السعودية تسعى لتأكيد فوزها القاري على الصين

يسعى المنتخب السعودي الى تأكيد فوزه القاري على نظيره الصيني وذلك عندما يواجهه اليوم السبت في بريزبن في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية من نهائيات كأس آسيا 2015.

ويعول المنتخب السعودي على سجله المجيد امام نظيره الصيني في مستهل مشواره نحو تناسي خيبة خسارته نهائي خليجي 22 على ارضه امام قطر ومحاولة الصعود الى منصة التتويج بعد ان غاب عنها في الأعوام العشرة الأخيرة.

وسيجدد المنتخب «الأخضر» الموعد مع «التنين» الصيني الذي سبق ان تواجه معه في التصفيات المؤهلة الى النهائيات القارية الحالية وفاز عليه ذهابا 1- صفر ضمن منافسات المجموعة الثالثة ثم تعادل معه ايابا صفر- صفر في طريقه لتصدر المجموعة أمام العراق بفارق كبير فيما نال الصينيون بطاقة التأهل الخاصة لصاحب افضل مركز ثالث بفارق الأهداف عن لبنان.

ويأمل المنتخب السعودي ان يؤكد فوزه القاري على منافسه اذ سبق ان تواجه معه في اربع مناسبات سابقة خلال النهائيات وفاز عليه ثلاث مرات، اولها في نهائي عام 1984 (2-صفر) وآخرها في ربع نهائي 1996 (4-3)، وتعادلا مرة واحدة.

واستعد الأخضر للبطولة من خلال معسكر اعدادي اقيم في استراليا على ثلاث مراحل بقيادة مدربه المعار الروماني كوزمين أولاريو الذي يتفق الجميع على إمكاناته التدريبية الكبيرة سيما وأنه نجح مع عدد من الأندية الخليجية في السنوات الماضية حيث أشرف خلالها على الهلال السعودي والسد القطري والعين والأهلي الإماراتيين.

ولم تكن استعدادات المنتخب السعودي، الحالم بلقبه الاول منذ 1996 والرابع في تاريخه (توج به عامي 1984 و1996 وخسر النهائي أعوام 1992 و2000 و2007) لمشاركته التاسعة في النهائيات القارية واعدة اذ خسر مباراتيه الوديتين في استراليا ضد البحرين 1-4 ثم كوريا الجنوبية صفر-2.

لكن اولاريو بدا متفائلا حيال حظوظه المنتخب السعودي رغم هاتين الخسارتين، وهو قال بعد اللقاء امام كوريا الجنوبية الذي خسره فريقه بهدف عن طريق الخطأ سجله اسامة هوساوي في نصف الساعة الاخير قبل ان يضيف الكوريون الثاني في الدقيقة الاخيرة: «أنا سعيد لأننا قدمنا مستوى جيدا طوال 60 دقيقة. الآن نحن قطعنا خطوة أولى من ناحية التنظيم على أرضية الملعب، حيث أنه من الصعب حاليا التعامل مع الجانب البدني في الفريق، لأنه من الصعب التعافي كي نكون في حالة جيدة قبيل انطلاق البطولة».

واستلم اولاريو تدريب السعودية قبل اسابيع قليلة من انطلاق كأسا آسيا وذلك اثر اقالة الإسباني خوان رامون لوبيز كارو بعد خسارة المنتخب أمام قطر في نهائي كأس الخليج التي أقيمت في نوفمبر الماضي.

وأعرب اولاريو عن أمله في أن تساهم خبرة السعودية على المستوى الإقليمي في تحفيز الفريق، مضيفا «عملت في السعودية من قبل، وأنا أعرف هؤلاء اللاعبين منذ فترة طويلة، معظمهم لعبوا معي وكبروا معي منذ كانوا شبابا، وبعضهم لعب ضدي».

وتابع «لكن الشيء الأهم هو محاولة بناء الروح المعنوية للفريق، فهناك فرق يمكن أن تكون أفضل منا وأسرع منا وأقوى منا، ولكننا نريد الفوز أكثر منها، وهذا هو هدفنا».

ويدرك اولاريو أنه لا يمكن أن يقوم بالكثير في ظل هذه الفترة القصيرة التي فصلته عن استلامه مهمته والكأس القارية وهو اعرب ايضا عن قلقه من مشكلة الإجهاد التي قد يعاني منها بعض اللاعبين نتيجة الضغوطات التي تعرضوا لها طوال الموسم، قائلا: «سوف أحاول أفضل ما بوسعي، فنحن نتحدث كثيرا مع اللاعبين وأنا سعيد لأنهم استفادوا من عملنا، وأتمنى أن يحافظوا على مستوى الثقة لديهم وأن يتطوروا للأفضل في كل مباراة. نحن نحاول أفضل ما بوسعنا، وأتمنى أن يصبح الفريق أفضل… المشكلة أنه من الصعب تحقيق تقدم في حال كنت تخوض مباراة كل اربعة ايام، والمشكلة ايضا ان اللاعبين جاءوا الى هنا بعد فترة طويلة من المباريات في كأس الخليج ومباريات الدوري المحلي، وكذلك شارك لاعبو الهلال بشكل مستمر منذ أغسطس في دوري ابطال آسيا الى جانب الدوري المحلي، حيث خاضوا مباراة كل ثلاثة أو أربعة أيام منذ شهر اغسطس».

ولا يزال الصينيون يتحسرون على ضياع الحلم على ارضهم عام 2004 حين وصلوا الى المباراة النهائية قبل ان يخسروا امام اليابان 1-3.

وما زال المنتخب الصيني يفتقد الى الانجاز الذي يفتح له الباب للانضمام الى قائمة المنتخبات الكبيرة في القارة الصفراء كالسعودية وايران وكوريا الجنوبية واليابان.

ويبقى التأهل الى نهائيات مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان افضل انجازات منتخب الصين حتى الآن.

ولن تكون الأمور سهلة في استراليا اذ تتكرر المواجهة بين المنتخبين الصيني والسعودي، كما وقع «التنين» ايضا مع اوزبكستان في مجموعة واحدة في نهائيات آسيا 2007 وحققت الثانية فوزا سهلا بثلاثية نظيفة كما وقعا في المجموعة ذاتها عام 2011 وتعادلا 2-2.

وتبدو استعدادات المنتخب الصيني لنهائيات استراليا واعدة اذ لم يذق طعم الهزيمة سوى مرة واحدة في 11 مباراة منذ يونيو الماضي بقيادة مدربه الفرنسي الن بيران الذي استلم المهمة قبيل الجولة الأخيرة من التصفيات أمام العراق، حيث تأهلت الصين رغم الخسارة 1- 3. ولا تملك الصين سجلا حافلا في كأس آسيا التي بدأت المشاركة فيها عام 1976، لكنها ظهرت، وان لم تحرز اللقب، في المراكز الاولى في مشاركاتها حتى الآن.

ويبقى افضل انجاز للمارد الصيني في النهائيات تأهله الى المباراة النهائية في البطولة الثامنة في سنغافورة عام 1984 لكنه خسر امام السعودية، ونهائي بطولة 2004 على ارضه قبل ان يخسر امام اليابان 1-3.

ويعول المنتخب الصيني على خبرة بيران لكي يبلغ الدور الثاني من البطولة القارية للمرة الاولى منذ اكثر من عقد من الزمن وتحديدا منذ نهائيات 2004 على ارضه حين وصل الى المباراة النهائية.

ويمكن للصينيين التفاؤل بعض الشيء بعد ان وضعهم غوانغجو ايفرغراند بقيادة المدرب الايطالي الفذ مارتشيلو ليبي على خارطة الألقاب الآسيوية بتتويجه بطلا لمسابقة دوري ابطال آسيا العام الماضي.

وسيحل المنتخب الصيني في استراليا مع 7 من لاعبي غوانغجو ايفرغراند بينهم قائد «التنين» جي جينغ، اللاعب الوحيد في تشكيلة الـ23 لاعبا الذي يتجاوز الثلاثين من عمره (34 عاما)، والمهاجم لين غوان (28 عاما) الذي ساهم بقيادة فريقه ليكون اول فريق صيني يتوج بلقب دوري ابطال آسيا بتغلبه في النهائي على اف سي سيول الكوري الجنوبي بفضل فارق الاهداف التي سجلها خارج ملعبه (2-2 ذهابا في سيول و1-1 ايابا). لكن المدرب الفرنسي البالغ من العمر 58 عاما الذي استلم منصبه في فبراير الماضي، لا يبالغ في تفاؤله وهو قلل عشية النهائيات من حظوظ فريقه في المنافسة على اللقب القاري، قائلا: «لسنا مرشحين، ولا نملك افضل الفرص للمنافسة على اللقب». وتابع بيران «آمل ان تسهم الجهود التي بذلها اللاعبون في الاشهر القليلة الماضية من الاعداد وروح الفريق الواحد لهذه المجموعة بتخطى الدور الأول».