الحوثيون يحكمون السيطرة على القصر الرئاسي ويحتجزون قائد ألوية الحماية

هادي يوجّه بعقد اجتماع للقوى الموقّعة على اتفاق السلم والشراكة –

صنعاء- عمان – وكالات – أكدت مصادر متطابقة أن جماعة أنصار الله «الحوثيين» فرضت سيطرتها بشكل كامل على القصر الرئاسي «دار الرئاسة» الواقع في الجهة الجنوبية للعاصمة صنعاء، أمس، وأنها احتجزت قائد ألوية الحماية الرئاسية اللواء صالح الجعيملاني.وأضافت المصادر أن اللواء الجعيملاني حاول الخروج بأسلحة تتبع الحماية، إلا أنه تم احتجازه من قبل اللجان الشعبية «التابعة للحوثيين»، وأنه لا يزال داخل دار الرئاسة.

واستولت اللجان الشعبية، على معسكر النهدين، المطل على دار الرئاسة أمس الأول، وتسلّمت جهازي الأمن السياسي «المخابرات» والأمن القومي، دون مقاومة تذكر.

وقالت المصادر إن اللجنة الرئاسية المكلّفة بالإشراف على وقف إطلاق النار قامت بإدخال مسلّحي الحوثي إلى معسكر النهدين والذين انتشروا فيه وسيطروا على مخازن السلاح التابعة لألوية الحماية الرئاسية والتي تعد قوات النخبة في الجيش اليمني.

ويرأس اللجنة مستشار الرئيس اليمني رئيس المجلس السياسي لأنصار الله صالح الصمّاد، وتضم في عضويتها وزيري الدفاع اللواء الركن محمود أحمد سالم والداخلية اللواء جلال الرويشان وقائد قوات الأمن الخاصة العميد الركن عبد الرزّاق المروني ومدير مكتب زعيم الحوثيين مهدي المشّاط والقيادي في الجماعة دغسان أحمد دغسان.

وأغلقت سفارة فرنسا أبوابها حتى إشعار آخر بسبب المواجهات في صنعاء كما قال مصدر غربي.

وكانت سفارة هولندا مغلقة طوال نهار أمس الأول وكذلك سفارة بريطانيا التي أغلقت لعدة ساعات أيضا أمس الأول في ذروة المعارك، كما أعلنت مصادر في هاتين البعثتين الدبلوماسيتين.

وموجة العنف الأخيرة ناجمة عن رفض الحوثيين المصادقة على مشروع دستور يحرمهم خصوصا من منفذ على البحر.

ويبدو أن الحوثيين الذين يواصلون تعزيز قوتهم منذ دخولهم العاصمة في 21 سبتمبر، يستفيدون من دعم صالح الذي لا يزال يحظى بنفوذ كبير بفضل العلاقات التي نسجها في أوساط الجيش والقبائل على مدى رئاسته التي استمرت 33 عاما.

واندلعت المواجهات بعد يومين على خطف عناصر الحوثي أحمد عوض بن مبارك مدير مكتب الرئيس اليمني، وأحد مهندسي مشروع الدستور الجديد.

وكان بن مبارك الذي أشرف على صياغة هذا المشروع للقانون الجديد، قاد عملية الحوار الوطني التي بدأت بعد استقالة الرئيس السابق علي عبدالله صالح في فبراير 2012 بعد عام على الانتفاضة.

ويعارض عناصر الحوثي الذين تتنامى قوتهم باستمرار منذ دخولهم العاصمة، هذا المشروع الذي ينص على قيام دولة اتحادية من ستة أقاليم.

ويحرمهم تقسيم اليمن في الواقع من منفذ على البحر، وهذا أبرز ما يسعون اليه منذ غادروا معقلهم الجبلي في صعدة في الشمال للسيطرة على أجزاء واسعة من الأراضي اليمنية.

ورأت ابريل لونجلي الخبيرة في الشؤون اليمنة في مجموعة الأزمات الدولية ان «خطف بن مبارك رسالة موجهة إلى الرئيس هادي تشير إلى أن الحوثيين لن يعودوا عن رفضهم هيكلية اتحادية من ستة أقاليم».

وأضافت «لكن ذلك يأتي ضمن أساليب يستخدمها الحوثيون الذين يحددون مطالب وحين لا تتم تلبيتها يستخدمون العنف للوصول الى غايتهم».

وخلال معارك أمس الأول قرب القصر الرئاسي استفاد عناصر الحوثي من دعم مباشر من القوات الموالية لصالح كما قال ضابط في الحرس الرئاسي أمس لوكالة فرانس برس.

وقال الضابط رافضا الكشف عن اسمه «لقد شهدنا عدة تشكيلات من جنود ومقاتلين يخرجون من منزل أحمد علي عبد الله صالح (نجل الرئيس السابق) لمساعدة المقاتلين الحوثيين».

من جهته اتهم أحد سكان الحي بعض عناصر القوات الخاصة التي انتقلت أخيرا الى قيادة ضباط حوثيين بـ«الخيانة».

وقال أن بعض عناصر هذه القوة لم يقاتلوا الحوثيين حين استولى هؤلاء على موقع استراتيجي في تلة مطلة على القصر الرئاسي.

وأضاف «لقد رأينا المقاتلين الحوثيين ينتشرون على التلة بدون مقاومة من رجال القوات الخاصة».

وقال مقاتلي حوثي عرف عن نفسه باسم أبو هاشم أن مجموعته استولت على هذا الموقع لمنع القوات الموالية للرئيس من «قصف المدنيين».وأضاف «لقد تضرر العديد من المنازل وكذلك أصيب مطعم بقذيفتي دبابة» مكررا القول أن الحوثيين دخلوا صنعاء لحماية المدنيين ومحاربة الفساد.

في الأثناء ترأس الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس اجتماعاً ضم هيئة المستشارين من القوى السياسية والحزبية واللجنة الأمنية العليا.

وجرى خلال الاجتماع «مناقشة عدد من المواضيع المتصلة بالوضع الأمني وأهمية استقراره وتجنيب اليمن ويلات الانقسام والفتنة والاهتزازات». وأعرب الرئيس اليمني خلال الاجتماع عن أمله في أن تعي كل القوى السياسية حجم المشكلة وأثرها على مستقبل اليمن والعملية السياسية وفقاً لمخرجات الحوار الوطني الشامل واتفاق السلم والشراكة الوطنية.

وقال: «نحن اليوم أمام مفترق طرق إما أن نكون أو لا نكون، وإن ما يمكن أن نعالجه ونناقشه اليوم قد لا يكون ممكناً يوم غد أو بعد غد».وأضاف: «إننا اليوم في اليمن لا بد من أن نكون أمام العالم قادرون على تحسين الصورة وتخطّي الخلاف والارتفاع فوق المكايدات والمماحكات والوصول إلى ما يغلّب مصلحة الوطن العليا على ما عدا ذلك من المصالح».ووجّه هادي بعقد اجتماع عاجل للموقّعين على اتفاق السلم والشراكة الوطنية واللجان الأمنية والميدانية لحل كافة الخلافات المطروحة وفقاً لما هو منصوص عليه في الاتفاقات الموقّعة.

وأكد أن الأمور ستحل بصورة نهائية ولا بد أيضاً من العمل الجاد والمخلص والصادق من أجل سلامة وأمن واستقرار ووحدة اليمن، وعلى الجميع تقع مسؤولية وطنية لا يستطيع أحد التنصّل منها.

ودعا هادي إلى تطبيع الأمور فوراً في جميع الوزارات والهيئات والمؤسسات ومختلف مصالح الدولة في التربية والتعليم والصحة العامة وغيرها من الوزارات والمؤسسات والهيئات بصورة عاجلة.

وفي الاجتماع تحدّث مستشار رئيس الجمهورية رئيس المجلس السياسي لـ«الحوثيين» رئيس لجنة وقف إطلاق النار صالح الصمّاد، مستعرضاً جملة من القضايا محل البحث والمطلوب حلها وتضمنت عدداً من النقاط جرى النقاش والتداول حولها.

في غضون ذلك، نجا مسؤول عسكري يمني بارز من محاولة اغتيال امس، فيما قتل خمسة جنود من مرافقيه إثر هجوم شنه مسلحون يشتبه في انتمائهم لتنظيم أنصار الشريعة التابع للقاعدة بوادي حضرموت شرقي اليمن.

وقال مصدر عسكري، طالبا عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن «العميد الركن يحيى أبو عوجاء قائد اللواء 135 التابع للجيش نجا من محاولة اغتيال، فيما قتل خمسة جنود من مرافقيه بهجوم بالأسلحة الرشاشة شنه مسلحون يشتبه في انتمائهم للقاعدة مستهدفين موكبه في مديرية القطن بوادي حضرموت».ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن هذا الهجوم، كما لم يصدر بعد أي تعقيب من قبل وزارة الدفاع اليمنية.

وسبق أن شن مسلحون يتبعون تنظيم القاعدة سلسلة هجمات استهدفت مواقع عسكرية وأمنية وقادة عسكريين وأمنيين في عدة مناطق بوادي حضرموت خلفت معظمها قتلى وجرحى.