الجارديان لا نتيجة للغارات الجوية إلا المزيد من الدمار إيان بلاك، محرر شؤون الشرق الأوسط التقدم السريع لداعش يؤكد أن لديهم القوة الكافية للبقاء.
تنظيم «داعش» خطر كبير على استقرار الشرق الأوسط وإضافة إلى ذلك فإن الهزيمة العسكرية حتى لو تحققت فلن تكون النهاية.
يمكن أن نصف عام 2014 بأنه عام «داعش» حيث وعد باراك أوباما بإنهاء وجودها وتدميرها كاملا من غير أن يتحقق ذلك فهي مستمرة في احتلالها عناوين أخبار الشرق الأوسط لعام 2015 بدون أن يتغير شيء من الواقع على الأرض.
جون كيري، سكرتير الدولة للولايات المتحدة، أوضح أن الحرب ضد داعش ستستمر لفترة طويلة وتحتاج اكثر من قصف الطائرات الحربية.ولكن لا أحد يعرف كم من الوقت سيحتاج للقضاء عليها.كيري يزعم أن الهجمات التي قادتها الأمم المتحدة أوقفت تقدم داعش. هذا تصريح لرفع المعنويات ومن أجل العلاقات العامة.
وبرغم ذلك فبعد ستة أشهر منذ صدمت العالم برفع علمها الأسود فوق المدينة العراقية الموصل، فإن داعش فشلت في الوصول إلى بغداد، وسط معلومات أنها لم تكن تهدف إلى ذلك أصلا. كما لم تستطع أن تحتل كوباني على الحدود السورية التركية إثر مواجهات مع المقاومة الكردية.
وفي العراق يواجه «داعش» التحالف الأمريكي ومؤيديه الغربيين والأردن والسعودية وثلاث دول خليجية أخرى ولكنهم يريدون تحقيق أهدافهم في سوريا.بصفة عامة، فإن الصورة مختلطة.(داعش) يتحكم بأربعمائة ميل من حلب في سوريا إلى الفلوجة في العراق.
يتحكم بالخدمات الاجتماعية والبنية الأساسية ويعلن عن حاجته لمقاولين ومهندسين لتوصيل الكهرباء وتصليح السدود وقد استجاب لهم مقاولون أكراد ومهندسون من دول عربية وغربية.
ولكن وضعيتهم المالية لم تعد مغرية بعد خسارتهم لعدة آبار نفط ومدخولها.ولم يبق عندهم إلا إمكانيات متواضعة للتعامل مع النواقص والبطالة.
«داعش» يستمر في استعمال التواصل الاجتماعي عبر الشبكة الالكترونية معلنا عن مزايا إعادة الخلافة التي تلغي الحدود المزيفة بين الدول العربية وتثير المشاعر ضد الصليبيين والمحتلين والإيرانيين وبقية البلدان العربية.
ولكن قطع الرؤوس بوحشية، والإعدامات الجماعية التي تتوافق مع فكر تنظيم «داعش» المتوحش أوجدت لهم أعداء كثيرين.
كما قال فواز كريكس، وهو عالم متخصص في شؤون الشرق الأوسط، انها أكثر بقليل من آلة وحشية للإبادة.(داعش) مصنوع من عدة مكونات تعطيها القدرة على البقاء، ضباط جيش من عهد حزب البعث والعشائر العراقية، مجاهدو القاعدة سابقا ومن يريدون الجهاد من عدة بلدان متفرقة بالعالم في أراض يغطيها اليأس من الربيع العربي.
لديها معجبون من السنة الغاضبين في العراق وسوريا والخائفين من إيران ومؤيديهم الشيعة مثل حزب الله.
المتشددون في اليمن وليبيا ومصر بايعوا أبا بكر البغدادي على الخلافة، الذي سمى نفسه بقائد المسلمين في كل مكان واستولى على مكانة أسامة بن لادن.معظم أفرادها من السعودية والأردن وتونس. وهناك دول قلقة ولذلك تطلب تعاون المخابرات في شن الهجمات ضد أئمة الجوامع المتشددة، ووقف التمويل والتشغيل، وربما تكون هذه أكثر نفعا من الهجمات الجوية.
الدول الشريكة لأمريكا إقليميا مضطربة وغير مستقرة خاصة إزاء ظهور الكثير من الأسرار إلى العلن.
قال مفكر أردني: بالطبع نعرف ان «داعش» سيئة، ولكن في نفس الوقت لا نريد ان نكون بجانب أمريكا.
المخابرات العربية تمر بأيام حرجة.الاستثمار السابق ومصالح النفط الحالية تعني أن أولوية الولايات المتحدة هي العراق قبل سوريا.
الجيش العراقي المختل الذي هزم هزيمة مذلة في الصيف الماضي، يقال إنه بدأ بالتحسن ولكن لحد الآن هو أقل أهمية من «الميليشيات المسلحة».(داعش) فتح طرقا في غرب العراق، في مقاطعة الأنبار.وفي أماكن أخرى تراجعوا إلى الخلف.
ذلك مهم حسب جدال الأكاديمي البريطاني توبي دودج: مهما يكن، فإن الاستقرار على المدى الطويل في العراق سيحتاج إلى حلول للمشاكل السياسية التي تسببت في الفراغ الذي سمح للمجموعة أن تنمو.وهو يقصد تفكيك مقومات الدولة العراقية سنة 2003.
في سوريا، تزايدت الهجمات الجوية للتحالف والحكومة في الأشهر الأخيرة.وقد أضرت «داعش» والمسلحين الآخرين وقتلت العديد من الأبرياء.
خطط الولايات المتحدة لتدريب وتجهيز المسلحين المعتدلين السوريين لا تسير إلى هدف محدد، فمحاولة إيجاد قوة على الأرض تتلاشى شيئا فشيئا وبشكل سريع.ثق في واشنطن هكذا يقول المعارضون السوريون.ولكن المستفيد الأكبر يظهر كأنه بشار الأسد بنفسه، الرأي العام يؤكد أنه يفضل الأمن على شعارات الجهاديين.الدبلوماسية الدولية، تسير في خطى جامدة، ستسرع في العام الجديد.
موفد الأمم المتحدة الأخير إلى سوريا، ستيفان دو مستورة، يعمل على تجميد وتوسيع هدنة وقف إطلاق النار، بدءا من حلب. ولكن المعارضة خائفة من احتمال أن هذا سيكون إيجابيا للأسد ويضر بمصالحهم. الملايين من اللاجئين السورين يضعون ثقلهم على اللبنانين والأردنيين والأتراك.
وهم لا يملكون الفرصة للعودة إلى ديارهم بدون مستقبل أفضل وحتى على المدى الطويل.
ومقارنة بالوضع السيء عامة فإن أوضاع بعض الأكراد العراقيين قد تحسنت، إذ حصلوا على حماية الولايات المتحدة.وصاروا الآن أكثر ثقة باستقلال مستقبلي كامل.
التوقيع على اتفاقيات نفط مؤجلة ستحسن العلاقات مع الرئيس الجديد حيدر العبادي.
تركيا، قلقة بشأن التقدم الكردي، وتواجه ضغطا متزايدا من الغرب وفي النهاية بدأت الولايات المتحدة تستعمل قاعدتها انجرليك للهجمات الجوية على سوريا والتحكم في الحدود الجنوبية لقطع إمدادات الرجال والأموال لـ(داعش).وتريد تركيا منطقة خاضعة لها ومحمية على الحدود وإسقاط بشار الأسد.
كيري محق بشأن الطريق الطويل.وصحيح أن هزيمة «داعش» عسكريا فقط لن ينهيها.
فمن المؤكد أنها خطر كبير على استقرار الشرق الأوسط.ولكنه أولا وأخيرا نتيجة سياسة مختلة محليا ودوليا.