أنوار بنت محمد الحرملية –
أصبح الإنترنت – نتيجة للتطور المتسارع الذي يشهده العالم خلال هذه الأيام – جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية ويمكن القول إنه أساس الأعمال اليومية التي نقوم بها ؛ حيث اعتمد أصحاب الشركات التجارية على الإنترنت اعتمادا كبيراً ، باعتباره سر الربح وأساس تفوق البيع والشراء والترويج، والتواصل مع الزبائن . وباستمرار التطور ظهر اليوم ما يسمى بالتجارة الإلكترونية وأجزم أنك قد سمعت بهذا المصطلح من قبل حيث أصبح البيع والشراء عبر الإنترنت حديث كل مجتمع ، وهنا نطرح سؤالنا : هل المجتمع العماني بحاجة إلى التسوق عبر الإنترنت؟ حين سقطت قطرة العسل من الخلية تهاجمت إليها جموع النحل، وبالمثل ما حدث في حكاية البيع والشراء عبر الإنترنت ، عندما سردت بين الناس أسرع إليها المؤسسات و الأفراد ، منهم من يقول أنها تجرّ أرباحاً عظيمة وآخرون يجدون في التسوق الإلكتروني السهولة و اليسر بعيداً عن التكلف في المعاملات . في الحقيقة إن وراء التسوق الإلكتروني سراً ، ويكمن سرها في قدرتك على الحجز والشراء والدفع في دقيقة واحدة وأنت في أي مكان تتوافر فيه شبكة الإنترنت، سواء في بيتك كنت أم في أي مكان غيره. ما دامت شبكة الإنترنت متوفرة فإن خدمة التسوق الإلكتروني متاحة لك. مجتمعي الذي أعيش فيه تكاد لا تخلو فيه حكاية التسوق الإلكتروني، فمع تنوع وسائل التواصل الاجتماعي مثل الماسنجر والفيس بوك كثرت أعداد المتاجر الإلكترونية وزاد عدد الزبائن لها. يعد التسوق الإلكتروني طريقة مجدية و نافعة حيث أنه سهل ومريح للمستهلك ، فلا يضطر للتنقل بين الأسواق والمحلات التجارية التقليدية في ظل اكتظاظها بالناس و تقلبات الأجواء ، والمتاجر الإلكترونية تعطي تفاصيل دقيقة عن كل منتج بمفرده مع توضيح الأسعار والمواصفات، أي تكاد لا تكون مفقودة مثل ما يحدث في بعض الأحيان أثناء التسوق التقليدي . وحيث تتميز الأسواق الإلكترونية بقدرتها على مواكبة تطورات العصر ، و أضيف إلى ذلك أنها لا تغلق أبوابها نهائيا . وقد أثارت فكرة التسوق هذه ربات المنازل ؛ فأصبحن يتسوقن من منازلهن دون الحاجة إلى الخروج للأسواق و المحلات التجارية حتى القريبة منها . أحلام تعيش في أستراليا ،تستمتع بالتسوق عبر الإنترنت ، حيث تقول : إن البضائع و المنتجات التي تُعرض في المواقع الإلكترونية أرخص ما تكون مقارنة بالمتاجر التقليدية ، والإنترنت يعرض بضائع جديدة قد لا نراها في الأسواق التقليدية . هناك الكثير من المتسوقين عبر الإنترنت يعتقدون بأن الأسعار المعروضة في المتاجر الإلكترونية أرخص مقارنة بالمتاجر التقليدية ، وفي الحقيقة توجد الكثير من التخفيضات والعروض الهائلة للمنتجات عبر الإنترنت متضمنة تكاليف الشحن والنقل التي قد تكون قيمة الشحن لها في بعض الأحيان مطابقة لسعر المنتج. إن التسوق عبر الإنترنت مع كثرة إيجابياته إلا أنه لا يكاد يخلو من المخاوف و السلبيات التي تكمن في خطر الوقوع في سرقة المعلومات الشخصية مثل أرقام الحسابات البنكية من قبل قراصنة الإنترنت الذين باتوا يمثلون خطراً يهدد التجارة الإلكترونية . أذكر أن إحدى صديقاتي دخلت التجارة الإلكترونية في عمر مبكر عبر الشراء من إحدى المواقع وإعادة بيعها في الماسنجر ، تقول : “ اكتشفت أن حسابي البنكي قد اختُرق من قبل قراصنة الإنترنت ، وتباعاً غيّرتُ نظرتي وفكري الذي كنت أعتقده حول التسوق الإلكتروني واتجهت بتجارتي إلى متجر تقليدي أعتبره أكثر أماناً “.يكون الأمر رائعاً حين نعيش تجارب التسوق التقليدي، حيث نجد المتعة والراحة ونستطيع أن نرى المنتج و نختار و نقارن أمام ناظرينا دون التصنع الذي قد نراه في المنتجات الإلكترونية . قد يكون ذهابك إلى السوق متعباً ، لكنه أكثر أماناً بدلاً من التسوق عبر الإنترنت. إن ذلك لا يمنع من مواكبة التطور و الولوج إلى عالم التكنولوجيا . إذا رأيت منتجاً جديداً أعجبك على المواقع الإلكترونية بإمكانك أن تشتريه ولكن لا بد وأن تمتلك معرفة كافية بجودة وضمانة الموقع، فقد يكون الموقع غير موثوق به ؛ الوعي والمعرفة أهم ما يجب امتلاكه لأجل سلامة تسوقك الإلكتروني. وحسب اطلاعي لتحصيل فهم أعمق في التسوق عبر الإنترنت كتاب “ التسوق عبر الإنترنت “ باللغة العربية من تأليف لبنى السلطان ، الكتاب مشروح بالصور ويغطي بطريقة الخطوة خطوة كافة مواضيع التسوق عبر الإنترنت في عشرة فصول ، اقرأوا الكتاب فهو عمل يستحق القراءة.
وأخيراً طريقة تسوقك سواء أكانت إلكترونية أم تقليدية هي خيارك، ولكن تأكد أن لكل واحدة منها باباً من المخاطر والمخاوف. عزيزي المستهلك إذا أحببت التسوق الإلكتروني عبر الإنترنت، كن حذرًا وواعيًا بقدر كاف ومدركاً لكل أبعاده وسلبياته.