آفرينش: لنبتعد عن تعقيد المفاوضات

تحت هذا العنوان طالعتنا صحيفة (آفرينش) بمقال بقلم الكاتب والمحلل السياسي حميد رضا عسكري جاء فيه:رغم التوقعات التي أطلقتها العديد من وسائل الإعلام الإقليمية والدولية بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق بين طهران والمجموعة السداسية الدولية بشأن برنامج ايران النووي خلال جولة المفاوضات التي عقدت مؤخراً بين الطرفين، إلا أن التصريحات التي اطلقها مسؤولو الوفود المشاركة في هذه المفاوضات لا سيما الوفدين الإيراني والأمريكي جاءت بالضد من هذه التوقعات لتؤكد بأن الهوة ما زالت شاسعة بين الأماني والتوقعات من جهة وما هو موجود على أرض الواقع من جهة أخرى ولابد من التريث كثيراً قبل إصدار أي حكم مسبق أو التكهن بنتائج هذه المفاوضات نظراً لصعوبتها أولاً وتشابك القضايا المراد التوصل الى اتفاق بشأنها ثانيا.

وفي الوقت الذي أشاد به الكاتب بالتحركات الدبلوماسية التي يبذلها بعض أطراف السداسية لاسيما روسيا والصين لإيجاد حلول لهذه الأزمة فإنه حذر من مخاطر الاتكال على هذه التحركات كونها – باعتقاده – تهدف بالدرجة الأولى إلى تأمين المصالح السياسية والاقتصادية والأمنية لهذه الاطراف وهذا ما يحتم على الفريق الإيراني المفاوض مع السداسية توخي الدقة في المحادثات كي لا تُعرض مصالح ايران للخطر مع الأخذ بنظر الاعتبار الحقائق والخلافات التي تعترض سبيل هذه المحادثات لاسيما بعد تشديد الحظر المفروض على ايران وهبوط أسعار النفط في الأسواق العالمية والآثار السلبية التي شكلها هذا الهبوط على مجمل الوضع الاقتصادي في البلد.

وفي الختام دعا الكاتب إلى التعامل مع المفاوضات بواقعية على ضوء هذه الحقائق وعدم فسح المجال لبعض الأطراف التي تسعى إلى إفشالها لتحقيق أهداف سياسية ضيقة رغم إقراره بصعوبة هذه المفاوضات خصوصاً وأن الدول الغربية وفي مقدمتها أمريكا تحاول من خلال تشديد الحظر على ايران إرغامها على وقف التخصيب وتقليص عدد أجهزة الطرد المركزي في منشأتها النووية وهو ما تفرضه طهران باعتباره حقاً مشروعاً أقرته القوانين الدولية لحيازة التقنية النووية للأغراض السلمية.