سجلات حديثة تؤكد وجود الذئب العربي في الوسطى وظفار ومسندم

28 نوعا من الثدييات في ظفار … والبعض يواجه خطر الانقراض –

أكبر تهديد يواجه ثعلب الجبالي «ابن عمه» الثعلب الأحمر –

تقرير- نوال بنت بدر الصمصامية –


تعتبر محافظة ظفار واحدة من أهم المحافظات التي تتميز بالتنوع الحيوي في سلطنة عمان، فإلى جانب النمر العربي هناك أنواع من الثدييات البرية التي تعكس وغيرها من حيوانات ونباتات المنطقة التأثير الجغرافي الحيوي لأفريقيا. وظلت جميع هذه الأنواع البرية على قيد الحياة باستثناء الفهد العربي. ويوجد هناك 28 نوعا من الثدييات البرية تشمل تسعة من أنواع من الثدييات آكلات اللحوم واثنين من الوعليات وخمسة أنواع من آكلات الحشرات ونوعا واحدا من الأرنبيات بالإضافة إلى نوع من الوبريات وخمسة أنواع من القوارض. وتنتشر معظم هذه الأنواع بشكل واسع إلا أن اللافت للنظر ان انتشار الأنواع الصحرواية محصور فقط في المناطق الجافة حيث تتجنب الغابات والمناطق العشبية المتأثرة بالرياح الموسومية في جبلي القرا والقمر.

ويصنف كل من الوعل النوبي وغزال الجبل ضمن فئات الخطر الثلاثة الأولى للقائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض « مهددة بالخطر بشكل حرج، مهددة بالخطر أو معرضة للخطر»، لذا فهما يواجهان خطرا كبيرا بالانقراض في البرية. أما الذئب العربي والضبع المخطط والوشق والوعل النوبي فهي مدرجة ضمن القائمة العمانية الحمراء للحيوانات المهددة بالانقراض، وقد ساهمت الجمال والأبقار والأغنام والخراف والحمير كمواش في تشكيل جغرافية جبال ظفار عبر القرون الماضية.


ثعلب الجبالي


ينتشر ثعلب الجبالي ذو الشكل الجذاب الذي يمتاز بأذنيه الكبيرتين وذيله الكثيف في غرب آسيا ومعظم دول شبه الجزيرة العربية خاصة في المناطق الجبلية الجافة وشبه الجافة. أما في سلطنة عمان، فينتشر في جبال مسندم وجبال الحجر وسلسلة جبال ظفار. وقد تم رصد وجود ثعلب الجبالي على امتداد جبل سمحان وفي البيئات الجافة بجبلي القمر والقرا، إلا أنه لم يلاحظ وجوده في المناطق المتأثرة بالرياح الموسمية.ويُفضل ثعلب الجبالي المناطق القاحلة ذات الغطاء النباتي الخفيف، لذا فمن المحتمل أنه لم يظهر أصلا في البيئات ذات الغطاء النباتي الكثيف المتأثرة بالرياح الموسمية، كما أن لا تتوافر معلومات كافية عن نظام عيش هذه الثعالب في سلطنة عُمان ، إلا أنها في الدول الأخرى تُنشئ مناطق للتزاوج على الرغم من أنها تقضي معظم وقتها منفصلة عن بعضها. لا تبدي ثعالب الجبالي أي خجل من مواجهة الكاميرات الفخية، كما تملك الجرأة الكافية للاقتراب من التجمعات السكانية الصغيرة. وتشكل الثدييات آكلات اللحوم الأخرى مصدر تهديد لثعالب الجبالي، كما قد تقع فريسة للنمور في المواقع الأخرى من المنطقة. أما في سلطنة عُمان، فأكبر تهديد يواجه هذا الثعلب هو «ابن عمه» الثعلب الأحمر الذي يعيش ويتكاثر قريبا من التجمعات السكانية. وللأسف، فإن الثعلب الأحمر الذي قام فعلا بإزاحة الثعلب الرملي الصغير من عدة مناطق صحراوية في سلطنة عُمان قد يستولى تدريجيا على مكان ثعلب الجبالي، فالكاميرات الفخية التي نُصبت خلال عشر سنوات أوضحت أن الثعلب الأحمر وصل إلى جبل سمحان وعلى ما يبدو فهو يقوم بإزاحة ثعلب الجبالي من الجرف الجنوبي.


الثعلب الأحمر


أما الثعلب الأحمر ينتشر بشكل واسع في أوروبا وآسيا، ويعزى ذلك إلى قدرته الكبيرة على التكيف في ظل اتساع رقعة التجمعات السكانية. ويعتبر هذا النوع أكبر الثعالب الثلاثة المنتشرة في سلطنة عُمان. ويتتبع هذا الثعلب التجمعات السكانية حتى يصل إلى مناطق جديدة حيث ينافس مجموعات الثعالب المستطونة هناك؛ كالثعلب الرملي في المناطق الصحراوية وثعلب بلاندفورد في الجبال. ويقتات الثعلب الأحمر بشكل أساسي على الفضلات فلديه قدرة على العثور على الطعام في مرادم البلدية أو أي مكان آخر، ويمكن مشاهدة هذا الثعلب في شوارع صلالة والبيئات المتأثرة بالرياح الموسمية بجبلي القمر والقرا بالإضافة إلى النجد الجاف. لم يُرصد أي وجود لهذا الثعلب في الأودية العميقة في قلب جبل سمحان إلا أن هناك دلائل تشير إلى قيامه بإزاحة ثعلب بلاندفورد من الجرف الجنوبي.


الذئب العربي


انقرض الذئب العربي من معظم نطاق وجوده السابق بعدما كان منتشرا على امتداد الجزء الشمالي من الكرة الأرضية. ويعتبر الذئب العربي حيوانا صحراويا صغيرا لديه قدرة على التكيف. ولا يزال منتشرا في دول الشرق الأوسط. أما في سلطنة عُمان فالمعلومات عنه شحيحة.وتشير بعض السجلات التي ظهرت مؤخرا إلى انتشاره على امتداد جبال مسندم وسلسلة جبال الحجر والصحاري الحصباوية في محافظتي الوسطى وظفار.وتوجد أكبر تجمعات للذئب العربي في ظفار حيث التقطت صور لها على الرغم من حيائها أمام الكاميرات الفخية. وتعيش الذئاب إما بمفردها أو في أزواج، وتلك هي الوحدة الاجتماعية الأساسية للذئب. وتظهر قطعان صغار الذئاب بعد انتهاء موسم الرياح الموسومية بسبب توافر جيف المواشي بكثرة في الجبل. والتقطت الكاميرات الفخية في جبل سمحان صورة لقطيع من سبعة ذئاب في أعالي الجرف الجنوبي، كما صور فريق تلفزيوني 12 ذئبا بالقرب من طوي أعتير .

وتنتشر الذئاب في البيئات الجافة والبيئات المتأثرة بالرياح الموسمية من الساحل الجنوبي حتى النجد، وعلى ما يبدو فهي تستقر في مساحات واسعة أثناء تزاوجها، كما قد تجوب مساحات أكبر حجما بين فترات التزاوج.

وتنحدر أصول الكلاب الأليفة من الفصيلة الذئبية، لذا يمكنها التزاوج وإنتاج حيوانات هجينة، وقاد ظهور ذئاب صغيرة ذات فراء باهت اللون وجسم يشبه جسم الكلب إلى التكهن بأنها ربما تزاوجت مع الكلاب البرية المحلية في ظفار. ومن المحتمل أن تكون الجراء الهجينة من الذئب والكلب قد قتلت بطلق ناري في المناطق السكنية بصلالة.

وعلى الرغم من غياب أدلة قاطعة بحدوث التهجين تعتبر الحيوانات الهجينة أقل قدرة على التأقلم من الذئاب الأصلية وأكثر ميلا نحو العدوانية كقيامها بمهاجمة قطعان الماشية.