تأكيد النظام بأنه مخترق في هذه المنطقة، بدليل تسليم موقع تلة الحارة للمعارضة في معركة سابقة»، وكان حزب الله اتهم بتنفيذ عدة عمليات في وقت سابق من العام الماضي في المنطقة ضد أهداف إسرائيلية، إحداها في داخل هضبة الجولان نتيجة تفجير عبوة ناسفة بدورية إسرائيلية، وأخرى بقصف صاروخي استهدف مواقع إسرائيلية.
من جهته أعرب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية امس عن «التضامن الكامل» مع حزب الله اللبناني الذي قتل عدد من كوادره في سوريا قبل يومين في هجوم قيل إنه استهداف إسرائيلي.
وقال هنية خلال احتفال بإصدار كتاب لأسير فلسطيني محرر: «من روح ورحاب الشهادة والشهداء وعظمة الأسرى نؤكد تضامننا الكامل مع لبنان والمقاومة اللبنانية»، وأضاف: إن «الشعب الفلسطيني الذي كان وما زال في مقدمة شعوب الأمة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن إلا أن يكون متضامنا مع المقاومات العربية والإسلامية»، وندد هنية بـ«سياسات الاغتيال وجرائم الاحتلال الإسرائيلي»، معتبراً أن الحادثة «تظهر طبيعة المحتل، وهي رسالة لشعوبنا بضرورة إعادة التوحد في خندق واحد ضد العدو المركزي للأمة».وقد اعلن متحدث باسم الأمم المتحدة الاثنين ان قوات حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية في الجولان شاهدت طائرات بدون طيار خلال الضربة الجوية الإسرائيلية الأحد على سوريا.
وخلال هذه الغارة على القنيطرة (هضبة الجولان السورية) قتل ستة مقاتلين من حزب الله بالإضافة إلى ستة عسكريين إيرانيين بينهم ضابط من الحرس الثوري الإيراني.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق ان القوة الدولية المتمركزة على الجولان «شاهدت طائرتين بدون طيار قادمتين من الجهة الفلسطينية (اسرائيل) واجتازتا خط وقف اطلاق النار». وأضاف: إن القوة «شاهدت بعد ساعة الدخان يرتفع باتجاه الموقع 30»، وقد شاهدت القوات الدولية طائرات بدون طيار تحلق حول «الموقع 30» وتجتاز مجددا خط وقف إطلاق النار، واعتبر ان «هذا الحادث يشكل خرقاً لاتفاق 1974» بين إسرائيل وسوريا.