كرزاي يشترط لتوقيع الاتفاقية الأمنية والأطلسي يبحث خيارات الانسحاب الشامل

German Defence Minister Von der Leyen and France's Defence Minister Le Drian react to U.S. Secretary of Defense Hagel during a NATO defence ministers meeting session at the Alliance headquarters in Brussels

تظاهرة تندد بمقتل 21 جنديا أفغانيا شرق أفغانستان -

عواصم-(وكالات):أكد الرئيس الأفغاني حميد كرزاي تمسك بلاده بشروط توقيع اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة.

وذكر مكتب الرئيس الأفغاني أمس في العاصمة كابول أن كرزاي يشترط لتوقيع هذه الاتفاقية بدء عملية سلام مع حركة طالبان المسلحة في بلاده.

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما هدد أمس الأول بسحب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان بعد عام 2014 إذا لم توقع كابول الأتفاقية الأمنية مع واشنطن.

غير أن أوباما قال في الوقت نفسه إن هذه المعاهدة يمكن أن توقع فيما بعد وهو ما يترك الباب مفتوحا أمام خليفة كرزاي في منصب رئيس الجمهورية عقب الانتخابات الرئاسية المزمعة في إبريل المقبل فيما يتعلق بالتوقيع على الاتفاقية.

وتنص الاتفاقية على تحصين الجنود الأجانب في أفغانستان من الملاحقة القضائية.

اكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوج راسموسين أمس ان الحلف سيدرس كل الخيارات بما فيها خيار الانسحاب الشامل من أفغانستان، لكنه يفضل توقيع اتفاق مع كابول يتيح له البقاء في أفغانستان بعد 2014.

وقال راسموسين لدى وصوله الى مقر الحلف الأطلسي في بروكسل حيث يعقد حتى اليوم اجتماع لوزراء الدفاع في الحلف الأطلسي “جميعنا نعرف المعطيات على الأرض”.

واضاف:إذا لم يتم التوصل الى اتفاق أمريكي-أفغاني، لا يمكن ايضا التوصل الى اتفاق بين افغانستان والحلف الاطلسي، واذا لم يتم التوصل الى اتفاق لن تبقى قوات للحلف الاطلسي في افغانستان بعد 2014″.

واوضح راسموسين “دعوني اشدد على هذا الأمر: هذا ليس المخرج الذي نفضله. لكنها الوقائع، وقائع يتعين ان نأخذها في الاعتبار في التخطيط الذي نجريه”، مكررا “دعوة المسؤولين الأفغان الى توقيع اتفاق أمني” مع واشنطن.

وكان راسموسين يتحدث غداة التحذير الذي وجهه الرئيس الأمريكي باراك أوباما الى نظيره الأفغاني حميد كرزاي الذي قال له ان الولايات المتحدة تستعد لانسحاب عسكري شامل من أفغانستان أواخر 2014، لكنه لم يستبعد امكانية توقيع الاتفاق الأمني “في وقت لاحق من هذه السنة”.

وقال راسموسين “من الواضح انه كلما مر الوقت، واجهنا تحديات على صعيد تخطيط مستقبل وجودنا في افغانستان”.

واضاف: نحن مستعدون لتشكيل مهمة تدريب وتقديم المشورة للقوات الأفغانية بعد 2014، لكن الوقت يمر”، لكنه اشار الى “استعداد الحلف الأطلسي لاجراء نقاش مع الرئيس الجديد بعد الانتخابات”.

ويقول دبلوماسي رفيع المستوى في الحلف الأطلسي ان من الممكن ان يطلب وزراء الدفاع من العسكريين خلال اجتماعهم في بروكسل ان يبدأوا “بالتخطيط الحذر” لخيارات أخرى غير خيار وجود ما بين 8 الى 12 ألف جندي في كابول ومراكز اقليمية أخرى، كما هو مطروح حتى الآن.

واوضح هذا الدبلوماسي ان “ذلك يمكن ان يتضمن الخيار صفر الانسحاب الشامل وهو خيار يتضمن نشر اقل من ثمانية آلاف رجل”.

من جانبها أكدت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين أنه ليس من الممكن أن تستمر قوات الجيش الألماني في أفغانستان بعد عام 2014 إلا بشروط معينة

وقالت الوزيرة في مستهل لقاء وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي الناتو في بروكسل أمس: “لابد أن تدعونا الحكومة الأفغانية لابد أن يكون مرحبا بنا.

غير أن فون دير لاين أكدت في الوقت نفسه أنه لا تزال هناك “إرادة سياسية” لدى برلين لإرسال جنود ألمان لتدريب القوات الأفغانية.

على الصعيد الأمني احتشد مئات الأشخاص أمس في كابول مرددين شعارات معادية لحركة طالبان، للتنديد بالهجوم الذي شنه المتمردون الإسلاميون على قاعدة عسكرية واسفر عن مقتل 21 جنديا أفغانيا الأحد الماضي في شرق أفغانستان.

وردد المشاركون في هذه التظاهرة التي نظمت على رغم الامطار الغزيرة في احدى الحدائق العامة بوسط العاصمة الافغانية، “سنتذكر تضحياتكم ايها الجنود”، و”عناصر طالبان ليسوا اخوة لنا، انهم اعداؤنا”.

وقال عميد شريفي 28 عاما أحد ممثلي المجتمع الأهلي الأفغاني، ان مقتل 21 جنديا شكل “صدمة للجميع ومن واجبنا ان نعبر عن تعاطفنا مع عائلات الضحايا”.

من جهتها، اتهمت زهرا موسوي 20 عاما الطالبة في العلوم السياسية الرئيس الأفغاني حميد كرزاي بأنه لم يؤمن الظروف الملائمة لحماية الجنود الأفغان.

وقالت “انه مسؤول. يموت اشخاص كل يوم ولا يحرك رئيسنا ساكنا”.

وخلال تظاهرة أخرى أمس في العاصمة الأفغانية كابول احتشد عشرات الأشخاص امام السفارة الباكستانية متهمين إسلام أباد بارسال “جواسيس” الى أفغانستان.

وكتبت على يافطة كبيرة تصدرت التظاهرة، عبارة “باكستان تدعم الإرهاب”.

وقد وقع هجوم كونار الذي يعد الاكثر دموية ضد القوات الأفغانية منذ أشهر، فيما دخلت افغانستان مرحلة اضطراب مع اقتراب موعد انسحاب حوالي خمسين ألف جندي من قوات الحلف الأطلسي قبل نهاية السنة، مما يحمل على التخوف من اندلاع موجة من العنف في أفغانستان التي تسيطر حركة طالبان على جزء منها.