الجيش الليبي يعلن وقف إطلاق النار و«المؤتمر الوطني» يحضر المحادثات بشروط

600 قتيل و400 ألف نازح محصلة القتال في بنغازي –

طرابلس-(الولايات المتحدة)-(رويترز)-(أ ف ب): أعلنت القيادة العامة للجيش الليبي أمس بدورها وقف إطلاق النار استجابة لتوصيات حوار جنيف الذي جمع نهاية الاسبوع الماضي برعاية الأمم المتحدة الأطراف الليبية المتنازعة بغية الوصول لحل سياسي للأزمة، وذلك بعد يومين من اعلان مليشيات «فجر ليبيا» وقف اطلاق النار.وقالت القيادة العامة للجيش في بيان:إننا نعلن وقف إطلاق النار بدءا من منتصف الليلة قبل الماضية في البر والبحر والجو على كل الجبهات».

لكنها استثنت من ذلك «عمليات ملاحقة الإرهابيين الذين لا يعترفون بحق الليبيين في بناء دولتهم الوطنية ولا يقرون الأسس الديمقراطية التي تقوم عليها هذه الدولة» في اشارة الى التنظيمات الإسلامية المتشددة على ما يبدو.

وأضافت القيادة في بيانها أنها «مستمرة في عمليات الاستطلاع لمنع تغيير الأوضاع على الجبهات وكذلك منع نقل السلاح والذخائر والأفراد برا أو بحرا أو جوا إليها، واعتبار ذلك خرقا لوقف إطلاق النار يتم استهدافه على الفور. وأكدت أنها أعطت قطاعاتها حق الدفاع عن النفس حال تعرضها لإطلاق النار، مشيرة إلى أنها تعتبر هذا الوقف لإطلاق النار فرصة ثمينة لانسحاب القوات المعتدية إلى داخل مناطقها.

كما أكدت أن الجيش يقف على نفس المسافة من كافة الاطراف السياسية الليبية القابلة بالعملية السياسية، وأنه ليس طرفا في هذه العملية بل حام لها، وأنه لا يقاتل إلا من يبادر باستعمال السلاح أو يهدد باستعماله لتعطيل أو ابتزاز العملية السياسية.

وقالت القيادة العامة للجيش الليبي : إن الجيش يود التفرغ لواجبه في حماية الوطن وأهله وأمنه واستقراره، ولجهده المستمر للقضاء على الإرهاب وإنهاء فوضى السلاح وأعمال التخريب. وتعهد الجيش أنه سواء نجح حوار جنيف أم فشل فإنه سيواصل حماية الشعب الليبي والسعي لتحقيق تطلعاته في الأمن والاستقرار بعيدا عن أية تجاذبات سياسية.

وفي هذا السياق قال المتحدث باسم رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي العقيد أحمد المسماري: «إن قرار القيادة العامة للجيش الوطني جاء لمواكبة ما يجري في جنيف، احتراما للمفاوضات القائمة خاصة مع الأطراف التي لا تتبع الإرهاب، التي أمرت بدورها بوقف إطلاق النار، وقررت الانصياع للحوار.

وأوضح المسماري أن القيادة العامة أبرقت البيان لتلك الجبهات التي وافقت على احترام المفاوضات القائمة، كاشفا أن «القتال لن يتوقف في الجبهات التي يقاتل فيها الجيش الإرهابيين، خصوصا جبهتي بنغازي ودرنة.

من جانبه قال نائب : إن البرلمان الليبي غير الرسمي وافق أمس على حضور محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة شريطة أن تعقد داخل ليبيا.

وفي الأسبوع الماضي جمعت الأمم المتحدة الفصائل التي تتنافس على السلطة في ليبيا في محادثات في جنيف وغاب عنها ممثلون كبار من الحكومة المعلنة من جانب واحد والبرلمان المرتبط بها. وتتخذ هذه الحكومة من طرابلس مقرا. وقال النائب عبد القادر حويلي :إن المؤتمر الوطني العام اقترح عقد المحادثات في مدينة غات بجنوب ليبيا بدلا من سويسرا.

ورحب مجلس الأمن الدولي الليلة قبل الماضية باعلان ائتلاف ميليشيات ليبية يغلب عليها الطابع الإسلامي وقف اطلاق النار على مختلف جبهات القتال الذي تخوضه ضد القوات الحكومية، مهددا بفرض عقوبات على معرقلي جهود السلام.

كما اعرب مجلس الأمن عن دعمه للجولة الثانية من مفاوضات السلام المقررة في جنيف الأسبوع المقبل، مطالبا بالحاح كل اطراف النزاع بالمشاركة في هذه المباحثات.

وقال المجلس في بيان صدر بالاجماع : «انه لا يمكن ان يكون هناك حل عسكري للأزمة في ليبيا، مضيفا انه مستعد لفرض عقوبات على أولئك الذي يهددون السلام في ليبيا او استقرارها أو أمنها او يعرقلون او يقوضون نجاح عملية الانتقال السياسي فيها.

كما رحب المجلس الوطني الليبي للحريات العامة وحقوق الإنسان ، أمس بنتائج حوار جنيف الذي جمع الأطراف الليبية المتنازعة يومي الأربعاء والخميس الماضيين برعاية الأمم المتحدة.

وأكد المجلس الوطني وهو مجلس حقوقي حكومي في بيان ضرورة أن تحترم الأطراف المعنية مخرجات الحوار المتعلقة بالحالة الحقوقية في ليبيا داعيا اياهم بالإفراج الفوري عن كل المختطفين والمعتقلين خارج إطار القانون والكشف عن مصير الأشخاص المختفين والسماح للنازحين بالعودة إلى مدنهم وقراهم.

كما طالب كل الأطراف بتمكين المنظمات الحقوقية المحلية والدولية من اداء مهامها وتسهيل ذلك لها داخل الاراضي الليبية. من جانب آخرقال طاقم طبي أمس: إن نحو 600 شخص قتلوا في ثلاثة شهور من القتال الشرس بين القوات الموالية للحكومة وجماعات إسلامية في مدينة بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية.

وشنت قوات خاصة مدعومة بقوات يقودها لواء سابق هجوما بمنتصف أكتوبرالماضي ضد إسلاميين في بنغازي وطردتهم من منطقة المطار ومن عدد من المعسكرات كان الجيش خسرها خلال فصل الصيف.

وانطلقت الأربعاء الماضي في مقر الأمم المتحدة في جنيف الجولة الأولى للحوار بين الأطراف الليبية التي قبلت التفاوض.

وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون: إن «هدف حوار جنيف هو تشكيل حكومة وفاق وطني تمثل جميع الليبيين، وذلك للوصول إلى تسوية سياسية مقبولة، ووقف الاقتتال الدائر بين الأطراف المتنازعة. وأعلنت ميليشيات فجر ليبيا التي تسيطر منذ أغسطس الماضي على العاصمة طرابلس الجمعة الماضي وقف إطلاق النار على مختلف جبهات القتال الذي تخوضه ضد القوات الحكومية، وذلك غداة اختتام الجولة الاولى من الحوار الذي رعته الأمم المتحدة بين الفصائل المتنازعة في جنيف.

وقالت ميليشيات فجر ليبيا في بيان على نسخة منه :إنها تعلن موافقتها على وقف إطلاق النار لعمليتي فجر ليبيا والشروق، على أن يلتزم الطرف الآخر بذلك.

وأعربت هذه المليشيات التي ينحدر معظم مقاتليها من مدينة مصراتة على بعد 200 كم شرق طرابلس عن سعيها لفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الانسانية ونقل الجرحى والمرضى وإخراج المحاصرين في بنغازي وككلة وغيرها من بؤر التوتر.

وقال أحد المسعفين طالبا عدم نشر اسمه «اجمالي عدد القتلى نحو 600.مضيفا أن المشرحة في أحد المستشفيات بها 71 جثة لم يتسلمها أقاربها. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن عشرات الآلآف من الليبيين اضطروا للنزوح جراء تجدد القتال في شرق ليبيا.

فعلى مدى الشهور الثلاثة الأخيرة دار قتال شرس بين القوات الموالية للحكومة الليبية ومجموعات إسلامية في بنغازي ثاني أكبر مدن ليبيا.

أضافت المفوضية أن عشرات ألوف اللاجئين اضطروا للفرار من بيوتهم في بنغازي بسبب المعارك.

وقال المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وليام سبندلر في ليبيا تسبب تصاعد القتال منذ بداية العام في بلدات ومدن عديدة في الشرق بينها بنغازي في مزيد من عمليات نزوح السكان.

اضطر كثيرون للنزوح لرابع أو خامس مرة الأمر الذي يُصعب عملية تقدير أعداد النازحين.

ومع ذلك فان المجلس المحلي في بنغازي يذكر أن نحو 90 ألف شخص هناك لا يستطيعون العودة الى ديارهم.

وأوضح سبندلر أن ليبيا نفسها تستضيف ألوف اللاجئين من دول أخرى أضحوا يواجهون مصيرا مجهولا بشكل متنام الآن.

وأضاف في مؤتمر صحفي بمدينة جنيف: «نقدر أن نحو 400 ألف شخص نزحوا في أنحاء ليبيا.

إضافة لذلك تستضيف ليبيا نحو 37 ألفا من اللاجئين وطالبي اللجوء من جنسيات مختلفة ظروفهم الإنسانية متقلبة».

والقتال في شرق ليبيا جزء من معارك أوسع نطاقا في ليبيا التي تتنازع فيها السلطة حكومتان وبرلمانان مدعومان من مجموعات مسلحة مختلفة تتصارع من أجل السيطرة على ليبيا منذ نحو أربع سنوات بعد الاطاحة بمعمر القذافي.

والجيش في شرق ليبيا مؤيد لرئيس الوزراء عبد الله الثني الذي اضطر لمغادرة طرابلس في أغسطس الماضي الى الشرق حين سيطرت جماعة فجر ليبيا على العاصمة.

وشكل حكام طرابلس الجدد حكومة وبرلمانا لم تعترف بهما الأمم المتحدة.ويتواجه الجانبان في عدة جبهات. وتقول مفوضية الأمم المتحدة إن القتال تسبب في تعطيل الخدمات والإمدادات الأساسية في العديد من المناطق.

وقال سبندلر:في جنوب غرب ليبيا يواجه النازحون المحليون من بلدة أوباري صعوبات في حياتهم اليومية مع تعطل الخدمات بشكل حاد جراء القتال المستمر بين المجموعات القبلية المتصارعة.فالقتال الحالي يجعل من المستحيل الوصول إلى المدارس والمستشفيات والأسواق.

وذكرت لجان أزمة محلية ومنظمات أهلية أن هناك نقصا في الوقود والكهرباء والماء والمواد الغذائية.»

ومنذ الاطاحة بالقذافي لم تستطع ليبيا تشكيل جيش وطني ومؤسسات فعالة للدولة حيث تدير ليبيا كتائب معارضة سابقة تستخدم السلاح الذي تملكه في القتال من أجل فرض سيطرتها.