يانوكوفيتش يؤكد أنه رئيس أوكرانيا.. وموالون للروس يحتلون مقر الحكومة في القرم

Man installs a flag on a monument, with a Soviet-made tank at the top, near the Crimean parliament building in Simferopol

واشنطن تدعو موسكو إلى تجنب خطوات قد يساء تفسيرها -

موسكو-بروكسل- (رويترز) – (أ ف ب) : تسارعت الاحداث امس في اوكرانيا مع ظهور الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش مجددا تحت حماية روسيا وتزايد حدة التوتر في القرم حيث يتمركز اسطول البحر الاسود الروسي.

وسيطر عشرات المسلحين باكرا صباح امس على مقري الحكومة والبرلمان في سيمفروبول في شبه جزيرة القرم الناطقة بالروسية في جنوب اوكرانيا ورفعوا فوقهما العلم الروسي مانعين الموظفين من الوصول الى المباني.

وقال النائب سيرغي كونيتسين رئيس الوزراء السابق في القرم والعضو في حزب فيتالي كليتشكو بطل العالم السابق في الملاكمة ان المسلحين “مدربون تدريبا جيدا ومجهزون ببنادق دقيقة ولديهم ذخائر تكفي لشهر كامل”، موضحا للبرلمان انه قضى الليل على الهاتف مع اقربائه في القرم، وردت سلطات كييف الجديدة بحدة على التطورات الجديدة في جنوب اوكرانيا.

واعلن وزير الداخلية في الحكومة الانتقالية الاوكرانية ارسين افاكوف وضع مجمل قوات الشرطة ومن بينها القوات الخاصة في حال استنفار لتفادي وقوع “حمام دم بين السكان المدنيين” و”تطور الوضع الى مواجهات مسلحة”، كما تم فتح تحقيق في عمل “ارهابي”.

وحذر الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف روسيا من اي محاولة لتحريك اسطولها المتمركز في مدينة سيباستوبول المجاورة.

وقال في البرلمان خلال جلسة كان من المقرر اساسا ان تخصص لتثبيت حكومة جديدة “اتوجه الى قادة اسطول البحر الاسود: على جميع العسكريين ان يلزموا المواقع المحددة في الاتفاقيات، ان اي تحركات قوات مسلحة سيعتبر عدوانا عسكريا”.

وشبه جزيرة القرم التي تسكنها غالبية من الناطقين بالروسية في جنوب اوكرانيا، كانت جزءا من روسيا في اطار الاتحاد السوفييتي، قبل ان يتم الحاقها باوكرانيا عام 1954 وهي تشهد اضطرابات انفصالية تفاقمت منذ الاطاحة بيانوكوفيتش.

من جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل امس إن على روسيا أن تلتزم بالشفافية بشأن التدريبات العسكرية على حدود اوكرانيا وألا تتخذ أي خطوات قد يساء تفسيرها أو “تؤدي إلى تقديرات خاطئة في وقت حساس”.

وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن تستعد قوات قوامها 150 ألف جندي لخوض تدريبات عسكرية بالقرب من أوكرانيا أمس الاول، ووضعت روسيا طائراتها المقاتلة في حالة استعداد قتالي امس.

وعقب محادثات لحلف شمال الأطلسي بشأن أوكرانيا قال هيجل إن الولايات المتحدة تتوقع من الدول الأخرى أن تحترم سيادة أوكرانيا وتتجنب الأفعال الاستفزازية.

وأضاف في مؤتمر صحفي بحلف شمال الاطلسي “لهذا أتابع عن كثب التدريبات العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية والتي أعلنوا عنها أمس الاول.. أتوقع من روسيا الشفافية بشأن هذه الأنشطة وأحثها على ألا تتخذ أي خطوات قد يساء تفسيرها أو تؤدي إلى تقديرات خاطئة في وقت شديد الحساسية”، وأعرب عن أمله في أن يتحدث مع نظيره الروسي خلال يوم أو يومين.

ومن غير المرجح أن تخاطر الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف الأطلسي بخوض مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا، لكن لغة الخطاب الروسي التي تحمل أصداء الحرب الباردة تظهر حجم المخاطر العالية في أوكرانيا التي أصبحت -بحكم موقعها- وسكانها البالغ عددهم 46 مليون نسمة موضعا للشد والجذب بين روسيا والغرب.

وسئل هاجل عن الوضع في القرم فقال إن من المهم “تخفيف حدة التوتر.. هذا أوان القيادة الهادئة والحكيمة عند الجانب الروسي وعند بقية الأطراف”.

وفي سياق متصل، عاد الرئيس السابق الذي توارى تماما عن الانظار منذ اقالته في البرلمان السبت الماضي والمطلوب في اوكرانيا بتهمة ارتكاب جرائم “قتل جماعي”، الى الظهور امس في روسيا ليطلب من موسكو حمايته في وجه “المتطرفين”، وقد اعلنت موسكو استجابتها لهذا الطلب.

وقال يانوكوفيتش في تصريح “الى الشعب الاوكراني” نقلته وكالات الانباء الروسية “ما زلت اعتبر نفسي الرئيس الشرعي للدولة الاوكرانية”، وتابع “للاسف كل ما يجري حاليا في برلمان اوكرانيا غير شرعي” مشددا على غياب العديد من نواب حزب المناطق الذي يترأسه عن البرلمان.

وقال “ارى نفسي مرغما على ان اطلب من سلطات روسيا الاتحادية ضمان حمايتي الشخصية في وجه الاعمال التي ينفذها متطرفون”، مضيفا “نشهد في شوارع العديد من مدن بلادنا انفلاتا للتطرف وثمة تهديدات جسدية موجهة الي شخصيا والى انصاري”.

واضاف “بات واضحا ان الشعب في جنوب شرق (اوكرانيا) وفي القرم لا يقبل بالفراغ في السلطة وبالاوضاع الاعتباطية المسيطرة في اوكرانيا، حين يقوم الحشد بتعيين الوزراء في الساحات العامة”.

وتشكل هذه الاحداث تصعيدا جديدا في التوتر القائم بين سلطات كييف الجديدة المؤيدة للغرب والعناصر الموالية لروسيا في اوكرانيا.

ووجه وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي امس تحذيرا معتبرا ان ما يجري في القرم “لعبة بالغة الخطورة”.

وستواجه السلطات الجديدة مهمة جسيمة تقضي بمنع اوكرانيا من الافلاس واحتواء الاتجاهات الانفصالية المتصاعدة في جنوب وشرق اوكرانيا حيث يشعر قسم كبير من السكان انه اقرب الى موسكو منه الى كييف.

وعرضت الولايات المتحدة سعيا لدعم السلطات الاوكرانية الجديدة ان تقدم ضمانة بقيمة مليار دولار في اطار قرض قد تمنحه هيئات مالية دولية لهذا البلد.

وقال وزير الخارجية جون كيري “اننا نعمل على اقرار ضمانة لقرض بقيمة مليار دولار”، مضيفا ان “الاوروبيين يدرسون (ضمانة) بقيمة 1,5 مليار دولار”، غداة اعلان الروس انهم ليس لديهم اي “موجبات قانونية” تحتم عليهم تسديد باقي القرض بقيمة 15 مليار دولار الذي اعلنوا منحه لاوكرانيا ولم يصرفوا منه حتى الان سوى 3 مليارات.

واوكرانيا بحاجة الى مساعدة بقيمة 35 مليار دولار خلال السنتين المقبلتين لمواجهة ازمتها الاقتصادية والسياسية. وفي مؤشر ريبة حيال الاوضاع، فقدت العملة الاوكرانية حوالي 18% من قيمتها منذ مطلع السنة.