رندة صادق –
Randanw@hotmail.com –
لم يقم الممثل المصري عادل إمام بفيلمه الإرهاب والكباب الا ليبلغنا برسالة مهمة ، تتعلق بأن الإنسان قد تضعه ظروفه في موقع الدفاع عن نفسه فتتجمع كل البراهين التي تدينه وتؤكد أن ما يقوم به عمل ارهابي خاصة أن ما شاهدناه ينبع من معاناته في ذاك المجمع من بروقراطية الموظفين واستخدامهم لبعض الامتيازات أو الحقوق الدينية للمماطلة في تلبية طلبات المواطن، فكأنه يقول لنا أن الغضب يولد الانفجار وأن الخوف يخلق مقاتلا تتساوى بنظره الحياة والموت فيبدأ برفع شعار، (علي وعلى أعدائي يا رب ) ما يحدث اليوم جعلني أستحضر بذهني هذا الفيلم وأفكر هل الضغط حقا يجعل من الإنسان إرهابيا وهل ما حدث في فرنسا من هجوم على الصحيفة الساخرة شارلي إيبدو هوردة فعل وليس فعل؟ لا يمكن أن نطلق كلمة ارهابي جزافا لتطال كل مسلم يقول الله واكبر وينطق بالشهادة ،هذا تعميم عنصري مرفوض رفضا نهائيا ولا يمككنا ان نقبل بالرسومات المسيئة لنبينا عليه الصلاة والسلام ولا يمكننا أن نصمت اذا هل الحل يكون بالقتل ؟ المشهد الذي شاهدناه من تضامن مع شارلي إيبدو والشعار الذي تبناه كثير من السياسين العرب والإعلامين والمثقفين (je suis Charlie )لا يعني أنهم يؤمنون بالعدالة فمعظم من شارك له من الإنتهاكات بحق الحرية الفكرية ما لا يعد ولا يحصى ،ما رأيته على الشاشات كان صادما لي خاصة حضور نتنياهو من يقود حرب ابادة ضد الشعب الفلسطيني ما الذي يحدث في العالم ازدواجية ،اخلاقية وطروحات فكرية مشوهة وقاتل يندد بقاتل ومنتهك يندد بمنتهك؟ لأكون واضحة المجزرة التي تمت في شارلي إيبدو مرفوضة انسانيا وحتى اسلاميا وما حدث أساء للإسلام ولم ينصر الإسلام نحن لا نعيش وحدنا على هذه الأرض نحن جزء من هذه البشرية ولو أراد الله أن يكون سكان الأرض جميعهم مسلمون لتم الأمر بلحظتها فالإختلاف ضرورة أوجدها الله لحكمة يعلمها هو وهذا لا يعني أن نقتل البشرية جمعاء ونبقى نحن فقط سكان الأرض .أن تكون مسلما لا يعني أنك إرهابي وحتى لو كنت متطرفا فلست بالضرورة أن يؤدي تطرفك للإرهاب يشيع في معظم الأحيان عند الكثيرين استخدام لفظ التطرف للدلالة على الإرهاب، وإطلاق الارهابين على المتطرفين، رغم ما بين هذين المصطلحين من فارق كبير في المدى، الأمر الذي يستلزم توضيح العلاقة بين المفهومين ورسم الحدود الفاصلة بينهما، ذلك لأن طرق علاج الإرهاب والتعامل معه تختلف بلا شك عن طرق محاربة التطرف، ؟ فمن حيث اللغة التطرف هو الوقوف في الطرف ، وقد يقصد به المغالاة ، وهو يعني الغلو وارتفاع الشيء ومجاوزة الحد فيه أما الإرهاب هو لا يعني القتل بالضرورة بل هو يعني التخويف ولكن ما يحدث في عالمنا ان هناك مجموعة من الناس يبلغ عندهم التطرف ذروته فينتقلون من باب اعتقادهم انهم ينصرون دينهم أو معتقدهم الى حالة الإرهاب الذي يتدرج من التهويل والتخويف الى مرحلة التخطيط والتنفيذ وغالبا هذا يستوطن العقول الجاهلة التي لا تفقه رسالة الإسلام الحقيقي التي تحترم الاختلاف ولا تمارس القتل الهمجي والغدر في الناس الغافلة حتى حين كان الإسلام في مرحلة نشر الدعوة كانت تتم الحروب بالمواجهة المباشرة ولا تطال الأطفال والنساء والشيوخ فنحن دين الرحمة والإنسانية ولا يمكننا ان نواجه الجهل بالجهل فهذا لا يتفق مع رسالة الإسلام التي علمنا إياها رسولنا عليه الصلاة والسلام “انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”