رسمت للمرأة صورة جميلة جديرة بالاحترام –
بدأت الفنانة المصرية فاتن حمامة التي رحلت عن عالمنا يوم السبت الماضي مشوارها الفني بمجموعة من الأدوار الصغيرة بالسينما كطفلة.واعتبرت فاتن إحدى قمم السينما المصرية والعربية لتنوع أدوارها وموهبتها التمثيلية الفذة، حيث عملت مع كبار مخرجي السينما المصرية، ودرست في المعهد العالي للتمثيل، وتخرجت منه عام1947، ولقبت يإجماع بسيدة الشاشة العربية.
وتعتبر فاتن حمامة من قبل الكثيرين علامة بارزة في السينما العربية حيث عاصرت عقودًا طويلة من تطور السينما المصرية وساهمت بشكل كبير في صياغة صورة جديرة بالاحترام لدور النساء بصورة عامة في السينما العربية، وتبنت الدفاع عن حرية المرأة والمجتمع من خلال تمثيلها منذ عام 1940.
ولدت فاتن حمامة عام 1931 في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، وكان والدها موظفاً حكوميا وتزوجت عام 1947 من المخرج عز الدين ذو الفقار وأنجبت منه ابنتها نادية ذو الفقار ولكن انتهت علاقتهما بالطلاق عام 1954، ثم تزوجت عام 1955 من الفنان عمر الشريف وأنجبت منه ابنها طارق عمر الشريف وانتهى ذلك الزواج أيضاً بالطلاق عام 1974، لتتزوج بعد ذلك من الطبيب المصري محمد عبد الوهاب.
بدأ ولع فاتن حمامة بالسينما في سن مبكرة، وعندما فازت بمسابقة أجمل طفلة في مصر قام والدها بإرسال صورة لها إلى المخرج “محمد كريم” الذي كان يبحث عن طفلة للتمثيل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم “يوم سعيد” عام 1940م، واقتنع كريم بموهبتها وأبرم عقدا مع والدها ليضمن مشاركتها في أعمال سينمائية مستقبلية، وعقب 4 سنوات استدعاها محمد كريم لمشاركة الفنان محمد عبد الوهاب للمرة الثانية في فيلم “ رصاصة في القلب” عام 1944م، ومع فيلمها الثالث “دنيا” عام 1946م استطاعت أن تحجز مكانتها في السينما المصرية، ولاحظ الفنان يوسف وهبي موهبتها فطلب منها تمثيل دور ابنته في فيلم “ ملاك الرحمة “ عام 1946م، لتدخل بذلك مرحلة جديدة في حياتها حيث بدأ تزايد اهتمام النقاد والمخرجين بها، ثم شاركت مرة أخرى الفنان يوسف وهبي في فيلم “ كرسي الاعتراف “ و” اليتيمتين” و” ست البيت” عام 1949م.
وخلال مشوارها الفني تعرضت الفنانة فاتن حمامه لبعض المضايقات ما أدى إلى مغادرتها مصر خلال الفترة من 1966 إلى 1971 حيث كانت تتنقل بين بيروت ولندن، وأثناء فترة غيابها طلب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من مشاهير الكتاب والنقاد السينمائيين إقناعها بالعودة إلى مصر، ولكنها لم ترجع إلا بعد وفاة عبد الناصر.
الأفلام والمسلسلات
لفاتن ما يقارب 94 فيلما عربيا بدأت أولها بفيلم يوم سعيد عام 1940 وآخرها حتى الآن أرض الأحلام وأشهرها فيلم نهر الحب. وقد عملت مع معظم رواد الإخراج في مصر وحققت نجاحاً تجارياً كبيراً حيث كانت واحدة من نجوم الشباك الأمر الذي مكنها من القيام بدور البطولة في العديد من الأفلام السينمائية، ومن أبرز أعمالها: “لك يوم يا ظالم” و”بابا أمين” و”صراع في الوادي” و”الأستاذة فاطمة” و”لحن الخلود” و”موعد مع السعادة” و”موعد مع الحياة” و”أيامنا الحلوة” و”موعد غرام” و”صراع في الميناء” و”لا أنام” و”سيدة القصر” و”الطريق المسدود” و”بين الأطلال” و”دعاء الكروان” و”نهر الحب” و”حكاية العمر كله” و”الحرام” و”إمبراطوريه ميم” و”أريد حلاً” و”أفواه وأرانب” و”ليله القبض على فاطمة” و”أرض الأحلام”.
وقدمت عملا تلفزيونيا بعنوان “ضمير أبله حكمت” عام 1991، ثم قدمت عملا آخر بعنوان “وجه القمر” عام 2000 بعد غياب طويل عن العمل الفني وقد عرض هذا المسلسل على 24 قناة فضائية ومحطة تلفزيونية عربية وانتقدت فيه العديد من السلبيات الاجتماعية من خلال تجسيدها شخصية مذيعة كبيرة بالتليفزيون وتم اختيار فاتن حمامة كأحسن ممثلة عن دورها في هذا المسلسل.
إنجازات
في عام 1996 أثناء احتفال السينما المصرية بمناسبة مرور 100 عام على نشاطها تم اختيارها كأفضل ممثلة وتم اختيار 18 من أفلامها من ضمن 150 فيلمًا من أحسن ما أنتجته السينما المصرية، وأحسن ممثلة لسنوات عديدة، وشهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1999، وجائزة نجمة القرن من قبل منظمة الكتاب و النقاد المصريين عام 2000، ووسام الأرز من لبنان (1953 & 2001)، ووسام الكفاءة الفكرية من المغرب، والجائزة الأولى للمرأة العربية عام 2001، وميدالية الشرف من قبل جمال عبد الناصر، وميدالية الشرف من قبل محمد أنور السادات، وميدالية لاستحقاق من ملك المغرب الحسن الثاني، وميدالية الشرف من قبل إميل لحود، ووسام المرأة العربية من قبل رفيق الحريري، علاوة على كونها عضوة في لجنة التحكيم في مهرجانات موسكو وكان والقاهرة والمغرب والبندقية وطهران والإسكندرية وجاكرتا.
وتوفيت فاتن حمامة مساء السبت 17 من يناير الجاري في منزلها عن عمر يناهز 84 عاما، بعد تعرضها لأزمة صحية مفاجئة بعد أن سطرت بفنها الرفيع سطورا من نور في سجل السينما المصرية والعربية، وتركت بصمتها الفريدة على الشاشة الفضية.