لوجوين يرفع شعار القتال أمام صاحب الأرض والجمهور

يسعى منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم للدفاع عن فرصه المتبقية في تحقيق طموحه المعلن في مشاركته في نهائيات الكأس الآسيوية المتمثل في العبور للدور الثاني وذلك عبر مواجهة ساخنة ومثيرة تجمعه مع المنتخب الأسترالي المضيف الذي يخطط لتأكيد بدايته القوية بعد فوزه برباعية على الكويت .

تقام المباراة في تمام الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت مسقط في ملعب سيدني وذلك في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى. واستهل المنتخب الأسترالي، وصيف النسخة الماضية والساعي إلى اللقب الأول في مشاركته الآسيوية الثالثة فقط منذ أن التحق بالقارة الصفراء عام 2006، إلى تأكيد العرض المميز الذي قدمه في مباراته الأولى أمام المنتخب الخليجي الآخر الكويت عندما حول تخلفه إلى فوز كبير 4-1.وفي الجهة المقابلة، بدأ منتخبنا الوطني مشاركته الثالثة في البطولة القارية بالخسارة أمام كوريا الجنوبية صفر-1، مما يجعله مطالبا بتجنب هزيمة ثانية وإلا سيودع النهائيات من الدور الأول للمرة الثالثة، خصوصا في حال فوز كوريا الجنوبية على الكويت في المباراة الثانية اليوم الثلاثاء أيضا، لأن ذلك سيمنح المضيف «ومحاربي تايجوك» بطاقتي المجموعة.

ومن المؤكد أن المواجهة ستكون صعبة جدا على الأحمر أمام الجماهير الأسترالية التي ستغص بها مدرجات «ستاد سيدني»، لكن بإمكان المنتخب الخروج بنتيجة إيجابية لأن العرض الذي قدمه في مباراته الأولى ضد العملاق الكوري لم يكن سيئا على الإطلاق بل إنه ظلم تحكيميا بعدم احتساب ضربة جزاء من المخالفة الواضحة التي تعرض لها اللاعب قاسم سعيد في منطقة مرمى كوريا الجنوبية.

وسيطرت كوريا الجنوبية على الكرة وحصلت على بعض الفرص استمثرت إحداها إلى هدف لكنَّها أفلتت من إمكانية تلقي هدف في الوقت القاتل بتوقيع البديل عماد الحوسني الذي ارتقى على القائم القريب لركنية لعبها برأسه قوية ابعدها الحارس نحو العارضة.

واعتبر لوجوين أنه لو احتسب الحكم النيوزيلندي بيترأوليري ركلة جزاء لفريقه في نصف الساعة الأول من اللقاء إثر عرقلة واضحة داخل المنطقة من كيم جونغ سو على قاسم سعيد، لاختلفت نتيجة المباراة.

«أنا لا أطالب بأن يمنحني أحد أفضلية، كلا، كلا، ما أريده هو الإنصاف»، هذا ما قاله لوجوين الغاضب بعد المباراة، مضيفا «إنها ركلة جزاء مائة بالمائة وبدون أي تردد، لكن لماذا (لم تحتسب)؟ لأننا عمان؟ إنه قرار سيئ جدا جدا في بطولة من هذا المستوى».

وتابع «في بعض الأحيان قد يحصل جدل (حول صحة ركلة الجزاء)، لكن في هذه الحالة ليس هناك أي جدل،أوأي نقاش. إنها ركلة جزاء مائة بالمائة. كانت المباراة ستتغير بعدها على الأرجح. إذا كنت متقدما 1-صفر فالوضع سيختلف بالتأكيد».

وكان لوجوين راضيا عن أداء فريقه وهو أضاف: «قام حارس مرمى كوريا الجنوبية بإنقاذ فرصة خطيرة جدا قبيل نهاية المباراة. كانت فرصة رائعة لكن لسوء الحظ لم نسجل منها».

وتابع «واصلنا المحاولة حتى النهاية وحتى الدقيقة الأخيرة. كنا نريد تعديل النتيجة، أنا محبط لأننا كنا قريبين وسنحت لنا فرص واضحة. أعتقد أننا نقترب أكثر من الوصول إلى مستوى منافسة منتخبات مثل كوريا الجنوبية».

وواصل «عندما تهتز شباكك بهدف واحد أمام فريق مثل كوريا الجنوبية فبإمكانك أن تكون راضيا لأن المنتخب الكوري ليس بالخصم السهل. هذا دليل على أننا نسير على الطريق الصحيح».

وأردف مدرب ليون السابق: «رغم أنني لا أرضى على الاطلاق بأي خسارة، فان اللاعبين قدموا أفضل ما بوسعهم. لقد قاتلوا بقوة على أرض الملعب».

وكشف لوجوين إنه قد يقوم بإشراك المهاجم عماد الحوسني ولاعب الوسط محسن جوهر بعدما شاركا كبديلين أمام كوريا الجنوبية، مضيفا «الحوسني عاد مؤخرا من الإصابة ولم يكن في حالة بدنية تسمح له بالمشاركة منذ البداية، أما محسن فهو لاعب شاب وجديد على الفريق، وربما يكون من اللاعبين الكبار مستقبلا… سوف أتابع حالة كل لاعب بعد هذه المباراة وربما اقوم بتغييرات في التشكيلة» التي ستواجه أستراليا.

وختم «أنا مقتنع أنه بغض النظر عن هوية اللاعبين الذين أختارهم فإنهم سيقاتلون في المباراة أمام أستراليا».

وستكون مواجهة سيدني الثانية بين منتخبنا ونظيره الأسترالي في النهائيات القارية، والأولى تعود إلى نسخة 2007 حين تعادلا 1-1 في دور المجموعات أيضا، فيما تواجه الطرفان في تصفيات نسخة 2011 وفاز «سوكيروس» ذهابا 1-صفر في ملبورن وايابا 2-1 في مسقط.

ومن المؤكد ان منتخبنا لا يريد ان تتكرر نتيجة زيارته الأولى إلى سيدني حيث مني بهزيمة ثقيلة صفر-3 في الدور الثالث من تصفيات آسيا لنهائيات مونديال 2014 قبل أن يرد إيابا 1-صفر.

وشاءت الصدف حينها أن يقع المنتخب العماني في نفس مجموعة أستراليا ضمن الدور الرابع الحاسم من تلك التصفيات فتعادلا ذهابا في مسقط صفر-صفر وايابا في سيدني بالذات 2-2.

وتأهلت حينها استراليا واليابان عن المجموعة، فيما حل العمانيون في المركز الرابع.

وبالمجمل، تواجه الطرفان 7 مرات سابقا، وفازت أستراليا في ثلاث وعمان مرة واحدة مقابل 3 تعادلات.

ومن المؤكد أن أستراليا ستسعى إلى فوز رابع يبدو في متناولها تماما إذا قدمت عرضا مماثلا لمباراتها الأولى مع الكويت حين حولت تخلفها بهدف منذ الدقيقة 8 إلى فوز كبير 4-1 بعد أن ردت بهدفين في الشوط الأول من تيم كايهل وماسيمو لوونغو وآخرين في الثاني عبر قائدها ميلي جيديناك وجيمس ترويزي، لتصبح أول بلد مضيف يفوز بالمباراة الافتتاحية منذ 31 عاما، وتحديدا منذ أن تغلبت سنغافورة على الهند 2-صفر في نسخة 1984.

وكان كايهل الذي سجل هدفه التاسع في المباريات الـ13 الأخيرة الرسمية لبلاده، سعيدا بطبيعة الحال بالفوزالافتتاحي وهو قال بعد المباراة: «إن الكويت فريق جيد وهذه بداية جميلة في بطولة كبرى».

وأشاد المخضرم كايهل بمزايا زميله ماسيمو لوونغو صاحب تمريرة حاسمة وهدف في الشوط الأول، مشيدا بفريقه الذي استعد لعدة أشهر قبل هذه البطولة.

وقال كايهل إن فوز المضيف لأول مرة منذ 1984 في مباراته الافتتاحية هو «إنجاز كبير» يحسب لفريقه لأن «أي فريق مضيف يرغب بالفوز في مباراته الأولى كي تكون بدايته قوية».

من جهته، قال أفضل لاعب في المباراة لوونغو: «بعد تخلفنا أظهرنا الروح الأسترالية والكل كان رائعا. الجميع أدرك أن هناك أهدافا في المباراة وتعين علينا أن نكون صبورين قبل أن ندرك مرماهم».

ورأى المدرب انج بوستيكوجلو إنه كان يفضل تفادي الهدف الكويتي: «ليس سهلا أن تسجل في مرمى فريق يتكتل دفاعيا. عرفت في آخر نصف ساعة أن المباراة ستفتح امامنا». ومن المتوقع أن يجري بوستيكوغلو تغييرات على التشكيلة التي خاض بها المباراة الافتتاحية من أجل إراحة بعض اللاعبين قبل لقاء القمة أمام كوريا الجنوبية.

ولن يتمكن المنتخب الأسترالي من الاعتماد على قائده ميلي جيديناك في مباراته ضد عمان وذلك بسبب الإصابة في كاحله.

وتعرض لاعب وسط كريستال بالاس لالتواء في كاحله امام الكويت (4-1) ولن يتمكن بالتالي من خوض لقاء اليوم.

لكن المدرب بوستيكوجلو أكد ان باستطاعة أصحاب الأرض التعامل مع غياب قائدهم بالشكل المناسب، مضيفا «ليس في وضع جيد للمشاركة وفي هذه المرحلة من البطولة من الأفضل ان نمنحه بعض الأيام الإضافية للراحة وسنقيِّم وضعه إذا كان بإمكانه اللعب في مباراة كوريا الجنوبية» في الجولة الثالثة الاخيرة من الدور الأول. وقد يتحمل المنتخب الأسترالي غياب قائده عن مباراة عمان التي خسرت مباراتها الأولى امام كوريا الجنوبية لكنه بحاجة دون شك إلى خدماته ضد الأخيرة وفي الأدوار الإقصائية.

«صحيح إنه كان من الأفضل عدم غياب ميلي عن المباراة لكني متأكد بأننا نملك اللاعبين الذين بإمكانهم سد فراغ غيابه»، هذا ما قاله مدرب أستراليا، مضيفا «عملنا بجهد كبير لكي نعزز قدرات الفريق (من حيث البدلاء) خلال الأشهر الستة الأخيرة وصولا إلى كأس آسيا وهذا الأمر وضعنا في موقع جيد يمكننا من تعويض خسارة لاعب من عيار ميلي».

ويفتح غياب جيديناك الباب أمام مارك ميليجان أو مارك بريشيانو لسد الفراغ.

وقد يشارك هداف الدوري الأسترالي نايثن بورنز منذ البداية على حساب ماثيو ليكي أو روبي كروز بعدما قدم أداء صلبا بعد دخوله في الدقائق العشرين الأخيرة.