«البحث العلمي» يبحث استخدام المؤشرات الاجتماعية في البحوث العلمية وتطوير السياسات

مناقشة 3 محاور حول قيم الشباب وتماسك الأسرة والمستوى المعيشي –

كتب – عامر الأنصاري –

أكد الدكتور يوسف بن حمد البوسعيدي مدير بحوث قطاع الثقافة والعلوم الأساسية والإنسانية في مجلس البحث العلمي في تصريح خاص لـ «عمان» أن المجلس ومن خلال برنامج بحوث المرصد الاجتماعي يسعى إلى تعزيز المستوى الاجتماعي والتنمية البشرية، وقال: «لقد صمم البرنامج لرصد التغيرات الاجتماعية ودراستها وتوفير نتائجها لدعم السياسات وتوجيه البحوث العلمية».

وتحدث البوسعيدي عن الندوة الوطنية للمؤشرات الاجتماعية «استراتيجيات البحث العلمي وبناء السياسات» التي أتت تحت مظلة برنامج بحوث المرصد الاجتماعي، واختتمت أعمالها أمس في فندق انتركونتيننتال مسقط، بقوله: «تأتي الندوة في نهاية مرحلة مهمة وهي إعداد المؤشرات الاجتماعية التابعة، هذه الندوة هي نتاج 12 شهرا من العمل المتواصل مع جامعة ساوث هامبتون البريطانية وبالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والجامعات العامة والخاصة، وهي مرحلة أولى تأتي لاعتماد المؤشرات الاجتماعية الأولية التي بلغت 134 مؤشرا، وهذه المؤشرات تساعدنا على رسم المجتمع في 3 محاور رئيسية الأول قيم الشباب والثاني تماسك الأسرة والأخير محور المستوى المعيشي، وانبثقت عن تلك المحاور 134 مؤشرا ، ومن المحتمل أن تتم إضافة محاور أخرى».

وأضاف: «كل مؤشر من المؤشرات يختلف بذاته، فبعض المؤشرات تحتاج إلى استطلاعات، وبعضها مباشرة من الجهات الحكومية -كما أشار المتحدثون- ولكن تشترك جميع المؤشرات بقيمتها البحثية العلمية، وستشكل هذه المؤشرات ما نسبته 70 % من اعتماد برنامج بحوث المرصد الاجتماعي».

وفيما يتعلق بالمرحلة المقبلة أوضح البوسعيدي: «بعد عرض نتائج هذه المرحلة وبالاعتماد على المؤشرات سننتقل إلى المرحلة الثانية وهي إعداد البنية الأساسية التقنية المتمثل في الموقع الإلكتروني الذي سيخزن كافة البيانات والمؤشرات وبنفس الوقت سنعمل على تجميع بيانات مختلفة بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية، وهو ما سيشكل قاعدة موسعة».

وتابع حديثه بقوله: «المؤشرات لها أدوار مختلفة، منها مؤشر يعطيك تقييما لبرامج معينة قامت بها الحكومة، وبعض المؤشرات ترفع الراية الحمراء وتحتم عليك الوقوف عندها لتوضيح أسبابها وإجراء البحوث حولها وعلى سبيل المثال إذا ما كان هناك مؤشر يدل على ارتفاع عدد المدخنين في السلطنة فهنا يجب الوقوف على هذا المؤشر واجراء الدراسات العميقة».

كما قال: «بشكل عام فإن مجلس البحث العلمي مؤسسة تدعم وتشجع البحث العلمي وهو أسمى هدف يسعى لأجله المجلس، وكذلك هدفنا هو المساعدة في اتخاذ القرار عن طريق البحوث العملية، والتواصل مع مختلف الجهات، وهناك لجنة توجيهية للبرنامج تتكون من مديري عموم ينتمون لـ 6 وزارات والهدف هو توصيل الفكرة لتلك الوزارات من خلال وقوفهم على المؤشرات والنتائج، وبناء عليه يتم اتخاذ القرار، ولا نملك صنع القرار بأنفسنا».

وأشار البوسعيدي كذلك إلى بعض من اختصاصات المجلس بقوله: «إذا ما رأى المجلس أن هناك جوانب تنقص المجتمع فإنه يقوم بتنظيم حلقات عمل ومحاضرات وندوات تساهم في التوعية والتثقيف، وعلى سبيل المثال فقد نظم المجلس يوم أمس محاضرة بعنوان (الشباب الجامعي العربي والألفية الجديدة.. المشهد المتغير للتعليم العالمي ومتطلبات التنمية) وذلك في الجامع الأكبر في مسقط».

واختتم كلامه بقوله: «الشيء المفرح والمبشر بالخير هو تعاون جميع الجهات الحكومية والخاصة مع برنامج بحوث المرصد الاجتماعي، فهناك رغبة من الجميع بتطوير الجوانب الاجتماعية، وهناك سعي لإنجاح جهود البرنامج الذي يستمر لعامه الخامس، ومن المؤمل خلال السنوات القادمة أن يتحول البرنامج إلى مركز مستقل يضم باحثين وخبراء».

واختتمت الندوة الوطنية للمؤشرات الاجتماعية مقدمة ثلاث جلسات تفاعلية، جاءت الجلسة الأولى بعنوان «استخدام المؤشرات الاجتماعية في البحوث العلمية» قدمها البروفيسور سابو بادماداس والدكتور يوسف البوسعيدي، وقد تناولت الجلسة دراسة تحديات البحوث الاجتماعية في السلطنة، ومناقشة كيفية توظيف قاعدة يبانات المؤشرات وتوظيفها علميا، بالإضافة إلى مناقشات اخرى.

والجلسة الثانية جاءت بعنوان «استخدام المؤشرات الاجتماعية لتطوير السياسات والبرامج» أدارها البروفيسور جيمس براون، وتناولت تحديد آليات استخدام المؤشرات الاجتماعية في تطوير السياسات والبرامج، كما ناقشت محتويات قاعدة بيانات المؤشرات الاجتماعية ورسم الخطة المستقبلية.

أما الجلسة الأخيرة فقد جاءت بعنوان «وظائف وعلميات قاعدة بيانات المؤشرات الاجتماعية» بإدارة قسم تقنية المعلومات في المجلس والدكتورة جوليا برانسون. وقد تناولت الجلسات في اليوم الختامي عدة تمارين تفاعل معها كافة المشاركين، منها بحث مشاكل معينة ارتكازا على البيانات المتوافرة، ومن ابرز المشكلات التي طرحها المشاركون انتشار الامراض غير المعدية مثل السكري والضغط الدم والتي ترجع إلى نظام غير صحي في الأكل، وقلة ممارسة الرياضة وغيرها، وذلك بالارتكاز على بيانات وزارة الصحة. جدير بالذكر أن جميع الجلسات التي ضمها اليوم الختام جاءت باللغة الانجليزية وقد قدمت ترجمة فورية للغة العربية والعكس على مدى يومي الندوة مؤسسة «الأوائل لخدمات الترجمة».