ميناء صلالة والمنطقة الحرة من أهم المشاريع الاقتصادية بمحافظة ظفار

225525


يرتبط بخطوط مباشرة مع 54 ميناء حول العالم –

كتب – عامر بن غانم الرواس –

يعتبر ميناء صلالة والمنطقة الحرة ومنطقة ريسوت الصناعية بصلالة من أهم المشاريع الاستثمارية والاقتصادية العملاقة في محافظة ظفار ویتمم كل منهما الآخر في سبیل تنمیة المنطقة اقتصادیاً، كما أن إدارة المیناء تعمل یداً بید مع المنطقة الحرة والطيران العماني وإدارة مطار صلالة وغیرهم من أصحاب المصالح، لضمان إیجاد حلول لوسائط النقل المتعددة وخدمات للأنشطة المحلیة والإقلیمیة والعالمیة، انطلاقاً من صلالة إلى بقیة أنحاء العالم، لوجود انسیابیة في الأنشطة التجاریة، فإن مركز صلالة سیكون قادراً على توفیر فرص التطویر والتوظیف بشكل كبير محلیاً حيث من المتوقع أن يكون هناك نمو في تنوع وتعدد زبائن الميناء بعد توسيع محطة البضائع العامة ووجود تسهيلات شحن وتفريغ للبضائع السائبة والسائلة، لما لموقع الميناء من أهمية وتميز، إضافة إلى الحوافز العديدة التي تقدم للشركات.

ويعد ميناء صلالة من بين أفضل الموانئ في المنطقة استقبالا للبضائع وسفن الحاويات الضخمة والتي بلغت خلال العام الماضي أكثر من 3.3 مليون حاوية نمطية في محطة الحاويات و7.9 مليون طن في محطة الشحن العام .

ويمتاز الميناء بموقعه الاستراتيجي القريب من مسار خطوط الشحن العالمية التي تربط الشرق بالغرب وهو ما جعله من بين أفضل موانئ إعادة الشحن في العالم لاختصاره الزمن والمسافة وكذلك للتسهيلات التي يقدمها لاستقبال سفن الحاويات بما في ذلك سفن الجيل الثاني والثالث.


3000 سفينة سنويا


ويرتبط الميناء حاليا بخطوط مباشرة مع 54 ميناءً حول العالم إلى جانب سفن تعمل برحلات قصيرة وإعادة شحن بضائع الحاويات إلى أسواق شرق إفريقيا والهند ودول مجلس التعاون الخليجي حيث تصل المدة الزمنية للخط المباشر بين ميناء صلالة وميناء نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية إلى 14 يوما وميناء شنغهاي الصيني إلى 14 يوما وميناء مومباسا الكيني بإفريقيا إلى 7 أيام وميناء سنغافورة إلى 6 أيام وميناء جدة بالمملكة العربية السعودية إلى 4 أيام وميناء كراتشي في باكستان إلى 3 أيام إضافة إلى توفير خدمات لوجستية متكاملة بالتنسيق مع مطار صلالة.

وتزور الميناء أكثر من 3000 سفينة سنوياً ما بين سفن تجارية وسفن زائرة بالإضافة إلى السفن السياحية التي بلغ عددها العام الماضي /34/ سفينة سياحية وعلى متنها/ 25400/ سائح.


35 مليون حاوية نمطية


وحقق ميناء صلالة عام 2014م إنجازا عالميا حيث أدت الجهود المتواصلة لجعل ميناء صلالة أكثر أمناً وأماناً للموظفين والمقاولين وغيرهم إلى انخفاض كبير في إصابات العمل وتقليل الوقت جراء تلك الإصابات كما حقق الميناء في العام الماضي إنجازاً كبيراً من خلال مناولة خمسة وثلاثين مليون حاوية نمطية بعد 15عاما من بدء عملياته في هذا المجال.

وتقوم شركة صلالة لخدمات الموانئ بإدارة الميناء تحت إشراف شركة / أي. بي. أم / لمحطات الحاويات التي تملك حصة في أسهم الشركة وتعتبر من أكبر مشغلي محطات الحاويات في العالم ويعمل ميناء صلالة على تدريب واستثمار طاقات العمانيين بطريقة تؤمن تخصصات فنية فريدة وإشراكهم بعدد من الدورات التي تتبنى التدريب في مواقع العمل والذي نتج عنه تعيين عمانيين ليشغلوا ما نسبته 70% من المناصب التي تتطلب كفاءات ومهارات تخصصية.


دور القطاع الخاص


ويعكس ميناء صلالة الثقة الدولية في خطط واستراتيجيات السلطنة الحالية والمستقبلية حيث يساهم القطاع الخاص العماني والدولي بدور حيوي في خطط تطوير الموانئ العمانية كما يقدم ميناء الحاويات خدمات الإصلاح والصيانة وإعادة تنظيم البضائع داخل الحاويات وخدمات التموين والتزود بالوقود وخدمات الملاحة.

ويتألف الميناء من محطة الحاويات التي تحوي 6 أرصفة عمق الغاطس فيها 18 متراً ومحطة البضائع العامة التي تحوي 12رصيفا يبلغ عمق الغاطس فيها من 4 – 16 متراً مع وجود بنية أساسية جيدة لاستقبال ومناولة أكبر سفن الحاويات في العالم والتعامل مع البضائع السائبة والتزود بالوقود إضافة إلى وجود مستودعات ومخازن.


زيادة حركة الاستيراد والتصدير


ونظراً لوصول الميناء إلى الطاقة التشغيلية القصوى فقد تم العمل على تطوير طاقة الميناء وتوسيع الساحات التخزينية كما تستعد إدارة الميناء إلى بذل المزيد من الجهود التسويقية الاستثنائية لاستغلال أقصى طاقة ممكنة لمشروع توسيع محطة البضائع العامة خصوصاً عند شروعها في العمليات مع نهاية العام الماضي وتتوقع إدارة الميناء أن تزداد حركة البضائع العامة خلال عام 2015م استنادا إلى مشاريع توسيع محطة البضائع العامة والتي ستعمل على زيادة حركة الاستيراد والتصدير التي تعتمد أساساً على هذه المحطة.

ويتم حاليا إنشاء المستودع الذي تتولاه إحدى الشركات التجارية داخل الميناء الذي يعد قيمة مضافة للميناء لكي يكون مركزاً لإعادة توزيع البضائع العامة بالإضافة إلى رصيف السوائل الذي سيكون جاهزاً للعمل في عام 2015م إلى جانب التطورات الجارية في المنطقة الحرة بصلالة التي ستعزز من إمكانيات الاستيراد والتصدير عبر الميناء.


تسهيلات غير خاضعة للضريبة


من جانب آخر تقدم المنطقة الحرة بصلالة المتاخمة للميناء تسهيلات غير خاضعة للضريبة لمدة 30 عاما مع إمكانية تمليك 100% حيث يتم الاستفادة من الامتيازات التي تقدمها اتفاقية التجارة الحرة المبرمة بين السلطنة والولايات المتحدة الأمريكية والتي تتيح إمكانية الاستفادة من إعفاءات كبيرة على الرسوم الضريبية وهي فرصة مثالية لجذب الشركات الراغبة في الحد من تكاليفها. وتعبر رؤية ميناء صلالة 2030 عن مستقبل التطور الجاري فيه الذي يعزز من مكانته باعتباره أكبر ميناء ومحطة حاويات عالمية في السلطنة وسيصبح مركزاً وطنياً وإقليميا يؤمن فرصاً تجارية متنوعة والعديد من الوظائف وفرص العمل إضافة إلى كونه أحد مصادر تنوع الاقتصاد الوطني


3 مشاريع لتطوير الميناء


وكانت وزارة النقل والاتصالات قد أعلنت عن ثلاثة مشاريع لتطوير ميناء صلالة أولها إنشاء رصيف إضافي بمحطة البضائع العامة ورصيف المواد السائلة ويتضمن المشروع الثاني الخدمات الاستشارية لتأهيل محطة البضائع العامة القديمة كما يشمل المشروع الثالث الخدمات الاستشارية لإعداد التصاميم لكاسر الأمواج الشمالي وتمديد كاسر الأمواج الحالي والنماذج الفيزيائية ثنائية وثلاثية الأبعاد والأرصفة (7ـ8ـ9) وأرصفة الجهات الحكومية والعبارات السريعة.


أرصفة خاصة حكومية وسياحية


وتتضمن رؤية الميناء العديد من المشاريع المستقبلية كإنشاء أرصفة جديدة خاصة حكومية وسياحية وأيضا الوصول لمناولة 10 ملايين حاوية نمطية سنوياً من خلال تشغيل سكة الحديد التي ترتبط بدول مجلس التعاون الخليجي وتشغيل رصيف للمنتجات المتنوعة لصالح مستخدمين متعددي المصالح التجارية والصناعية وتوفير تسهيلات نقل لوجستية ومتعددة الوسائط. كما تتضمن رؤية الميناء إنشاء صوامع للاحتياطي الغذائي وإنشاء مستودعات ومراكز توزيع وإنشاء مراكز تصنيع وتوزيع الأطعمة إلى جانب إنشاء مركز توزيع المنتجات الزراعية ومحطة استقبال السفن السياحية إضافة إلى إنشاء مرافق سياحية مثل المتنزهات والمطاعم والمارينا ومدرسة تعليم الإبحار بالسفن الشراعية.


مراحل تطوير ميناء صلالة


وشهد ميناء صلالة الذي كان يعرف سابقا بميناء ريسوت العديد من مراحل التطوير حيث كان الميناء قبل عام 1971 يحتوي على بنية أساسية بدائية وقديمة وكانت عمليات الشحن والتفريغ من السفن الكبيرة تجري في عرض البحر بعيداً عن الشاطئ باستخدام السفن الصغيرة و«اللانشات» مما يشكل صعوبة بالغة خصوصاً في موسم الخريف من يونيو وحتى سبتمبر.

وخلال الفترة بين أعوام 1971 – 1974م قامت الحكومة بأولى مراحل تطوير البنية الأساسية لتحسين الميناء بتكلفة 11.5 مليون ريال عماني حيث أصبح الميناء قادراً على استيعاب سفن غاطسها يصل إلى 4 أمتار أما المرحلة الثانية من التطوير كانت بين أعوام 1976 – 1980 وبلغت تكلفتها 129 مليون ريال وأصبح الميناء يستوعب سفناً كبيرة كما وصلت طاقته إلى مليون طن من البضائع العامة .

وكانت المرحلة الثالثة لتطوير الميناء في الفترة من 1981 – 1982 شملت تأسيس محطة حاويات مجهزة بـرافعة رصيف واحدة ذات 35 طنا وذلك ضمن الخطة الخمسية الثانية التي أطلقتها الحكومة لتنمية السلطنة من خلال النقل البحري العالمي.

ووقعت حكومة السلطنة في عام 1996م اتفاقا مع شركة ميرسك– سيلاند للملاحة البحرية وعدد من مؤسسات القطاع الخاص على استثمار مشترك لتطوير الميناء وتأسيس شركة صلالة لخدمات الموانئ حيث تحول الميناء إلى محطة حاويات من الطراز العالمي والتي افتتحت في نوفمبر 1998.

وحقق ميناء صلالة في عام 1999رقماً قياسياً عالمياً بالإنتاجية بتسجيل (250 نقلة/ ساعة) كما فاز الميناء بجائزة أفضل مشروع استثماري في السلطنة ولم تمض سوى بضع سنوات حتى تجاوز الميناء مقدار حجم العمل في محطة الحاويات طاقتها التصميمية مما استدعى القيام بأعمال التوسعة.

وبدأت الأعمال الإنشائية للمرحلة الثانية من مشروع تطوير الميناء مع بداية العام 2005م واشتملت على إنشاء الرصيفين الخامس والسادس للحاويات بطول (969) مترا وبناء كاسر أمواج بطول 2825 متراً وتم تشغيلها في العام 2008م. وجاءت مشاريع تطوير ميناء صلالة لتتجاوب مع احتياجات التنمية في إطار اهتمام الحكومة ممثلة بوزارة النقل والاتصالات بتطوير قطاع الموانئ التي تمثل جزءا مهما من المشروعات العملاقة لاستغلال الموقع الاستراتيجي المتميز للسلطنة على خطوط الملاحة الدولية من خلال رفع قدرات وإمكانيات الموانئ في مجال النقل البحري والتخزين والخدمات مع تسهيل وتبسيط إدارة الخدمات المقدمة وتطوير شامل ومتكامل في تطبيقاتها الإلكترونية الذكية وفقا لأفضل الممارسات العالمية وذلك لجعل المستفيدين في المجتمع التجاري واللوجستي أكثر تنافسية وفاعلية.

وقد أصبحت السلطنة بفضل مشاريع التطوير المستمرة للموانئ الرئيسية– ميناء السلطان قابوس وميناء صلالة وميناء صحار وميناء الدقم– مركزا حيويا مهما على خريطة النقل البحري العالمي إلى جانب ما تمتلكه السلطنة من خبرة بحرية عريقة وعلاقات وثيقة مع العديد من الدول والشعوب الشقيقة والصديقة وهو ما يعزز هذه الجهود الوطنية.


منطقة ريسوت الصناعية


وتعتبر منطقة ريسوت الصناعية لقربها من ميناء صلالة والمنطقة الحرة إحدى أهم المحطات الاقتصادية المهمة ضمن منظومة المناطق الصناعية المنتشرة في عدد من محافظات ومناطق السلطنة التي تهدف إلى تنمية وتوسيع قاعدة القطاع الصناعي في السلطنة.

ومنذ افتتاح المنطقة في نوفمبر من 1992م والحكومة وهي تسعى إلى تطوير القطاع الصناعي بمحافظة ظفار وتشجيع الصناعات العمانية وحث القطاع الخاص على الاستثمار في المجال الصناعي واستغلال الموارد المحلية إضافة إلى توفير العديد من فرص العمل للمواطنين.

وتقدم المنطقة لفرص الاستثمارية الجيدة للتجار والصناعيين العمانيين والأجانب وخاصة الذين لديهم اهتمامات بالأسواق الإفريقية والآسيوية والدول المطلة على المحيط الهندي.

وتضم المنطقة حاليا ما يزيد على 20 مصنعا تقوم بإنتاج مختلف المصنوعات منها إنتاج أنابيب البلاستيك والمستلزمات الصحية وصناعة مضخات المياه والصناعات الجلدية والصناعات السمكية بالإضافة إلى صناعة الزيوت النباتية ومشتقاتها وصناعة المواد الغذائية وإنتاج الملفات واللوازم المدرسية والمكتبية وكذلك صناعة الأسمدة الزراعية وإنتاج المياه الصحية وصناعة تعبئة لحوم الدجاج وصناعة العلب البلاستيكية وصناعة الطحين.

وتتوفر بمنطقة ريسوت الصناعية كافة الخدمات الأساسية والتسهيلات الفنية والإدارية والخدمات المصرفية إضافة إلى وجود مختبر مركزي للمواصفات والمقاييس وفحص المواد المختلفة تابع لوزارة التجارة والصناعة ومعهد خاص يقوم بتدريب العاملين على الحرف والمهن المختلف مثل أعمال الكهرباء والميكانيكا والتجارة والبناء وسيتم في المستقبل القريب مد شبكة الغاز إلى المنطقة .

كما تقدم خدمات الأراضي الصناعية الجاهزة التي تعتبر إحدى المزايا الكبرى التي تتميز بها المناطق الصناعية بالسلطنة وخدمة التنسيق والمتابعة إلى جانب خدمات التسويق والترويج وإقامة المعارض الداخلية والمشاركة في المعارض الخارجية.

وتبلغ المساحة الكلية لمنطقة ريسوت الصناعية حوالي 142 هيكتارا شاملة منطقة المخازن 30 هيكتارا ومنطقة الصناعات ذات التأثير البيئي 10 هكتارات وإطار التوسعات المستقبلية للمنطقة سيتم خلال الفترة القادمة زيادة مساحة المنطقة بإضافة 100 هكتار ومن المتوقع أخذ الموافقة علينا من السلطات المحلية قريبا بعد أن تم الانتهاء من عملية المسح.

ويساهم مشروع تطوير ميناء صلالة في توفير التسهيلات اللازمة لتصدير الصناعات والمنتجات العمانية واستيراد مختلف البضائع والسلع التي تحتاجها البلاد بالإضافة إلى تقديم خدماتها للسفن البحرية وأصحاب البضائع في المنطقة.