فنجاء والجيش السوري.. لا غالب ولا مغلوب

بداية الغيث نقطة ! -

كتب-ابراهيم البلوشي -

شقّ نادي فنجاء طريقه في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي بتعادله السلبي المخيب مساء أمس أمام نادي الجيش السوري في المباراة التي أقيمت على ملعب استاد السيب الرياضي ضمن منافسات افتتاح مباريات المجموعة الثانية التي تضم النجمة اللبناني والكويت الكويتي لجولة الذهاب التي تعتبر مقامة على ملعب نادي الجيش السوري وبذلك يكسب كل فريق نقطة.


ولم يستغل الأصفر الفرص التي أتيحت له خلال المباراة التي حضرها جمهور جيد وهتف خلف الفريق إلا أن النتيجة لم تكن مرضية فلم يستفد فنجاء من عاملي الأرض والجمهور والتعادل أشبه بطعم الخسارة.

وكانت مجريات الشوط الأول الذي لم يكن مستواه مرضيا قد مرت فاترة رغم الحراك الذي ظهر به لاعبو الفريقين خصوصا من قبل فنجاء الذي انتشر كثيراً في ردهات المستطيل بحثاً عن الثغرات الدفاعية لفريق الجيش السوري إلا أن الفرص الحقيقية للتسجيل كانت غائبةً عدا بعض الكرات غير المركزة واستطاع الدفاع السوري أن يحافظ على شباكه خاليةً ولجأ إلى الهجمات المرتدة ولم يستفد الفريقان من الكرات الثابتة من الأخطاء التي حصلا عليها.

وفي الشوط الثاني الذي شهد ضخ دماء جديدة، وأسفر عن تحسن مقبول في فاعلية الشق الهجومي من حيث صناعة الفرص أمام المرمى إلا أن الاستبسال الدفاعي للفريق السوري حال دون هز الشباك وعاب الأداء الذي ظهر به الأصفر كثرة التحضير في الخلف والبطء في العمق الهجومي، ولم تتنوع المحاولات الهجومية الفنجاوية كثيرا، ورغم محاصرته للمرمى السوري في بعض الفترات إلا أنه لم ينجح في فك طلاسم دفاعات الجيش السوري، ويقظة الحارس طه موسى كانت خلف محافظة فريقه على نظافة الشباك.


الشوط الأول


استهلالية الانطلاقة جاءت بأقدام فنجاوية ليدخل الفريقان نفق ما يعرف بجس النبض بحثا عن اختبار النوايا في الدقائق الأولى وناور الفريق الأصفر كثيرا أمام الفريق السوري ونقل الكرة بشكل حذر، وفي مواقع متقاربة من لاعبيه واستطاع أن يظهر في واجهة المحاولات الهجومية الجادة عندما لاحت الفرصة للأجنبي سيسيه في المنطقة الجزائية وسط خلل دفاعي تمكن حارس الجيش السوري طه موسى من تخليصها من أمامه.

في المقابل لم تكن رغبة الفريق السوري واضحة في الشق الهجومي، ولم يتمكن من الوصول إلى المرمى الفنجاوي عدا كرة غير مركزة تعامل معها الدفاع بهدوء وكرة أخرى من محمد زبيدة مرت بالقرب من المرمى.

وتيرة الأداء لم تتغير، فالبناء الهجومي كثيرا ما يتعرض للانقطاع ويفتقد إلى السرعة المطلوبة، ورغم أن الأصفر أكثر استحواذا على وسط الميدان وتمسكه بالمبادرات الهجومية ألا أن الكرات الخطرة لم تظهر بعد فيما اعتمد الفريق الأحمر كثيرا على المرتدات وتحصل منها على خطأ على مشارف المنطقة الجزائية نفذه سمير بلال مباشرة إلى المرمى انتهت في أيدي الحارس مازن الكاسبي (28).

محاولات الأصفر كثيرا ما تصطدم بالدفاع السوري، وخاصة في العمق في مسعى للاختراق فحصل الفريق على خطأ بالقرب من خط الجزاء نفذه سيسيه وارتدت الكرة من الحائط البشري وتلاشت خطورتها (35). أحمد حديد ورفاقه في وسط الميدان تناقل الكرة بشكل سلس إلا أن المحاولات الهجومية وصلت إلى مرمى الخصم فاترة، ولم تشكل خطورةً واضحةً فكان للتمركز الدفاعي للجيش السوري دور في إفشال مخططات الفريق الأصفر.


لا جديد


واصل فنجاء مده الهجومي مع انطلاقة الشوط الثاني، وكثف من محاولاته فعانده الحظ في كرة هجومية في الصندوق وسط ارتباك دفاع الفريق السوري الذي أغلق المساحات أمام مهاجمي الأصفر في أكثر من تسديدة متتالية، وفي ردة فعل ظهر الجيش السوري بمناورة هجومية منظمة كسب منها خطأ بالقرب من جزائية فنجاء سدد منه سمير بلال كرة قوية انقض عليها مازن الكاسبي بسهولة (55). وعاد فنجاء إلى الضغط على المرمى السوري ووصل الى المنطقة السورية المحرمة ومرر كرات في الصندوق إلا أن دفاع فريق الجيش لم يترك مساحة فارغة نتيجة المراقبة اللصيقة لمهاجمي فنجاء الذين وصل عددهم إلى خمسة مع الهجمة بحثاً عن افتتاح التسجيل. مدربا الفريقين لجآ الى دكة البدلاء لتنشيط الأداء فاشترك في الفريق السوري رامز بيروا بديلا لمحمد علي وفي صفوف الفريق الفنجاوي اشترك عبدالعزيز المقبالي بديلا للبرازيلي فيلبي (70).

واصل الفريقان الحوار الكروي الممل في بعض فتراته نتيجة كثرة التحضير غير المبرر خصوصا من قبل فنجاء الباحث عن هز الشباك واشترك محمد مبارك بديلا لمحمد المعشري قبل الدقيقة الثمانين بثلاث دقائق ويتبعه صلاح سالم بديلا لمحمد المسلمي.

نشط السجال قليلا من الجانبين فالسوري ظهر بكرات هجومية مرتدة وسريعة لكن تفتقد إلى التركيز فيما واصل الأصفر زحفه الهجومي وحاصر مرمى الجيش السوري المتماسك دفاعيا، ورغم الكرات التي اندفع بها الأصفر إلى جزائية خصمه إلا أنه لم يوفق في تفكيك الخرسانة الدفاعية الحمراء وأضاع سيسيه فرصة لا تعوض عندما تلقى كرة عرضية زاحفة وبتسرع سددها بجوار القائم الأيمن لطه موسى، ولم تفلح كل المحاولات التي قام بها فنجاء في الأمتار الأخيرة رغم إضافة ست دقائق بدل ضائع لتنتهي المواجهة سلبية. أدار اللقاء العراقي علي صباح وراقب الخطوط العراقي حسين تركي والإماراتي زايد داود والعراقي واثق محمد رابعا والأردني سيزار صوبار مراقبا للقاء.


هشام جدران: غير راض عن النتيجة


ارجع هشام جدران مدرب نادي فنجاء خروج فريقه متعادلا الى الطريقة التي لعب بها فريق الجيش السوري، وهي طريقة دفاعية وانه كمدرب ليس لديه معلومات كافية عن الفريق الخصم، وانه تفاجأ بالأسلوب الذي ظهر به الفريق.

وأضاف جدران: إن فريقه حاول وعمل كل شيء بحثا عن التهديف إلا أن فريق الخصم لعب بطريقة دفاعية بحتة طوال المباراة، وأن فنجاء كان الطرف الأفضل وأضعنا فرصا كثيرة لكن لم نوفق، أما دخول عبدالعزيز المقبالي في الدقيقة السبعين فهو جانب تكتيكي وفني وان عامل اللياقة البدنية لم يكن هو السبب في عدم تمكن الفريق من فك التمركز الدفاعي لفريق الخصم.


محمد أنس: نتيجة مرضية


وصف محمد أنس مدرب فريق الجيش السوري المباراة بالقوية والجميلة خصوصا وان فنجاء يضم لاعبين مجيدين فمن الطبيعي أن يكون مسيطرا وفريقنا بمستوى إمكانياته استطاع الحد من خطورة لاعبي فنجاء، وكان لاعبو الفريقين في حالة جيدة والنتيجة مرضية كونها أول الطريق. ولم يخف أنس أنه طالب لاعبيه بغلق المناطق والتمركز الدفاعي نظرا للمعلومات المتوفرة لدينا عن فريق فنجاء وسعينا في بعض الفترات إلى مباغتة فنجاء في هجمات خطرة مؤكداً أن فريقه له طموحات في البطولة رغم الظروف التي يمر بها الفريق ويأمل أن يقدم فريقه أسلوبا هجوميا في المناسبات القادمة وان تتاح لنا فرصة اللعب في أرض محايدة.